رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاءان مع البنك والصندوق

على هامش مشاركته فى «القمة العالمية للحكومات ٢٠٢٤»، وبحضور محافظ البنك المركزى، ووزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى، والمالية، عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أمس الإثنين، لقاءين منفصلين، أحدهما مع أجاى بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولى، والآخر مع كريستالينا جورجييفيا، مدير عام صندوق النقد الدولى، والدكتور محمود محيى الدين، المدير التنفيذى بالصندوق، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعنى بتمويل أهداف التنمية المستدامة.

تُقام «القمة العالمية للحكومات»، بمدينة دبى الإماراتية، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، ويتجمع فيها، بدءًا من صباح أمس وحتى مساء الغد، نخبة من صناع القرار وقادة الفكر والخبراء الدوليين فى المجالات المختلفة، لمناقشة تطوير الأدوات والسياسات التى تُعد من ضرورات تشكيل الحكومات المستقبلية. وإلى جانب إلقائه كلمة مصر أمام القمة، ومشاركته فى عدد من الحلقات النقاشية، يتضمن جدول أعمال رئيس الوزراء مجموعة من اللقاءات مع عدد من رؤساء المؤسسات التنموية الدولية، لاستعراض جهود الحكومة المصرية فى تعزيز كفاءة البنية التحتية والنهوض بالقطاعات التنموية المختلفة.

خلال لقاء أجاى بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولى، ناقش الجانبان عددًا من ملفات التعاون المشتركة، والدور المهم الذى تقوم به مؤسسة التمويل الدولية التابعة للمجموعة، باعتبارها المستشار الاستراتيجى للحكومة لبرنامج الطروحات. كما جرت مناقشة سبل الاستمرار فى دعم القطاع الخاص وزيادة مساهمته فى الاستثمارات العامة للدولة إلى ٦٥٪ من إجمالى الاستثمارات وفقًا للمستهدفات الحكومية. وفى هذا السياق، أكد «بانجا» تطلعه إلى استمرار التعاون بين الجانبين على ضوء الجهود التى تقوم بها مصر فى تنفيذ برنامج الطروحات، وفى تحقيق الإصلاح الاقتصادى الشامل إجمالًا.

لجهود الإصلاح الاقتصادى الشامل مستهدفات كثيرة، من بينها خفض معدلات التضخم ونسبة الدين من الناتج المحلى الإجمالى، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادى الكلى، واستعادة الاحتياطيات الوقائية و... و.... وكانت هذه الجهود، أيضًا، محور لقاء كريستالينا جورجييفيا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولى، الذى ناقش المشاورات الجارية مع مسئولى الصندوق بشأن المراجعتين الثانية والثالثة للبرنامج الاقتصادى المدعوم باتفاق «تسهيل الصندوق الممدد». وما قد يطمئن، ولو قليلًا، هو أن «جورجييفيا» أبدت تفهمًا لتأثيرات التطورات الإقليمية على مصر، خاصة تطورات الحرب فى قطاع غزة، وتهديد الملاحة فى البحر الأحمر، وأشارت إلى أن الصندوق يدعم الجهود المصرية فى الإصلاح الاقتصادى، وكذا فى تنفيذ سياسات الحماية الاجتماعية التى تستهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة محدودى الدخل.

تأكيدًا على أن الحكومة مستمرة فى توسيع مظلة الحماية الاجتماعية، استشهد رئيس الوزراء بالحزمة التى وجّه بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، والتى تضمنت زيادة الحد الأدنى للعاملين بنسبة ٥٠٪ وكذا زيادة المعاشات، مشيرًا أيضًا إلى برنامج «حياة كريمة» باعتباره أحد أهم البرامج الاجتماعية التى تعمل الحكومة المصرية على تنفيذها لتحسين مستوى معيشة المواطنين المصريين فى الريف على مستوى الجمهورية. كما تطرق الدكتور مدبولى إلى تطورات الأوضاع الإقليمية وتأثيرها على مصر، والأعباء الملقاة على عاتق الدولة، فى ظل استضافتها نحو ٩ ملايين من غير المصريين.

كان طبيعيًا، ومنطقيًا، أن يتطرق رئيس الوزراء، أيضًا، إلى الوضع الإنسانى المتدهور فى قطاع غزة، وأن يشير إلى الجهود المصرية، المستمرة على مختلف الأصعدة، من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل جذرى للأزمة عبر إطلاق مفاوضات جادة بين الطرفين لإحلال السلام، وتطبيق حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية. كما كان طبيعيًا ومنطقيًا، أيضًا، أن يعرب فى نهاية اللقاء عن تطلعه إلى الانتهاء من المشاورات الخاصة بمراجعتى برنامج الإصلاح الاقتصادى، خلال الفترة القليلة المقبلة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كتبت فى حسابها على شبكة «إكس» أن العمل مع مصر يمثل أولوية قصوى بالنسبة للصندوق، وأعربت عن سعادتها بلقاء رئيس الوزراء، لافتة إلى أن النقاشات بينهما أحرزت تقدمًا كبيرًا بشأن حزمة السياسات اللازمة لاستكمال المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وحذّرت من تداعيات طول أمد الصراع فى الشرق الأوسط.