رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العبث يحكم العالم!

يرى فلاسفة العبث أن المنطق ليس هو ما يحكم العالم، ولكن العبث أو الصدفة الخالية من أي قواعد.. أحيانا يتولد الوضع العبثي من وضع منطقي.. خذ عندك مثلًا الحالة الصحية للرئيس الأمريكي جو بايدن.. إن هذا الرجل يحكم أقوى دولة في العالم عسكريًا واقتصاديا.. لقد جاء إلى السلطة وفق تصرف منطقي وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. انتخبه الناخبون وفق الدستور وهذا وضع منطقي.. لكنه يعاني من نوع من خرف الشيخوخة ورغم هذا يستمر في الحكم وهذا وضع عبثي !وما دام هذا الوضع موجود في اكبر دولة تتدخل في شئون العالم فان العبث يحكم العالم..لم يكن الخلط الذي وقع فيه الرئيس بايدن بخصوص مصر هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير، ومن الواضح انه لن يكون الأخير..والمفارقة انه وقع في هذا الخلط في نفس المؤتمر الصحفي الذي كان يدافع فيه عن حالته الصحية ويؤكد انه مازال صالحًا لحكم أمريكا، كان من الواضح ان مشكلة الحدود مع المكسيك كانت تضغط علي ذاكرته وهو يتحدث عن الوضع في غزة فخلط بين رئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين رئيس المكسيك،ثم واصل الخرف قائلًا ان مصر لم تكن تريد فتح الحدود وانه ضغط لتغيير ذلك،والحقيقة ان مصر أغلقت الحدود امام الأمريكيين الراغبين في مغادرة قطاع غزة بالفعل ردا علي رفض إسرائيل لدخول المساعدات الإنسانية،وان بايدن اتصل بالرئيس السيسي بالفعل والذي اشترط دخول المساعدات المصرية لغزة نظير السماح بخروج الأمريكيين من غزة عبر معبر رفح.. بحسب تقرير ل (بي بي سي )فان حالة الخرف والخلط في الأسماء لدي الرئيس الأمريكي بدأت في التفاقم منذ ٢٠٢١فقد نسي اسم رئيس وزراء استراليا اثناء مؤتمر صحفي مشترك بينهما،وبدلًا من ان يشير لضيفه باسمه وصفته أشار اليه قائلًا (هذا الرجل من استراليا )اتفق معي علي كذا وكذا !وبينما كان يتحدث عن الدول الحليفة للولايات المتحدة الامريكية في العالم داهمه الخرف مرة اخري ليقول ان (كوريا الشمالية )من اكبر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وقد كان بالطبع يقصد كوريا الجنوبية لا كوريا الشمالية صاحبة الزر النووي الشهير...وبينما كان يتحدث عن حلف الناتو الشهير أراد ان يشير للسويد وهي دولة عضو في الحلف،لكنه أشار لسويسرا بدلا من السويد ليقع الحضور في حيرة ويتساءلوا هل انضمت سويسرا المحايدة لحلف الناتو بعد كل هذه السنين..وعندما نبه مساعدوا بايدن الرئيس للخلط الذي وقع فيه تدارك الامر قائلا (سويسرا يا الهي..لقد تحمست لتوسيع الناتو..! كنت اقصد السويد )!وكانت آخر وقائع الخلط بين المعلومات هي استبدال بايدن لاسم الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون بالرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الذي رحل عن عالمنا منذ ١٩٩٦ !  وسيرًا علي نفس النهج قال في مؤتمر آخر انه اتصل بالمستشار الألماني هيلموت كول والذي رحل منذ سنوات بدلا من المستشارة انجيلا ميركل... الخلط الأخير الذي وقع فيه بايدن اثار موجة كبيرة من الانتقادات بين الأمريكيين وقال (فرانك لونتز )خبير استطلاعات الراي انه بعد صدور تقرير عن اهمال بايدن للتقارير السرية التي ترفعها له المؤسسات،وتدهور ذاكرته لدرجة انه لا يستطيع تذكر تاريخ وفاة نجله،فانه سيكون من الصعب علي الديمقراطيين الدفاع عن استمرار هذا الرجل كرئيس للولايات المتحدة...لقد دافع احد الديمقراطيين عن بايدن قائلا انه مجرد رجل كبير ويعاني من النسيان... ليرد عليه آخرون ان هذا النسيان يهدد استقرار ربعمائة مليون امريكي..والحقيقة المرة انه يهدد استقرار العالم كله مادامت أمريكا تصمم علي ان تتدخل في شئون العالم عمومًا والشرق الأوسط خصوصًا انها فعلا حالة عبثية متولدة عن إجراءات منطقية..ولله في خلقه شئون