رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. كواليس أول أدوار زكي رستم المسرحية بحضور الزعيم سعد زغلول

زكي رستم
زكي رستم

زكي رستم، واحد من أبرز عمالقة الفن المصري والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1972، بعد رحلة طويلة من الفن والإبداع، قدمها خلالها العشرات من الشخصيات التي برع في تجسيدها، من الأب المغلوب على أمره في أفلام: أنا وبناتي، معلهش يا زهر، قلبي علي ولدي، مرورا برئيس العصابة الشرير في أفلام: رصيف نمرة خمسة، الفتوة، صراع في الوادي، النمر، وغيرها.

خطوات زكي رستم الأولى في طريق الفن

في عددها 241 المنشور بتاريخ 13 مارس عام 1956، نشرت مجلة الكواكب الفنية، بقلم زكي رستم، بعضا من ملامح سيرته الذاتية، واستهل “رستم” حديث الذكريات مع محرر الكواكب، وكيف أن علاقته بدأت مع الفن منذ كان في مرحلة الدراسة الابتدائية، حينما كان يصحبه ابن عمه لمشاهدة مسرحيات جورج أبيض. 

وعند انتقال زكي رستم مرحلة المرحلة الثانوية بدأ فصلا جديدا في شغفه بالفن، وقال الفنان زكي رستم عنها: انتقلت إلي الثانوي وكان عبد الرحمن رشدي، قد انفصل عن جورج أبيض وكون فرقته الخاصة. وقدمني عمر وصفي ذات ليلة إلي عبد الرحمن رشدي في قهوة "فينكس".

 وتابع تبادر إلي ظن الممثل الكبير أنني واحد من عشرات الشبان الذين أدار بريق المجد رؤوسهم وخيل له أنني سأضحي بدراستي لأعمل ممثلا، ونصحني بأن أستمر في الدراسة، فقلت له أنني لم أفكر في تركها، وسره هذا الجواب مني ودعاني بعد ذلك إلي مسرحه، وكان يقدم رواية من أشهر رواياته وهي "الموت المدني" فلم أصدق سمعي، ولم أصدق أن ذلك الفنان العظيم يوجه إلي تلميذ هاو مثل هذه الدعوة الخاصة. وكان عبد الوارث عسر يعمل في هذه الفرقة في ذلك الوقتن ومرت بعد هذه السنوات وأنا مستمر في الدراسة، غير منقطع عن المسرح ورجاله، وكان ميلي يتضح وتعلقي يشتد يوما بعد يوم.

المرة الأولى أمام الجماهير.. "العبرة" أول رواية يمثلها زكي رستم

 

وعن أول وقوف له أمام الجماهير، يمضي زكي رستم، في حديثه مشيرا إلي: كان صديقي الكبير عبد الوارث عسر عضوا في جمعية جديدة اسمها "أنصار التمثيل"، فأبديت له رغبتي في أن أنضم إلي هذه الجمعية، وعرض عبد الوراث أمري على أعضاء الجمعية فعارضوا قائلين: ماذا يعرف هذا الفتي عن التمثيل؟، فانبرى عبد الوارث يدافع عني قائلا لهم: ماذا كنا نعرف كلنا عن التمثيل إلي وقت قريب، ولماذا لا نتيح له الفرصة كما أتاحها لنا غيرنا؟

 

وأضاف زكي رستم: كانوا يعدون في ذلك الوقت رواية اسمها "العبرة"، يقوم ببطولتها عبد الوارث عسر، نسيت أقول أنها فرقة هواة، وكان عمر وصفي يقوم بدور عبد الوارث في الفرقة المحترفة، وكان في الجمعية الممثل القدير القديم محمد عبد القدوس. وأعطيت دورا صغيرا لا يستغرق خمس دقائق.

 وهكذا وقفت علي المسرح لأول مرة هاويا ولم يكن هذا عملا نادرا كما أوضحت، فقد كان الذين يحبون الفن لوجه الفن، ويضحون في سبيله كثيرا وكان هذا سنة 1923، وأذكر أن الزعيم "سعد زغلول" حضر لنا تلك الرواية، وأني مثلت أمامه الدور المذكور.

وانطلق زكي رستم في عالم المسرح وتتعدد أدواره وتتنوع وعنها يقول في حديثه للكواكب: تنوعت بعد ذلك أدواري، وانتقلت إلي فرقة "عكاشة" وقمت بأدوار جديدة.

وجاءت سنة 1924، فأخذ جورج أبيض يضم كل الكفاءات إلي فرقته، فضم عبد الوارث عسر وسليمان نجيب ومحمد عبد القدوس، ورشحني هؤلاء، فلما اختبرني قال: "ستكون ممثلا مجيدا في القريب بشرط أن تواظب على التمرين" وضمني معهم في الفرقة. وهناك أيضا عملت بغير أجر. كان الممثلون المبتدئون يأخذون أجورا صغيرة، وكان لي إيراد خاص، فرأيت أن أستغني عن الأجر، ولم أكن الوحيد الذي يفعل هذا، فقد كان الكثيرون الذين تسندهم وظائف أو أعمال أخري، يتنازلون عن الأجر، مكتفين بإشباع ميلهم.

 15 جنيها من يوسف وهبي أول أجر تقاضاه زكي رستم

وعن أول أجر تقاضاه يلفت زكي رستم إلي: بعد هذا، وبينما أنا جالس في "قهوة الفن" ذات ليلة، وجدت يدا توضع على كتفي، وإذا الممثل الكبير الأستاذ يوسف وهبي، يريدني في حديث خاص.

 كان قد بدأ منذ سنة أو سنتين في تكوين فرقة "رمسيس" وعرض علي العمل معه فوافقت، وتحدث عن الأجر فحسبت أن هذا الأجر لن يزيد عما سبق وتنازلت عنه، وهو ما لا يغريني بالتنازل عن حريتي وربط نفسي إلى فرقة معينة فرفضت.

واستطرد زكي رستم: وظللت أعمل معه ــ يوسف وهبي ــ حتي سنة 1926 كهاو، ولكنه في السنة التالية استدعاني ذات ليلة إلي مكتبه في المسرح، وقال لي أنه لن يستطيع أن يعتمد علي إلا إذا تعاقدت معه، لا يستطيع أن يعطيني أدوارا هامة إلا وأنا مسئول أمامه مسئولية كاملة، واتفقنا على مرتب قدره15 جنيهات شهريا، وكانت تعتبر أجرا لا بأس به، كانت أول أجر أتقاضاه عن عملي في المسرح.

اقرا أيضًا..

ماذا يقرأ الغرب هذا الأسبوع؟.. الكتب الأكثر مبيعا بجميع القوائم