رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشاركون بندوة "تحديات العمل بالعصر الرقمي" يشيدون بدور "الأوقاف"

جريدة الدستور

 أشاد المشاركون في ندوة "التحديات التي تواجه العمل الدعوي في العصر الرقمي"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، بالجهود غير المسبوقة لوزارة الأوقاف في تأهيل الدعاة، مشيرين إلى الحاجة للمزيد من هذه الجهود الدائمة.

شارك في هذه الندوة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الأستاذ الدكتور عبدالله مبروك النجار والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الدكتور عبد الحي عزب، وأستاذ الشريعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد المنسي ووكيل وزارة الأوقاف الدكتور هشام عبد العزيز.

الدعوة الإسلامية هي الغاية
 

بدوره، أكد الأستاذ الدكتور عبدالله مبروك النجار، أن الدعوة الإسلامية هي الغاية، أي أن نبلغ الناس الخير ونوكل لله تعالى هدايتهم حتى تتبين القضايا لهم بحياد وموضوعية، فالهداية أمر خالص لله، ولفت إلى ضرورة التفرقة بين منهج الدعوة والغاية منها، وأضاف "أننا في سبيل الدعوة الإسلامية أمام مشكلة وهي عدم التفرقة بين الغث والثمين، وهناك فكرة التعالي من جانب بعض الدعاة"، مؤكدا أن قضية الإيمان والكفر هي أمر بيد الله عز وجل.

من جهته، استعرض الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، التحديات التي تواجه العمل الدعوي في عصر الرقمنة، منوها بالقنوات التي توصل الفكر الإسلامي للجمهور، وأكد ضرورة احترام عقلية الجمهور، مضيفا أن الدين يضع نظاما عاما ضابطا للحياة.
وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجه العمل الدعوي الآن منها قلة عدد الدعاة المؤهلين، وندرة تعايش الداعية مع قضايا العصر إلى جانب إقحام الدعاة في عدة قضايا وتحويل المنابر من قنوات فكر إلى قنوات حكر، وضعف التعامل مع التكنولوجيا في مجال الدعوة التي هي من متطلبات الحياة حتى نستطيع مخاطبة الآخر، ولفت إلى انتشار المواقع السيئة ودخولها في مجال الدعوة، والمواقع الربحية.

وقال "إن واجبنا يكمن في معالجة أوضاع الدعاة علميا واجتماعيا ونفسيا، وعدم الاعتماد على الطرق التقليدية التي لا تصل لكل الأشخاص، منوها بأهمية التحول الرقمي في الدعوة عن طريق تأهيل الدعاة على استخدام الخدمات السحابية".
من ناحيته، قال أستاذ الشريعة الإسلامية "إن الوسائل محايدة بطبيعتها، المشكلة ليست في الوسيلة ولكن في من يستخدم تلك الوسيلة"، وأشار إلى الآية الكريمة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، قائلا إنها آية موجهة لكل مسلم، فصارت الحكمة من أدوات الداعية الذي هو صاحب الرسالة، ولفت إلى أن الدعوة تواجه تحديات تختلف من زمن إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر، مؤكدا أهمية الخبرة والمعايشة.

وأضاف أن الإمام الغزالي قال له عن الدعوة جملة واحدة وهي "كن مدمن قراءة، ولا يصلح أن يكون الشخص داعيا دون أن يكون قارئا غزيرا"، منوها بكتاب الغزالي "هموم داعية".

وقال وكيل وزارة الأوقاف الدكتور هشام عبد العزيز، "إن العمل الدعوي أساسه علم وفن"، منوها بأن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أخذ على عاتقة بناء الأئمة علميا وفكريا، وقد حافظنا على المنابر من أصحاب الفكر المتطرف ولدينا خطباء مؤهلين يرتقون المنابر وهم على مستوى رفيع، مشيرا إلى أن العديد من الدول تطلب الآن التدريب في أكاديمية الأوقاف، ولدينا خبرة في مجال التحول الرقمي، حيث يوجد تدريب وتحفيظ عن بعد.

أضاف أن الصفحات على الفيس بوك تعد منبرا، وتوجيهاتنا مستمرة للأئمة، وتم إشراك واعظات الأوقاف في الدورات المتقدمة حول كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولدينا أكثر من 35 صفحة وموقعا إلكترونيا، وأكد ضرورة اتخاذ الحيطة من المعلومات المغلوطة التي تبث على وسائل التواصل الاجتماعي، منوها بأن مصالح الأوطان تعد من مقاصد صميم الأديان.