رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللعبة الأمركية ودجاجات السفاح نتنياهو.. غزة إلى أين؟

وسط صخب الإعلام الأمريكى والدولى، دخل الإعلام الإسرائيلى الصهيونى ليعلن عن مفارقة فى مسار الحرب العدوانية على قطاع غزة، وما تحمله من تداعيات وتصعيد إقليمى، أعلن الاحتلال الإسرائيلى عن «نفوق 9000 دجاجة» بعد إصابة حظيرة بضربة مباشرة بصواريخ من جنوب لبنان فى إصبع الجليل ليلة الخميس الماضى.
جاء الخبر مع «اللعبة الأمريكية»، التى تتجاوز واقع الحرب ومأساة تتالى المجازر والإبادة الجماعية والمجاعة فى قطاع غزة، فما معنى أن تنقل دولة الاحتلال إلى العالم أنه ماتت «دجاجات السفاح نتنياهو»، بينما يهاتف الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى ناقش قضيتى الأسرى ورفح مع نتنياهو، وكان الحدث، أن السفاح، حسب التسريبات، «رفض الإملاءات»، التى يفترض أن بايدن أملاها على رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، ولعل النكتة أن الكابنيت كان مشغولًا بمناقشة موت الدجاجات الـ9000 دجاجة التى نفقت بضربة مصدرها المقاومة فى لبنان. بالطبع الخسارة الاستعمارية تركت آثارها على مستقبل وقائع اقتصاديات الحرب الإسرائيلية على غزة، والردود العسكرية المتبادلة مع حزب الله أو سوريا او العراق أو اليمن.
 
* بالقرب من اللعبة الأمريكية
إن تقف فى بؤرة الصورة، يعنى أن ترى الملعب الأمريكى، إذ بحث الرئيس بايدن، حسب عشرات الأخبار، فى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن المحتجزين لدى حماس. وفى ثنايا الأنباء، أن الحوار، عرج إلى الحرص، الأمريكى، على إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة. 
وفى عمق الملعب، وأسرار اللعبة قال البيت الأبيض إن بايدن أعاد تأكيد التزامه بـ«العمل بلا كلل من أجل دعم الإفراج عن كل الرهائن بأقرب وقت ممكن»، مدركًا الوضع المروع الذى يعيشونه بعد 132 يومًا فى قبضة حماس.

ولمن يعرف لعبة الباكى والندب السياسى، تابع البيت الأبيض أن بايدن ونتنياهو ناقشا «الوضع فى غزة والحاجة الملحة للحرص على وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين هم فى أمسّ الحاجة إليها».
وفوق الدعوة لضرورة إيصال المساعدات، يبدو أن بايدن عرج فى الحوار إلى الوضع فى رفح، ولفت إلى أن اللعب النظيف يستدعى إعادة التأكيد على وجهة نظر الرئيس الأمريكى بأن عملية عسكرية فى رفح يجب ألا يتم استكمالها دون خطة موثوقة وقابلة للتطبيق للحرص على سلامة المدنيين ودعمهم.
وفى السياق، ترى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية نيتها توسيع عملياتها فى رفح وسط تحذيرات دولية من التبعات الإنسانية «الكارثية» لذلك، فالسفاح نتنياهو يصر، بجنون العظمة، على «تحرك قوى» فى رفح لتوجيه «ضربة قاضية لحماس»، وأن جيشه سيسمح للمدنيين بـ«مغادرة مناطق القتال» دون أن يحدد الوجهة، وكأن ما حدث فى قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر لم يكن مقدمات مميتة وإبادة جماعية عاشها سكان القطاع وشاهد آثارها الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى بكل نتائجها، دون حراك يمنع الحرب التى باتت مثالًا على انهيار المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والصحية والإنسانية، وحتى الثقافية والحضارية. 

