رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعذيب وأحداث مرعبة.. معتقلو غزة يواجهون جحيم السجون الإسرائيلية

نقل المعتقلين الفلسطينيين
نقل المعتقلين الفلسطينيين من غزة إلى إسرائيل

كشفت شهادات صادمة لفسلطينيين معتقلين في غزة عن أحداثٍ مرعبة شاهدوها بعد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث مارست قوات الاحتلال كل أشكال التعذيب بدون هدف معين سوى الانتقام من أهل غزة، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

تعذيب نفسي وجسدي وتفاصيل مرعبة.. جحيم المعتقلات الإسرائيلية

وبحسب الصحيفة، فبعد أن أطلق أطلق الجنود الإسرائيليون سراح "بهاء أبو ركبة"، بالقرب من معبر حدودي في غزة بعد احتجازه لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا، قال الفلسطيني البالغ من العمر 24 عامًا، إنه كان يتألم ويواجه صعوبة في المشي بعد تعرضه للضرب المتكرر بأعقاب البنادق والركل في الفخذ.

وتابعت أنه منذ أن توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تُقدِّر الأمم المتحدة أنها احتجزت آلاف الشباب الفلسطينيين في عمليات قال الجيش الإسرائيلي إنها تستهدف تحديد المقاتلين التابعين لحركة حماس، ولكن يبدو أن الهدف الحقيقي هو الانتقام من أهل غزة.

تحدثت الصحيفة مع أكثر من 10 معتقلين سابقين وصفوا تعرضهم لأشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك الضرب أثناء الاستجواب ووضعهم في أوضاع مجهدة لفترات طويلة.

وقال ركبة، الذي يعمل مسعفًا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "كنت أُجبر في بعض الأيام على الركوع لمدة تصل إلى 20 ساعة"، وكانت يداه مقيدتين بقضيب فوق رأسه.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أن 27 فلسطينيًا من غزة لقوا حتفهم في المعتقلات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وقال الجيش الإسرائيلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه على علم بوفاة 27 معتقلًا في عهدته.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنه في نهاية المطاف، تم إطلاق سراح المعتقلين السابقين الذين أجرت الصحيفة مقابلات معهم دون توجيه اتهامات لهم من قبل السلطات الإسرائيلية، ووصفوا مجموعة من سوء المعاملة، حيث قال البعض إنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية أثناء اعتقالهم، بما في ذلك الضرب والركل، ووصف البعض إجبارهم على الركوع معظم اليوم أو في بعض الأحيان وضع أيديهم فوق رؤوسهم لساعات.

وقال آخرون إنهم لم يتعرضوا للضرب، لكنهم تعرضوا للإهانة بشكل متكرر وتعرضوا لأشكال أخرى من الإساءة اللفظية، وقال البعض إنهم ظلوا مستيقظين عمدًا ولم يُسمح لهم بالنوم إلا لمدة أربع ساعات في اليوم وعندما سمح لهم بالنوم، لم يتم توفير أسرة أو بطانيات لهم، ووصف الكثيرون الظروف السيئة في مرافق الاحتجاز، بما في ذلك الاكتظاظ ونقص الصرف الصحي والغذاء، وكأن المعتقلات هي جزء من الجحيم.

وقال تال شتاينر، المدير التنفيذي للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، وهي منظمة تراقب معاملة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية: "إنهم محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، دون الحق في الاستعانة بمحام، ولا التواصل مع أسرهم"، مشيرًا إلى أن إسرائيل استخدمت التعذيب منذ فترة طويلة في الاستجوابات كل هذا يثير صورة قاتمة للغاية.

وأوضحت الصحيفة، أنه في الأسابيع التي تلت غزو إسرائيل لغزة، أثارت مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية للمعتقلين الفلسطينيين إدانات من جماعات حقوق الإنسان. 

وجُرِّد عشرات الرجال من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية، وجثا بعضهم على ركبهم في الشارع أو احتضنوا أرجلهم تقيًا من البرد، ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الصور بأنها "مزعجة للغاية".

وقال العديد من الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى الصحيفة إنهم اعتقلوا في نوفمبر وديسمبر، خلال المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي على غزة، عندما انتقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع بينما دعت إسرائيل إلى عمليات الإجلاء. 

ووصفوا كيف تم تجميعهم في مجموعات كبيرة، وتجريدهم من ملابسهم، وتعصيب أعينهم في بعض الأحيان، قبل نقلهم إلى مواقع الاحتجاز في غزة وإسرائيل.

وزعم الجيش الإسرائيلي بأنه يأمر المعتقلين بخلع ملابسهم للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات أو أسلحة أخرى، وأنه يسمح لهم بارتداء ملابسهم مرة أخرى بمجرد أن ترى السلطات أن ذلك آمن، ومع ذلك، قال معتقلون سابقون للصحيفة إنهم جُردوا من ملابسهم لفترات طويلة، بما في ذلك أثناء الاستجواب.

شهادات صادمة عن التعذيب الإسرائيلي للفلسطينيين

قال محمد عبيد، صحفي يبلغ من العمر 20 عامًا، إنه تم اعتقاله في أكتوبر أثناء تنفيذه لأوامر إسرائيل بإخلاء الحي الذي يسكنه في مدينة غزة. 

وأضاف أن الجنود الإسرائيليين سحبوه جانبًا وأمروه تحت تهديد السلاح بخلع ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، ثم قاموا بتقييد يديه وقدميه بأربطة مضغوطة. 

وتابع أن الجنود حملوه في شاحنة ثم في حافلة مع معتقلين آخرين، مشيرًا إلى أنه تم نقلهم إلى منطقة مفتوحة بها عدد قليل من المباني المؤقتة.

وأوضح أنه تم استجوابه لمدة 6 ساعات ويداه مقيدتان بالسقف، وأضاف أن المحققين أخذوه في اليوم التالي إلى غرفة وسألوه عن مكان وجوده يوم 7 أكتوبر ومواقع المحتجزين الإسرائيليين وأنفاق حماس ومواقع الصواريخ، بينما تناوبوا على لكمه على وجهه.

وبعد الاستجواب، قال إنه تم سحبه إلى الخارج وطلب منه مسح الدماء عن وجهه والوقوف أمام العلم الإسرائيلي لالتقاط صورة له.

وقال إنه أُطلق سراحه دون توجيه اتهامات إليه بعد 40 يومًا من الاحتجاز.

بينما قال أيمن لباد البالغ من العمر 34 عامًا، إنه كان في منزل عائلته في شمال غزة عندما جاءت القوات الإسرائيلية في 7 ديسمبر وأمرت الحي بالإخلاء، وفقا لرواية مكتوبة شاركها مع الصحيفة.

وأضاف أنه عندما غادر السكان منازلهم، أُمرت النساء وكبار السن بالذهاب إلى مستشفى محلي، وأُجبر الذكور الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فما فوق على خلع ملابسهم والركوع في الشارع.

وأشار إلى أنه كان معصوب العينين ومقيدا بأربطة ونُقل إلى سلسلة من مواقع الاحتجاز في الأيام التالية. 

وتابع: "لقد تعرضت للضرب مرارًا على أيدي الجنود الإسرائيليين دون سبب، كانوا يضربونني باستمرار على قفصي الصدري، لم أستطع النوم لمدة ليلتين من شدة الألم، وفي نهاية المطاف أطلقوا سراحي في 14 ديسمبر".

يُحتجز الفلسطينيون في غزة عمومًا بموجب قانون صدر عام 2002 يسمح لإسرائيل باحتجاز "المقاتلين غير الشرعيين"، وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، أدخلت إسرائيل تعديلا طارئا على هذا القانون، والذي يسمح باحتجاز الأشخاص دون رؤية محام لمدة تصل إلى ستة أشهر، إذا أذن القاضي بذلك.

وكشفت العديد من النساء اللاتي قابلتهن الصحيفة أنهن تم نقلهن إلى سجون عادية في إسرائيل، وقالت هبة غبن (40 عاما) إنها اعتقلت في أوائل ديسمبر، وإنه أثناء إخلائها على طول ممر يؤدي إلى جنوب غزة، واحتجزت لمدة شهرين تقريبًا في سجن الدامون، الواقع بالقرب من حيفا في شمال إسرائيل.

وأثناء الاستجواب، سُئلت عن سكان الحي الذي تسكن فيه وعن مكان وجود قادة حماس والمحتجزين الإسرائيليين. قالت: "لقد هددوا بصعقي بالكهرباء، عندما أعادونا إلى الزنزانة، كانوا يربطون أيدينا وأرجلنا".