رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمة الـ41 للنيباد

عبر الـ«فيديو كونفرانس»، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الثلاثاء، أعمال القمة الحادية والأربعين للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى، الـ«نيباد»، التى ناقشت رؤية اللجنة التنموية، ودورها فى تنفيذ الخطة العشرية الثانية، التالية أو المقبلة، لأجندة «إفريقيا ٢٠٦٣» للتنمية المستدامة، التى تتضمن، أو تستهدف، إصدار عملة مشتركة، وإطلاق صندوق النقد الإفريقى، وإنشاء جامعة إفريقيا الرقمية، وموسوعة الثقافة الإفريقية، والمتحف الإفريقى العظيم.

فى كلمة الرئاسة المصرية للجنة، أشار الرئيس السيسى إلى أن هذا الاجتماع ينعقد فى وقت يمر فيه العمل الإفريقى المشترك بمرحلة مفصلية، تزامنًا مع انتهاء الخطة العشرية الأولى من أجندة ٢٠٦٣ التنموية، ووعد، أو تعهّد، بمواصلة العمل على مواجهة التحديات الاقتصادية المتسارعة التى تشهدها القارة. وخلال القمة، التى تنعقد سنويًا، استعدادًا أو تحضيرًا للقمة الإفريقية، تحدث رئيس جمهورية جزر القمر، رئيس الدولة الحالية للاتحاد الإفريقى، ورؤساء الجزائر والسنغال وغينيا الاستوائية وزامبيا ورئيس المجلس الرئاسى الليبى، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، والمديرة التنفيذية لـ«نيباد»، وعدد من نواب الرؤساء والوزراء وكبار مسئولى الدول الإفريقية الشقيقة. وكلهم، تقريبًا، ركزوا على ما تحقق من أجندة إفريقيا التنموية، خلال السنوات العشر الماضية، والمستهدف تحقيقه خلال السنوات العشر المقبلة. 

الأجندة، الخطة، أو الرؤية التنموية، التى تم إطلاقها فى الذكرى الخمسين لتأسيس «منظمة الوحدة الإفريقية»، تهدف إلى جعل القارة السمراء قوة رئيسية فى النظام الدولى، بحلول سنة ٢٠٦٣، أى فى الذكرى المئوية لتأسيس المنظمة، التى تغير اسمها إلى «الاتحاد الإفريقى». وكانت العشرية الأولى، المنتهية أو المنقضية، قد شهدت تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى، وإعادة هيكلة مؤسسات الاتحاد الإفريقى، إضافة إلى إطلاق «منطقة التجارة الحرة القارية»، التى كانت محور أو عنوان «القمة الإفريقية التنسيقية المصغرة نصف السنوية»، التى استضافتها العاصمة الكينية نيروبى، منتصف يوليو الماضى، وقام الرئيس السيسى، فى جلستها الافتتاحية، باستعراض خطة الرئاسة المصرية لـ«نيباد»، للمرة الثانية.

أقيمت قمة نيروبى المصغرة، تحت شعار «تسريع تطبيق اتفاقية التجارة الإفريقية القارية الحرة»، وتصادف أن يتطابق هذا الشعار مع ثالت أولويات الرئاسة المصرية لذراع الاتحاد الإفريقية التنموية: الإسراع فى تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الإفريقية القارية الحرة، بالانتهاء من المفاوضات على كل بروتوكولاتها الإضافية، مع دعم الدول الإفريقية وتعظيم استفادتها مما تتيحه الاتفاقية من فرص للاندماج فى الاقتصاد العالمى، ومن زيادة فرص العمل، خاصة بين قطاعات الشباب والمرأة.

الـ«نيباد»، NEPAD، هى الأحرف الأولى من عبارة إنجليزية ترجمتها «الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا». وبالتعاون مع الدول الشقيقة، ومن خلال سكرتارية الوكالة، تسعى مصر، جاهدة، خلال رئاستها اللجنة المستمرة حتى فبراير المقبل، إلى تكثيف جهود حشد الموارد المالية لتمويل المشروعات، التى تضمنتها أجندة ٢٠٦٣ التنموية، مع التركيز على قائمة المشروعات ذات الأولوية فى مجال البنية التحتية، التى تتضمن ٦٩ مشروعًا، بحلول سنة ٢٠٣٠، أبرزها مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الذى يتولى الرئيس السيسى ريادته، وطريق القاهرة كيب تاون، الذى يربط شمال القارة بجنوبها.

كانت تلك هى الأولوية الأولى من أولويات الرئاسة المصرية للجنة، التى استعرضها الرئيس السيسى، للمرة الأولى، فى فبراير الماضى، فور تسلّمه رئاسة اللجنة، من نظيره الرواندى بول كاجامى. أما الأولوية الثانية فتركزت على محور التحول الصناعى، وبالإضافة إلى الأولوية الثالثة، سابقة الذكر، تستهدف الأولوية الرابعة مشاركة الدول الإفريقية لخبراتها فى مجال البنية التحتية، بينما تهدف الأولوية الخامسة، والأخيرة، إلى تكثيف التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين، ومؤسسات التمويل الدولية، لسد الفجوة التمويلية فى مشروعات التنمية المستدامة، وتخفيف أعباء الديون عن الدول الأكثر تضررًا.

.. وأخيرًا، لا نعتقد أننا فى حاجة إلى تأكيد، أو إعادة تأكيد، أن الجهود، التى قامت بها دولة ٣٠ يونيو، ولا تزال، خلال رئاستها الأجهزة والكيانات التابعة للاتحاد الإفريقى، أو الاتحاد نفسه، كان هدفها الأساسى هو تحقيق تطلعات دول القارة السمراء، وطموحات شعوبها، فى الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة.