رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمينة رزق موفدة عن مجلة الكواكب

السفير السوري لـ «أمينة رزق»: السينما أداة مهمة في نشر الثقافة والتعليم

أمينة رزق
أمينة رزق

أوفدت مجلة الكواكب الفنية، الفنانة أمينة رزق، موفدة عن المجلة لإجراء حوار مع السفير السوري في القاهرة، والذي حملته صفحات العدد 249 والمنشور بتاريخ 8 مايو من العام 1956.

 

 

أمينة رزق تحاور السفير السوري بالقاهرة حول السينما والفن

 

تستهل أمينة رزق، حوارها مع السفير السوري بالقاهرة “عبد الرحمن العظم”، واصفة ملامح السفير: هذا الرجل الأنيق الفارع الطول المهيب الطلعة المشرق الابتسامة، استقبلني في حجرة الاستقبال بالسفارة السورية وقال والابتسامة المشرقة علي شفتيه: "أهلا وسهلا بمندوبة الكواكب، إيش تبغي؟". 

 

وتسأل أمينة رزق، عما إذا كان السفير السوري يشاهد الأفلام المصرية، فقال: بالطبع، وهل هناك عربي يعيش في الأراضي العربية ولا يشاهد الأفلام المصرية، هذه الأفلام الصادقة التي تنطق بلغتنا وتعبر عن آرائنا، أنني دائما حريص علي مشاهدة الأفلام المصرية، وكثيرا ما تسهدني الظروف وأشاهد عدة أفلام عربية في فترة قريبة. وعندما كنت في سوريا كنت أحرص دائما علي مشاهدة جميع الأفلام الطويلة التي تعرض هناك.

 

وتسأله عن نوعية أفلامه المفضلة، فيقول: ليست العبرة بتعدد الأنواع، ولا ينسب إعجابي علي نوع معين فإن كل الأنواع سواء عندي، ولكنها تختلف من حيث جودتها، واتقان العمل فيها، فقد يكون هناك فيلم كوميدي أو استعراضي متقن في إنتاجه وإخراجه فيفوق بذلك فيلما دراميا ضعيفا.

 

وعن رأيه في الأفلام الأجنبية أجاب: نعم، أنني أشاهد الأفلام الأمريكية ولا سيما التاريخية منها، كما أنني أشاهد الأفلام الإيطالية والهندية وغيرها، وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي سيدة صناعة السينما بكل تأكيد، فصناعة السينما، صناعة مكلفة وتحتاج إلي رؤوس أموال كبيرة، وأمريكا عندها جميع الإمكانيات التي تمكنها من إنتاج أفلام عالمية، ولا ننسي أن صناعة السينما عريقة في أمريكا، ولكنني لا أغمط حق إيطاليا والهند، فقد شاهدنا لهما أفلام ناجحة.

 

نجوم السفير السوري المفضلين

 

عن نجومه المفضلين تسأله أمينة رزق: معجب بكل ممثلة ناجحة وكل ممثل قدير، فكل من يقوم بأداء دوره بأمانة يستحق الإعجاب، في مصر عدد كبير من الفنانات والفنانين تفخر بهم صناعة السينما ويفخر بهم كل قطر عربي. وتعجبني من ممثلات إيطاليا جينا لولو بديجيدا، كما أنه سرني عودة الممثلة القديرة الأمريكية فيفيان لي إلي الشاشة مرة أخري بعد هذه الغيبة الطويلة فهي فنانة ممتازة. كما يعجبني الممثل مارلون براندو، خصوصا في دوره في فيلم "يحيا زباتا".

 

وعن مطربيه المفضلين يتابع السفير السوري في القاهرة خلال حواره مع الفنانة أمينة رزق: لا شك أن العالم العربي أجمع يفخر بكوكب الشرق أم كلثوم، وأنا من أشد المعجبين بصوتها وغناءها، ولا سيما في القصائد الدينية العالمية، فهي روائع من الشعر الغنائي، والغناء العربي، كما تعجبني من المطربات السوريات سعاد محمد وفيروز، كما يطربني غناء صباح في أغانيها اللبنانية والشعبية. أما من الرجال فكلهم ممتاز ولكل منهم لونه الخاص.

 

وعن أسباب تأخر سوريا في إنتاج أفلام سينمائية يقول: الواقع أن السينما اليوم أصبحت أداة هامة في نشر الثقافة والتعليم والتربية، ونظرة واحدة إلي تطور صناعة السينما، من الصامتة إلي الناطقة إلي الملونة إلي المجسمة إلي السينما سكوب ثم السيتراما، توضح لنا مدي أهمية السينما في الحياة، والتي أتمني اليوم الذي أري فيه سوريا وقد استطاعت أن تنتج أفلاما سورية، وهو قريب إن شاء الله والواقع أن السبب الأساسي في تأخر صناعة السينما في سوريا كان يرجع إلي الاستعمار، فسوريا لم تحصل علي استقلالها إلا منذ عهد قريب، فالاستعمار لم يكن يوافق أبدا علي القيام بمثل هذه الخطوة حتي لا يوقف فرض أفلامه علي الشعب. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري أن سوريا بلد صغير وتعداد سكانه لا يتجاوز أربعة ملايين، وإمكانيات صناعة السينما لم تتوفر بعد، كل هذه الأمور تعرقل الإنتاج السينمائي، وعلي كل ألا يكفي أن مصر تنتج أفلاما عربية يشاهدها العالم العربي.

 

روشتة للفيلم المصري ليصبح عالميا

 

وحول فرصة الفيلم المصري في أن يصبح فيلما عالميا، يقول: الفيلم المصري فيلم ناشئ يحاول شق طريقه إلي الكمال ليسير جنبا إلي جنب مع الأفلام الأجنبية، وصناعة السينما صناعة مكلفة تحتاج إلي رؤوس أموال ضخمة، ولا يزال المنتجون المصريون يهابون الإنتاج الضخم، فهم يعلمون أن سوق الفيلم المصري محدود، والفيلم يحتاج سوق، ولكنني أري أنه لو اتحدت مجهودات الدول العربية، وتكاتفت الأيدي وتجمعت رؤوس أموال كبيرة، لأمكن إنتاج أفلام عالمية تضارع في ضخامتها وقوتها أعظم الأفلام، سيصبح هناك فيلم عربي ينطق بعظمة العرب، فيلم يروي قوة العرب سادة الشعوب، سيكون لدينا فيلم عربي لتفتح أمامه الأسواق المغلقة تتلقفه في لهفة وتحرص علي مشاهدته، أنني أري هذا اليوم الذي سيتكلم فيه العالم كله عن الفيلم العربي، الذي أنتجه العرب من شمال أفريقيا حتي الخليج الفارسي.

 

وتختتم أمينة رزق، حوارها مع السفير السوري في القاهرة بسؤاله عن رأيه في أعمالها إذا كان قد شاهدها، فقال: طبعا، فأنت دائما في المرتبة الأولي سواء في السينما أو المسرح، ولقد أعجبني دورك في مسرحية "شذوذ"، والحق أنك فنانة بارعة وممثلة عظيمة.