صناعة البهجة.. «المتحدة» نموذجًا
يقولون إن أهم ما يميز دراما رمضان التى تقدمها الشركة المتحدة هذا العام هو التنوع، لكنى أقول بأن أهم ما يميزها أنها تعيد للدراما المصرية قوتها.. الأعوام الماضية، يمكن اعتبارها مرحلة «تمهيد الأرض» لدراما ٢٠٢٤، التى أعادت فيه صياغة مفهوم الريادة الدرامية العربية من خلال مبدعيها سواء فى مجال الكتابة أو التمثيل أو الإخراج أو باقى أفراد المنظومة.
جميل أن تقدم عملًا دراميًا جيدًا يحظى بمشاهدات ومتابعات، لكن الأجمل أن تقدم هذا العمل فى إطار منظومة متكاملة، تعرف كيف تخاطب الجماهير المختلفة، لتلبى لها احتياجاتها.. كل ما تريده موجود بشكل يحترم المشاهد وعقليته.
فى كرة القدم، مهما كنت مميزًا فأنت تحتاج إلى المنظومة التى تساعدك، وكلما كانت المنظومة أكبر وأكثر تنظيمًا أصبحت الأفضل، فريق مثل مانشستر سيتى به نجوم، لكن النجم الأهم فى رأيى هو المنظومة، تلك المنظومة التى تدير كل المواهب والنجوم، حتى وإن امتلكت لاعبًا أسطوريًا مثل هالاند، لكن الأهم هو المنظومة التى تحقق المتعة.
ما حدث فى دراما رمضان ٢٠٢٤ هو أن المتحدة قدمت لنا مفهوم «العمل الجماعى» الذى أعاد للدراما المصرية سمعتها القديمة، التى تاهت فى ظل سيطرة «دراما النجم»، الآن لدينا منظومة يتم فيها الاهتمام بأدق التفاصيل، بداية من المحتوى من خلال اللجنة التى نرفع لها القبعة فى اختياراتها الأخيرة، مرورًا بكل المنظومة التى تصنع لنا دراما متماسكة بعيدة عن المط والتطويل، من خلال مسلسلات الـ١٥ حلقة التى تفرض نفسها بقوة من خلال تيمات مختلفة.. فى تركيبة شديدة الثراء والغنى على مختلف الأصعدة.
خريطة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تضم مسلسلات من العيار الثقيل خلال الموسم الرمضانى الحالى، ما بين الكوميدى والأكشن والاجتماعى والتشويقى والتاريخى وغيرها، وتجمع أهم نجوم الدراما من مختلف الأجيال سواء الكبار أو الشباب عبر موضوعات مختلفة ومتنوعة ممثلة فى النجوم: يحيى الفخرانى وكريم عبدالعزيز وخالد النبوى، وأيضًا الشباب فى «مسار إجبارى» عصام عمرو وأحمد داش، وقائمة طويلة تضم نجومًا كل نجم منهم يمكنه أن يقوم بمسلسل بشكل منفرد، لكن ميزة دراما هذا العام أن كل مسلسل درامى يضم عتاولة من الممثلين بجوار النجم، وهو أمر يُحسب لدراما المتحدة التى تهتم بكل فريق العمل وليس البطل فقط.
من الأشياء اللافتة للنظر هو الإخراج الذى يجمع بين أجيال العظماء والشباب الذى أثبت نفسه بقوة، فنجد المخرج مجدى أبوعميرة فى مسلسل يحيى الفخرانى عتبات البهجة، والمخرج محمد على وبيتر ميمى فى الحشاشين، وأحمد نادر جلال وإسماعيل فاروق فى مسلسل حق عرب، وعودة الأستاذ مجدى أبوعميرة هى عودة جميلة لزمن جميل كانت فيه الدراما المصرية هى الأقوى، الآن لدينا الإرادة والرؤية والخيال لتقديم دراما قادرة على صناعة الوعى وقادرة على تقديم نفسها بقوة شديدة للجماهير فى الوطن العربى، دراما تقدم للمشاهد متعة المشاهدة وبهجتها، وهو ما يحسب لكتيبة طويلة لا تبدأ بالأستاذ عمرو الفقى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والدكتور عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامى، ودينا كريم، رئيس قطاع التوزيع، وعلا الشافعى، مسئول المحتوى الدرامى- ولا تنتهى بمن نشاهدهم على تيترات الشاشة.. منظومة كبيرة تعيد للصنعة أسطواتها، وتدفع المواهب الشابة للأمام لتأخذ مكانها.
