رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماعات باريس.. 5 حلقات تلقى التحية: Bonjour

فى باريس، تتقاطع وتتنافر؛ خمس حلقات تجلس على طاولة مستديرة، يبدو أنهم اعتادوا على تحية الصباح بالعربى:
-صباح الخير.. السلام عليكم. 
وربما باللغة الإنجليزية:
- Good morning. 
.. ولعل من اللائق أن تكون تحيتهم الصباحية فى باريس، باللغة الفرنسية:
- Bonjour
.. ما يجرى، فى اجتماعات باريس، ما لا يمكن توقع نتائجه، غالبًا سينسحب الطرف الإسرائيلى، ويعلن السفاح نتنياهو عن أن وفد حماس ما زال متشددًا، وأنه يقدم مطالب وهمية، خيالية. 
بالطبع هنال من يحاول أن يترك الطاولة للمشاورة مع المصادر المطالعة فى بلاده، وداخل الحلقات النقطة المركزية، تتحرك حولها صراعات الأطراف، بين مفاوض، أو ضامن لأى اتفاق متوقع. 
لدينا:
* حلقة حركة حماس. 
* حلقة دولة الاحتلال الإسرائيلى. 
* حلقة الولايات المتحدة الأمريكية. 
* حلقة مصر، ضامن ومفاوض. 
* حلقة قطر، ضامن ومفاوض.

.. وهى، فى المطلق تناور مع الوفد فى داخل حلقة حماس، الذى لا يزيد التراجع عن خطته للتفاوض، وأن الحل فى إيقاف الحرب العدوانية على أهالى قطاع غزة أولًا. 
وعند حلقة دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، فهى قالت إنها تشارك باجتماع باريس بهدف التقدم نحو تفاوض، وتبادل للأسرى وهدنة لأسابيع، ولا بحث لمبدأ إيقاف الحرب، بينما تقول وكالة «رويترز» إن إسرائيل ستشارك فى مفاوضات باريس بشأن «اتفاق محتمل»، يشمل صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، التقطت ذلك القناة «12» الإسرائيلية التى أكدت أن حكومة الحرب الإسرائيلية، «الكابنيت»، وافقت على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى إلى باريس لإجراء محادثات، دون تحديد أى إطار داخل حلقة دولة الاحتلال.
.. أيضًا هناك من وضع المؤشر على الحلقة الأمريكية، ذلك أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيشارك إلى جانب حلقة قطر، التى ترأسها رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى وإلى جانب مهم، حلقة مصر، التى ترأسها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل. 
اجتماعات باريس تجمع الحلقات، لكن ليس من أى «فسحة أمل»، وليس من اللائق أن ندعى أن باريس هى محطة؛ مجرد فرصة، وطاولة سياسية أمنية، أكثر من تغيير للمكان، وفى الأماكن وفرة حظوظ. وربما نتائج، وهذا غير واضح فى اجتماعات باريس، فى هذا التوقيت التشابك من حال الحرب على قطاع غزة، التى هى حرب إبادة جماعية، ومجاعة وقتل وتهجير، أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الثقافية والإنسانية والإغاثية. 
العدو الصهيونى، من خلال صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والكاتب «ناحوم برنياع»، أكدت فى افتتاحية عددها: أن «الفكرة العامة هى العودة للوراء إلى مقترح الإطار الذى جرى الاتفاق عليه فى باريس بداية فبراير وهذه العودة قد تدفع بتقدم جديد نحو الصفقة».
.. وأن: «حركة حماس ردت على مقترح الإطار الذى تمت بلورته فى باريس بمخطط إطار خاص بها أصعب من ناحية إسرائيل»، مشيرًا إلى أن هناك جدلًا فى تل أبيب لكن طاقم المفاوضات قدر بأنه رغم الموقف الأولى الصعب لحماس يمكن التقدم هذه المرة.
وفيما خص دور رئيس الحكومة الإسرائيلية قال برنياع إن «نتنياهو قام بعرقلة المواقف فى مواضيع جوهرية ويرى أنه كان محقًا فى هذه العرقلة بإجبار حماس على المرونة فى موقفها».

