رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السلام الأمريكى

السَّلَامُ أو السِّلْمُ أو السَّلْمُ هو حالة الهدوء والسكينة، يُستخدم مصطلح السلام كمعاكس ومنافٍ للحرب وأعمال العنف الحاصل بين الشعوب المختلفة أو طبقات المجتمع المتباينة.
ويُعرَّف السلام كمصطلح ضد الحرب؛ بأنّه غياب الاضطرابات وأعمال العُنف، والحروب، مثل: الإرهاب، أو النزاعات الدينية، أو الطائفية، أو المناطقية؛ وذلك لاعتبارات سياسية.
أما السلام الأمريكي أو السلم الأمريكي ‏ مصطلح يقصد به فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بسبب من طغيان النفوذ الأمريكي فيها. أي السلام من وجهة النظر الأمريكية.
وبتطبيق نظرية السلام الأمريكي على النزاع العربي الإسرائيلي. نجد أن إسرائيل ترتبط بالولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات لا تخضع، لا يحكمها القانون الدولي، ولكنها علاقات تفوق علاقات الانتماء أو علاقات الجوار التي تنشأ بين الدول المتجاورة أو المتحدة. 
وهناك عدة قواعد تطبقها أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا للتعامل مع النزاع العربي الإسرائيلي، وتشكل حدود وأفكار السلام الأمريكي، وتقوم على أساسها بتعريف مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم الحضارية بالنسبة إليهم. وهذه القواعد هي:
- تجاهل كل ما يذيعه الإعلام، وانتقاء ما يتناسب معهم. 
- اختيار ما يمكن أن تسجله الذاكرة أو التاريخ، واستبعاد لم لا يتفق مع عقيدتها.
- إذا كان ما فعلته أمريكا وإسرائيل وأوروبا سيئًا ولا يمكن تجاهله. حينئذ يجب شرحه وتبريره، والادعاء بأنه كان رد فعل طبيعيًا أو ضربة إجهاضية،  أو وصم الآخر بالإرهاب.
لقد حكمت تلك القواعد الصراع العربي الإسرائيلي على مدي عقود سابقة، حتى النزاع الحالي في غزة. 
فهذا الصراع يمكن أن يشكل فتيلًا لإشعال حرب نووية، عندما يتسبب النزاع الإقليمي القوي في حدوث اشتباكات بين الدول الكبرى، وقد أوشك ذلك على الوقوع بالفعل.
وقد أسهمت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في استمر حالة المواجهة العسكرية قائمة، مع الادعاء بأنها تساند السلام. 
وفي سبيل ذلك فإن الولايات المتحدة وأوروبا تستخدمان مصطلح السلام في معان مزدوجة. 
ويصبح السؤال: هل يرغب الفلسطينيون في الموافقة على شروط الولايات المتحدة للسلام؟
مع أن الفكر الأمريكي ينكر على الفلسطينيين حق تقرير المصير وحق العودة لبلادهم، ورفض الفلسطينيين لمصطلح السلام الأمريكي، يعني من وجهة نظر الأمريكان والأوروبيين أن العرب والفلسطينيين لا ينشدون السلام. 
لم تقف الولايات المتحدة الأمريكية ولا أوروبا مرة واحدة امام العجلة الحربية الإسرائيلية.
ولكن إسرائيل تتجاهل نداءات الولايات المتحدة الأمريكية، فلم تتوقف إسرائيل عن وقف تدفق المستوطنين اليهود الى المناطق العربية المحتلة. 
بموجب نظرية السلام الأمريكية، تم حذف الكثير من مبادرات السلام لأنها لا تتوفق مع السلام معناه الأمريكي. 
ففي يناير عام 1976، أيدت مصر وسوريا والأردن اقتراحت في مجلس الأمن إقامة دولتين، حسب الصيغة الرئيسية لقرار مجلس الأمم المتحد رقم 242، الذي يمثل وثيقة جوهرية بما يضمن حق كل دولة في المنطقة أن تعيش في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، ووافقت منظمة التحرير الفلسطينية على هذا الاقتراح. وأيد العالم قرار مجلس الأمن بالإجماع، ولكن اعترضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية، وأبطلته باستخدام حق الفيتو.
الكثير من المبادرات تم حذفها من التاريخ ومن الصحافة والأوساط الثقافية. 
ويمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في سماع مطالب وطموحات الفلسطينيين، إلا أنها لا ترغب على نفيذها لأنها تهدد إسرائيل. 
السلام الأمريكي مقبول بصفته الأمر الصائب عندما تطرحه الويات المتحدة الأمريكية مثل قبول المبدأ الذي ينص على أن المطالب التي تهدد الفلسطينيين هي مطالب شرعية تمامًا.  
وفي الأيام الأخيرة بدأت إسرائيل تمارس ضغطًا على الولايات المتحدة الأمريكية فلم تستجيب لأي نداءات أمريكية بخصوص وقف الحرب في غزة. 
في أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة تسببت الولايات المتحدة الأمريكية في هز ثقة العالم في منظماته الدولية، سواء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة بمنظماتها المتعددة، وانحازت أمريكا بكل قوة إلى الهمجية الصهيونية والجريمة الإنسانية التي ترتكبها في غزة باستخدام الفيتو 3 مرات ضد وقف العدوان العسكري على الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تصرح فيه الإدارة الأمريكية بحرصها على السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، ومناشدة إسرائيل بالحرص على حياة الأبرياء وهي تدك قطاع غزة وتدمر كل شيء فيه!
ففي الوقت الذي ما زالت فيه الإدارة الأمريكية ممثلة في الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس تصرح بضرورة الحفاظ على حياة المدنيين في غزة واعترافها ببشاعة الصور والتدمير وحجم الضحايا، تكشف التقارير الصحفية في واشنطن وفى إسرائيل عن أنه منذ بداية الحرب، وصلت 230 طائرة و20 سفينة شحن أمريكية، تحمل مساعدات عسكرية إلى إسرائيل وفتحت الولايات المتحدة جسرًا جويًا لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، منذ بدء عملياتها العسكرية على قطاع غزة.
ولا شك أن إسرائيل تعتبر نفسها القوة الوحيدة في المنطقة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يعد أمامها أي عدو يضاهيها في القوة.