* اللعبة فى نحو 40 دقيقة
الإدارة الأمريكية حرصت على حقائق مجريات اللعبة، المكالمة، التى قيل إنها استمرت، فى مناورة سرية، نحو 40 دقيقة، أعلن خلالها، السفاح، نتنياهو عن رفضه «الإملاءات الدولية» بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية.
عمليًا، لجأ السفاح إلى منصة «إكس»، ومن خلال ملعبها رفض:
* أولًا:
أى اعتراف دولى بدولة فلسطينية «خارج إطار» استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، قائلًا إن خطوة كهذه «ستقدم مكافأة كبيرة للإرهاب».
* ثانيًا:
ستُواصل إسرائيل معارضة الاعتراف الأحادى بدولة فلسطينية. 
* ثالثًا:
إن اعترافًا كهذا، فى أعقاب مجزرة 7 أكتوبر، سيُقدم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق ويمنع أى اتفاق سلام مستقبلى.
* رابعًا:
إسرائيل ترفض قطعًا الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين، وأن اتفاق السلام لا يمكن أن ينتج سوى عن «مفاوضات مباشرة بلا شروط مسبقة».

فى أثر انحياز السفاح نتنياهو إلى عدم إيقاف الحرب على غزة، ولا القبول بالحوار السياسى من أجل وضع حد لما آلت له القضية الفلسطينية، نبهت ما اصطلح على تسميتها «الانتقادات النادرة»، التى وجّهها الرئيس بايدن لنتنياهو بشأن الحرب على غزة، يقول حكم اللعبة الأمريكية إن الزعل بينهما أدى إلى تعمق الخلافات بين الزعيمين، التى أصبحت أكثر وضوحًا خلال تقارير وملفات وخطط وزير الخارجية أنتونى بلينكن التى لخصت نتاج جولاته إلى المنطقة، وكيف أنه اصطدام بالتعنت الإسرائيلى العنيف.

بايدن فى داخل اللعبة حاول الخروج، ولو بنقطة أو جول واحد فنقل عنه القول:
* 1:
إن الرد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة تجاوز الحد.
* 2:
شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية، علقت عن إدارة بايدن قوله إن تصريحات الرئيس الأمريكى تعكس انقسامًا متزايدًا بين الولايات المتحدة ونتنياهو بشأن صفقة الأسرى المحتملة والحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة. 
* 3:
بايدن قد أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى اتصال، يوم الأحد، ضرورة وجود خطة ذات مصداقية و«قابلة للتنفيذ» لضمان أمن النازحين فى رفح بجنوب قطاع غزة قبل القيام بعملية عسكرية هناك.
* 4:
بايدن دعا مع نتنياهو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
* 5:
ضرورة البناء على ما أحرز من تقدم فى مفاوضات تبادل المحتجزين فى غزة.

* الطريق المسدود.. وغياب الأمم المتحدة كلاعب دولى. 
قد يحق السفاح ندب دجاجات التى يربيها فى مزارع مستوطنات فلسطين المحتلة، وهو قد يكون عاتب الإدارة الأمريكية، وربما الأمم المتحدة لعدم قيامها بواجب إدانة وقتل الدجاجات فى هذا الوقت العصيب من مسارات الحرب، «عجبى» فكل هذه المواجهات العسكرية والاستعدادات لفتح جبهة رفح ومجازر الحرب فى غزة والنبطية فى لبنان لا تزال خاضعة لسقوف سياسية وأمنية أمريكية إسرائيلية وأوروبية خارج سياق المجتمع الدولى، وما زالت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظماتها الدولية لا تستطيع أن تكون لاعبًا يساعد على الأقل فى تجنب استمرار الحرب ومنع وقوع مجزرة فى رفح أو الضفة الغربية والقدس. 
مكالمة بايدن - نتنياهو، رسائل لها خصوصية التهديد والتصعيد، بأن الحرب ما زالت تراوح مكانها، وأن الهدف حماس وما بينهما إبادة شعب بأكمله وتصفية القضية الفلسطينية، ولن تمر اللعبة الأمريكية، بكل تفاصيل تهاونها ودعمها لدولة الاحتلال، وقد يحق لنا، نعى الأمم المتحدة وغيرها من التكتلات السياسية والقارية والأمنية، فقد طردها الحكم.