رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جامعات مصر.. والمجر

 

عادى جدًا أن يزور القاهرة يانوش تشاك، وزير الثقافة والابتكار المجرى، أما غير العادى، وما يستوجب بعض الدهشة، فهو أن يأتى مصطحبًا رؤساء ١٠ جامعات والأمين العام لمؤتمر رؤساء الجامعات المجرية. لكن ما جعل غير العادى عاديًا وطبيعيًا، هو أن الوزير المجرى والوفد المرافق له، جاءوا للمشاركة فى «المنتدى الأكاديمى العلمى» الأول بين مصر والمجر، الذى أقيم أمس الأول، الأحد، بمقر وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى العاصمة الإدارية الجديدة.

بدأت العلاقات بين المؤسسات البحثية المصرية والمجرية، سنة ١٩٧٨، بتوقيع اتفاقية تعاون علمى وتكنولوجى بين البلدين، التى تم بموجبها تنفيذ العديد من المشروعات البحثية المشتركة. وسنة ٢٠٠٧، قام البلدان بتوقيع اتفاق جديد للتعاون، تأسست بموجبه «اللجنة المشتركة المصرية المجرية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى»، التى عقدت دورة وحيدة، خلال الثمانى سنوات التالية، مقابل ثلاث دورات عقدتها، منذ سنة ٢٠١٤، فى ظل الجهود، التى قامت بها دولة ٣٠ يونيو، لتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة. وخلال زيارة فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجرى، للقاهرة، منذ سنة تقريبًا، جرى التوقيع على إعلان مشترك، لترفيع العلاقات بين البلدين الصديقين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

المهم، هو أن رؤساء الجامعات المجرية قاموا، على هامش مشاركتهم فى المنتدى، بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم، إحداها بين كلية الزراعة بجامعة المنصورة، ومعهد «نيرجهازا» للبحوث الزراعية، التابع لجامعة «ديبرتسن» المجرية. كما زاروا عددًا من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والتكنولوجية، وعقدوا لقاءات مع رؤسائها، لمناقشة سبل التعاون، وفرص تبادل البرامج التعليمية و... و... واستقبلهم، مع وزير الثقافة والابتكار المجرى، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بحضور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وسفيرى مصر لدى بودابيست والمجر لدى القاهرة، وأكد خلال اللقاء أن الدولة المصرية تُولى أهمية كبيرة لعقد شراكات دولية بين الجامعات المصرية ونظيراتها العالمية، معربًا عن تطلعه إلى أن تثمر هذه الزيارة عن المزيد من صور التعاون المشترك بين الجامعات المصرية والمجرية.

اهتمام الدولة المصرية بالتوسع فى إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية، ذات السمعة الأكاديمية المتميزة، أكده، أيضًا، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، موضحًا أن مبدأ «المرجعية الدولية» من أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى. كما أشار إلى الدعم غير المحدود، الذى قدمته القيادة السياسية لإنشاء جامعات جديدة، تستوعب الطلب المتزايد على التعليم الجامعى، وتجتذب الطلاب الوافدين، وتقدم برامج تواكب دراسة متطلبات سوق العمل، حاليًا ومستقبلًا. ولعلك تتذكر أننا كنا قد أشرنا، منذ أيام، إلى وجود قائمة طلبات طويلة من جامعات دولية، لإنشاء أفرع لها فى مصر، أو كيانات مشتركة.

فى مصر، الآن، ٢٧ جامعة حكومية، و٣٢ جامعة خاصة، و١٠ جامعات أهلية، و٩ أفرع لجامعات أجنبية، بالإضافة إلى ١٠ جامعات تكنولوجية، تدعم مسار تأهيل الكوادر للمشاركة فى التنمية، الذى يدعمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بشكل غير مسبوق، ووجّه، فى سبتمبر الماضى، بإنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية جديدة، لتلبية متطلبات سوق العمل، محليًا، إقليميًا ودوليًا، وتعزيز قدرة مصر على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية، واستكمالًا لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، التى ترتكز على «رؤية مصر ٢٠٣٠» للتنمية المستدامة، وتقوم على ٧ مبادئ أساسية: التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، والاستدامة، المرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال.

.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير الثقافة والابتكار المجرى قال إنه سعيد للغاية بزيارة القاهرة مع هذا العدد الكبير من رؤساء الجامعات المجرية. وأشار إلى أن مصر لديها إرث ثقافى عظيم ومتنوع، ناتج عن موروث تاريخى يمتد لآلاف السنين، إضافة إلى ثقافتها العربية والإفريقية، مؤكدًا أن بلاده، الواقعة فى وسط أوروبا، تشعر بتقارب كبير مع الثقافة المصرية، وترغب فى تعزيز هذا التقارب بمزيد من التعاون وتبادل الطلاب والأساتذة وتشجيع التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية فى البلدين الصديقين.