رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية التوأم

خيم علينا الحزن والغضب العام منذ الخروج المبكر لفريقنا القومي المصري لكره القدم من كأس إفريقيا والتي أقيمت أحداثها في ساحل العاج (كوت ديفوار).. هذه البطولة المحببة لنا هي البطولة رقم ٣٤، وقد فازت بها مصر من قبل ٧ مرات، وكانت تأمل بإحرازها للمرة الثامنة هذا العام، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فلم يفز الفريق المصري في الأربع مباريات السهلة التي لعبها أمام فرق ضعيفة مثل موزمبيق وغانا وكاب فيردي، وأخيرًا خروجًا أمام الكونغو بركلات الترجيح.
ولتخفيف الغضب العارم كان لا بد من إقالة الجهاز الفني بالكامل بقيادة البرتغالي روي فيتوريا.
وتوفيرًا للنفقات ولأن (أحمد زي الحاج أحمد) قرر اتحاد الكرة إسناد مهمة الإدارة الفنية لجهاز مصري خالص.. وكانت حجته أن خمس بطولات إفريقية من السبعة فزنا بها تحت إدارة مصرية (مراد فهمي عام ٥٧، ومحمود الجوهري عام ٩٨، وحسن شحاتة ثلاث مرات متتالية أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠) وبطولتان فقط تحت إدارة أجنبية: المجرى جوزيف تيتكوس عام ١٩٥٩، ثم الويلزى مايك سميث عام ١٩٨٦.
وقع اختيار اتحاد الكرة علي التوأم حسام وإبراهيم حسن لإدارة المنتخب فنيًا في الفترة القادمة.. خاصة أن الوصول لكأس العالم أصبح سهلًا للغاية بعد زيادة الأندية المختارة من إفريقيا إلي ٩ دول.. وبديهي أن تكون مصر إحدي الدول التسع مهما كان أداؤها أو مديرها الفني.. اعترض البعض علي التوأم بحجة ضعف أدائهم الفني والنفسي، وفشلهم في الحصول علي أي بطولة طوال تاريخهم التدريبي الطويل مع معظم الأندية المصرية ذات الاسم والتاريخ، كالزمالك والمصري والاتحاد السكندري والإسماعيلي وبيراميدز وسموحة والمقاصة والمصرية للاتصالات. كذلك كثرة العقوبات السلوكية والأخلاقية التي وقعها الاتحاد الإفريقي والمصري عليهما سواء أثناء اللعب في الأندية أو التدريب.
وبغض النظر عن الفشل الفني والخططي والسلوكي يتميز التوأم بالروح العالية القتالية والحماسة الزائدة في الملعب وهو ما قد يفيد مؤقتًا فريقنا القومي.
كل التوفيق لمصر وللمدير الفني الجديد (الذي أتمني أن يرافقه دائمًا مشرف علي سلوكياته وطبيب نفسي) لأن كرة القدم لها مفعول السحر في تعديل المزاج العام، خصوصًا للشعب المصري مهما كانت قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية.