رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة إفريقية.. فلسطينية

ببيان ختامى أدان «الحرب الإسرائيلية الوحشية» على قطاع غزة، وندّد بـ«العقاب الجماعى»، الذى يمارسه جيش الاحتلال ضد المدنيين العُزَّل فى القطاع ومحاولات نقلهم بالقوة إلى شبه جزيرة سيناء، انتهت أمس الأول الأحد، القمة السابعة والثلاثون لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية، التى أقيمت بمقر الاتحاد الإفريقى، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وترأس الوفد المصرى، الذى شارك فيها، السفير حمدى سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى. 

خلال يومى انعقاد القمة، ناقش قادة الدول الإفريقية الصراعات والأزمات والانقلابات العسكرية والأزمات السياسية التى تشهدها القارة، والصراعات الإقليمية التى تؤثر عليها، بما فى ذلك العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وعلى الأراضى الفلسطينية إجمالًا، إلى جانب أجندة أعمال القمة الرئيسية، التى شملت بناء أنظمة تعليمية مرنة تناسب القرن الحادى والعشرين. إضافة إلى ملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات و«حالة السلم والأمن فى إفريقيا» واستخدامات «صندوق السلام»، واعتماد خطة التنفيذ العشرية الثانية لأجندة «إفريقيا ٢٠٦٣» التنموية، كما جرى اختيار الرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى، رئيسًا دوريًا للاتحاد الإفريقى، خلفًا لرئيس جمهورية جزر القمر، غزالى عثمانى.

فى هذا السياق، أكد الرئيس الموريتانى فى خطابه خلال الجلسة الختامية للقمة، أن أولويات رئاسة بلاده الاتحاد الإفريقى تتضمن مضاعفة الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار، وحل النزاعات البينية بالطرق السلمية، وتعزيز حضور قارتنا على الساحة الدولية، خاصة بالسعى إلى الحصول على مقعد دائم فى مجلس الأمن، والسعى إلى إصلاح النظام المالى الدولى، والتركيز على التنفيذ الفعلى لاتفاقية التجارة القارية الحرة، وبرنامج البنية التحتية الداعمة لها، وإيلاء التعليم، شعار الاتحاد الإفريقى لهذه السنة، الأولوية القصوى، من أجل بناء منظومات تعليمية تلائم القرن الحادى والعشرين.

لسنتين جديدتين، جرى انتخاب مصر، الخميس الماضى، عضوًا فى «مجلس السلم والأمن الإفريقى». وعليه، ولدى مناقشة حالة السلم والأمن فى إفريقيا، استعرض نائب وزير الخارجية وجهة النظر المصرية إزاء مختلف القضايا ذات الصلة، ورحّب بشكل خاص بالتطورات الإيجابية التى شهدتها دولة الصومال الشقيقة على صعيد مكافحة الإرهاب وما حققته من تطورات إيجابية سياسية واقتصادية، مطالبًا الدول الإفريقية بضرورة دعم تلك التطورات المشجعة، ودعم سيادة الصومال ووحدة وتكامل أراضيه. ولعلك تتذكر أن الرئيس السيسى كان قد أكد، فى ٢١ يناير الماضى، خلال مؤتمر صحفى عقده، بالقاهرة، مع نظيره الصومالى حسن شيخ محمود، أن مصر لن تسمح بتهديد الأمن القومى الصومالى.

استعرض نائب وزير الخارجية، أيضًا، تقرير أنشطة «ملف إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات»، الذى يتولى الرئيس السيسى ريادته فى الاتحاد الإفريقى، حيث تناول الجهود المصرية ذات الصلة خلال السنة الماضية، مُركزًا على الخطوات التى تم اتخاذها لتفعيل وتشغيل «مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار»، الذى تستضيفه القاهرة. ولأن مصر تترأس منذ فبراير الماضى، اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى، الـ«نيباد»، جرى استعراض تقرير الرئاسة المصرية للجنة، الذى تناول جهود حشد التمويل اللازم لتنفيذ الخطة العشرية الثانية لأجندة «إفريقيا ٢٠٦٣» التنموية، ودعم تنفيذ مشروعات التكامل القارى، خاصة مشروعات البنية التحتية والربط الكهربائى وطريق القاهرة كيب تاون، والربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.

.. وتبقى الإشارة إلى أن القمة الإفريقية السابعة والثلاثين كانت فلسطينية بامتياز، إذ جرى استباقها، مجددًا، بطرد وفد إسرائيلى حاول التسلل، الأربعاء الماضى، إلى جلسات المجلس الوزارى، وشهدت حضورًا عربيًا بارزًا، تقدمه أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومحمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، إضافة إلى قادة وممثلى الدول العربية الإفريقية. ومع إدانة «الحرب الإسرائيلية الوحشية» والتنديد بممارسات جيش الاحتلال، طالب بيان القمة الختامى، أيضًا، بإجراء تحقيق دولى مستقل فى انتهاكات إسرائيل للقانون الإنسانى الدولى، واستخدامها الأسلحة المحظورة دوليًا فى استهداف المستشفيات والمؤسسات الإعلامية. كما طالب دولة الاحتلال بالاستجابة لدعوات الوقف الدائم لإطلاق النار، والامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.