رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسعار BBC.. والحرة!

المصريون، بحسب موقع «الحرة» الأمريكى، دخلوا شهر رمضان بـ«سلاح الاستغناء»، غير أن مواطنة مصرية، غالبًا، تعمل فى «هيئة الإذاعة البريطانية»، بى بى سى، احتاجت أكثر من ١٢٠٠ كلمة، لتزعم أن تكلفة مكونات «قالب متوسط من الكعك»، أى التورتة، ارتفع من حوالى ٣٣٠ جنيهًا، فى ٧ فبراير الماضى، حتى وصل إلى ٤٠٠ جنيه، ثم إلى ٤٢٧ جنيهًا، بسبب النقص الكبير فى المعروض من السكر!

الموقع الأمريكى نشر، أمس الأول الإثنين، آراء أربعة مواطنين مصريين، تتراوح أعمارهم بين ٣١ و٣٥ سنة، عن كيفية مواجهتهم للغلاء، أصغرهم اسمه محمد على، وقال إن زيادة الأسعار بدرجة كبيرة دفعته إلى تقليل كميات بعض السلع، مثل المكسرات، موضحًا أنه اشترى، مثلًا، نصف كيلو من الفسدق والبندق والمشمشية بدلًا من كيلو. أما أكبر المستطلعة آراؤهم سنًا، واسمها سارة محمد، فدخلت، قبل حلول رمضان، فى مناقشات مع بعض صديقاتها بشأن ما يمكن عمله لمواجهة غلاء الأسعار، وكيفية التصرف فى ظل موجات تضخم متواصلة فى بلد يعانى من أزمة اقتصادية قوية، وقررت تقليل الدواجن على المائدة، وتناول اللحوم بشكل اقتصادى أكبر، بحيث يتم استخدام الكمية نفسها على عدد وجبات أكبر. 

كلنا نعانى، طبعًا، من ارتفاع الأسعار. وفى مصر، قطعًا، كما فى الولايات المتحدة وبريطانيا، وغالبية دول العالم، مواطنون لا يجدون قوت يومهم. ومع ذلك، لن تجد غير قليلين جدًا، بين المصريين أو الخواجات، من يشعرون «بالقهر»، الذى ذكر الموقع الأمريكى أن الأستاذة سارة باتت تشعر به، بسبب زيادة الأسعار. أما محررة أو مواطنة «بى بى سى» فلم تقتنع، بما ذكرته بوابة أسعار السلع، التابعة لمجلس الوزراء، عن نسب ارتفاع الأسعار خلال شهر مارس، وقرّرت أن تخوض تجربة عجيبة، لمعرفة معدل تحرك الأسعار بشكل أكثر دقة، وراقبت، بأثر رجعى، أسعار البيض والحليب والزيت والسكر والدقيق منذ ٧ فبراير إلى الأول من مارس فى خمسة محال بمناطق ذات مستويات اجتماعية مختلفة، كما زعمت، واكتشفت أن أربعة من أصل خمسة مكونات ارتفعت أسعارها، بينما استقر سعر مكون واحد.

على مدار «نحو شهر»، رصدت مواطنة «بى بى سى» أن السكر، ارتفع سعره بنسبة وصلت إلى ١٠٠٪ «فى أقل من أسبوع واحد»، و«مع نهاية فبراير، والذى تزامن مع حلول شهر رمضان»، قالت إنها رصدت، كذلك، نقصًا شديدًا فى المعروض منه. أما الحليب، فارتفع سعره بنسبة ٥٥٪، والزيت بنسبة تراوحت بين ٣٠٪ و٤٠٪، والبيض بنسبة ٤٠٪، وكان الدقيق هو المكون الوحيد الذى استقر سعره. 

حلّ شهر رمضان، إذن، فى نهاية فبراير، بحسب توقيت «بى بى سى». وقبل أن تتعجب من ذلك، أو تشك فى تلك النسب، ستجد مواطنة «بى بى سى»، تزعم أن تقارير التضخم الرسمية تتعرض كثيرًا للتشكيك فى دقتها، وتنقل عن مدحت نافع، أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة القاهرة، أن نسبة التضخم الحقيقية تتجاوز الـ٥٠٪، واصفًا ذلك بـ«التضخم الجامح»، قبل أن يؤكد أن الحلول التى لجأت إليها الحكومة لحل أزمة الأسعار، حتى قرارها بتحرير سعر صرف الجنيه، هى حلول مؤقتة ولن تجدى نفعًا. ثم طالب بحل جذرى للأزمة، لافتًا إلى أن الحل الأمنى، بإلقاء القبض على التجار بتهم «تخزين مواد غذائية»، لن يؤدى إلا لامتناع المزيد منهم عن عرض السلع، وبالتالى رفع الأسعار!

.. وأخيرًا، نعتقد أنك ستسمع تعليقات غير لائقة، لو نصحت الشاكين، أو المتضررين، من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بالاكتفاء بشراء نصف كيلو من الفستق والبندق والمشمشية، أو بتقليل الدواجن على المائدة وتناول اللحوم بشكل اقتصادى أكبر. أما «الكعكة»، التى زعمت مواطنة «بى بى سى» أن مكونات «قالب متوسط» منها وصل إلى ٤٢٧ جنيهًا، فنعتقد أنك، والشاكين والمتضررين، ستضربون كفًا بكف، أو رءوسكم فى الحيط، لو عرفتم أن «العبد» يبيع تورتة الـ«شوكليت كيرلز»، كبيرة الحجم، بـ٤٣٠ جنيهًا، وأن «قويدر» يبيع، بالسعر نفسه، تورتة الـ«كريسبى رايس»، كبيرة الحجم، أيضًا!