رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظهور مومياء ثعلب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.. ما القصة؟

مومياء ثعلب في معرض
مومياء ثعلب في معرض الكتاب

ظهور مومياء ثعلب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك خلال ندوة "الطب والتحنيط في مصر القديمة"، بمشاركة كل من: دكتور جمال مصطفي السعيد، ودكتور مصطفي إسماعيل.

 

ظهور مومياء ثعلب في معرض الكتاب

ففي حديثه عن أسرار علم التحنيط الذي عرفته مصر القديمة منذ فجر التاريخ بل من قبل التاريخ المكتوب، تحدث الباحث دكتور مصطفي إسماعيل، مدير مخزن المومياوات ومشتملاته، ورئيس معمل حفظ وصيانة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.

واستعرض دكتور مصطفي إسماعيل، تاريخ علم التحنيط في مصر القديمة، مشيرًا إلي: الشائع والمتداول بين الناس في مصر وخارجها، أن الحضارة المصرية القديمة يعود تاريخها إلي 7 آلاف سنة، إلا أن تاريخها يعود إلي ما قبل ذلك، حتي يصل إلي 55 ألف سنة قبل الميلاد، وهذا ما أثبتته الحفائر والبقايا المكتشفة وتم قياس وتحديد عمرها باستخدام كربون 14. 

وعن بدايات معرفة المصري القديم وتوصل الحضارة المصرية إلي علم التحنيط، أوضح "إسماعيل"، خلال لقائه بجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب: قبل الوصول إلي علم التحنيط في مراحله النهائية التي استطاع من خلالها المصري القديم حفظ أجساد الموتي من التحلل، والحفاظ عليها كاملة وسليمة لتصل إلي العالم الآخر، عرفت الحضارة المصرية القديمة ما يعرف بـ"التجفيف العتيق"، وهي المرحلة الأولي التي بدأ بها علم التحنيط، فطبقًا لمعتقدات المصري القديم كان يؤمن بالبعث والعالم الآخر والحساب، وكان لا بد أن يصل جسده إلي هذا العالم الآخر محفوظًا وفي كامل بهائه كما كان في الدنيا، لذا فكر في عملية حفظ أجساد الموتي. 

 

من التجفيف إلى التحنيط مراحل حفظ الموتي

وأردف  دكتور "مصطفي إسماعيل"، خلال لقائه مع زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب: ظهرت عملية التجفيف العتيق قبل 35 ألف سنة، وكانت تقوم علي تجفيف أجساد الموتي في رمال الصحراء الساخنة علي عمق نصف متر إلي متر ونصف، حتي تجف المياه من جسد المتوفي ليحافظ علي أنسجة الجسم، إلا أن عوامل التعرية عرضت أجساد المتوفين إلي التحلل وهجوم الحيوانات عليها.

وفي مرحلة تالية لتطوير عملية التجفيف، فكر المصري القديم في عزل جسد المتوفي بطبقات من ملح النطرون لامتصاص الرطوبة وتجفيف الجسد، إلا أن بعض من الأنسجة الداخلية وخاصة المخ كانت تتحلل، فانتقل إلي مرحلة تالية من خلال إفراغ خلايا المخ وكل الأعضاء الداخلية من الجسم ووضعها في أوعية كانوبية، وحشو الجسد من الداخل بالكتان المغموس بالراتنج، ولفه أيضًا من الخارج بنفس نسيج الكتان.

وخلال شرحه واستعراضه لخطوات عملية التحنيط في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمراحل التي مرت بها من تطوير حتي وصلت للشكل النهائي، عرض دكتور مصطفي إسماعيل، مومياء لثعلب علي حضور اللقاء، توضح كيف اتبع نفس خطوات المصري القديم في تحنيط أجساد الموتي لحفظها للبعث في العالم الآخر.