برنياع، اعتبر مناورة، السفاح، نتنياهو وإصراره على تحقيق «أهداف الحرب» اصطدام بمواقف الولايات المتحدة الأمريكية، التى باتت «مقتنعة بأنه من دون صفقة أسرى الآن لن تتمكن من الوصول إلى صفقة كبرى إقليمية، وأن مصر تخشى من أن يؤدى استمرار القتال فى رمضان إلى انفجارات على حدودها مع قطاع غزة».
دون إطالة، اجتماعات باريس، عبر الحلقة الإسرائيلية، تناور على صفقة سياسية أمنية، هدفها:
* أولًا:
«العنصر الأهم الذى يدفع نحو عقد صفقة فى هذا الوقت، هو الخطر الشديد الذى يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين فى غزة». 
* ثانيًا:
أن المفاوضات ستؤدى إلى تبادل الأسرى وهدنة تستمر بضعة أسابيع، مع تغيير لأماكن وجود الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة.
* ثالثًا:
التطورات فى الضفة الغربية والقدس، خلقت مسارات «فى تل أبيب، حيث يوجد خشية، من «اندلاع انتفاضة ثالثة»، فى الضفة الغربية خلال شهر رمضان ما يعزز خيار التوجه إلى التهدئة. 
* رابعًا:
حاجة الجيش الإسرائيلى إلى هدنة لاستغلالها فى تسريح الجنود والتعلم من دروس الحرب.

.. أما حلقة حماس، ترنو، إلى ما أعلن سابقًا:
* أولًا:
وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسى إسماعيل هنية اختتم زيارة استمرت عدة أيام إلى مصر، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل وعدد من المسئولين.
* ثانيًا:
المباحثات تناولت الأوضاع فى قطاع غزة ووقف الحرب. 
* ثالثًا:
عودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة فى شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك. 
* رابعًا:
تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى. 
* خامسًا:
ما يخطط له الاحتلال فى المسجد الأقصى فى ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهل الضفة والداخل المحتل من الصلاة فى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان،حماس اقترحت هدنة 45 يومًا فى المرحلة الأولى لتبادل المحتجزين والأسرى وإيصال المساعدات. 
وهذا هو بيان حماس، إذ لم تتجاوز الحلقة، ما طرح فى القاهرة، عدا عن أن المرحلة الأولى من الهدنة ستشهد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والمرضى والجرحى وكبار السن، ومن الممكن بعد ذلك تمديد الهدنة لمدة أسبوع إضافى للسماح بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية، وهو مؤشر لا تفاوض عليه مرحليًا. 
ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم»، عن الحلقة الإسرائيلية والأمريكية، أن: المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وشهرًا ونصف الشهر من وقف النار، وأن كل المواقف تتناقل أثر وثيقة الخطة الإسرائيليّة لما بعد حرب غزة، التى ألقت بظلالها على أول اجتماعات الحلقات السياسية والأمنية، فى باريس، الوثيقة الجديدة التى تتعارض مع وثيقة نتنياهو وضع بنودها وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت، الذى قدمها بهدف مناقشة ترتيبات ما بعد حرب غزة، وفق:
* 1:
إسرائيل لن تحكم مدنيًا قطاع غزة، وسكان القطاع يديرون أمورهم بأنفسهم.
* 2:
«حماس» لن تعود لحكم قطاع غزة أبدًا.
* 3:
تعزيز الحدود بين غزة ومصر بوسائل إلكترونية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
* 4:
تواصل إسرائيل نشاطها العسكرى شمالى قطاع غزة وفى خان يونس، و«لإسرائيل حرية العمل العسكرى فى القطاع وسترد أى تهديد».
* 5:
لن تكون هناك أى عودة للاستيطان فى غزة، ومصر ستكون البوابة للقطاع، على أن تقوم إسرائيل بتفتيش كل البضائع الداخلة إلى غزة.
.. بعد حركة غالانت المشبوة، حركت حركة «حماس» حلقتها، واعتبرت أن مواقف دولة الاحتلال الإسرائيلى من المفاوضات، اجتماعات باريس، بشأن صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية فى غزة ووقف إطلاق النار بأنها «سلبية»، وفق أسامة حمدان، القيادى فى حماس: إن «مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء سلبية، وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل لاتفاق».