رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد وأكاديميون فى معرض الكتاب: يجب استعادة قيم طه حسين لاستشراف مستقبل أفضل

معرض الكتاب
معرض الكتاب

أكد نقاد وأكاديميون أهمية استعادة مشروع طه حسين وقيمه التي عمل على إظهارها في كتبه من أجل استشراف المستقبل.


جاء ذلك خلال مؤتمر "استعادة طه حسين"، ضمن فعاليات الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب. 


وقال الدكتور عبدالله التطاوي، نائب رئيس جامعة القاهرة، إن جزءًا من تكوين طه حسين هو التفكير بلغة النقد الموضوعي ولغة التساؤل. عند طه حسين الشك العلائي (نسبة لأبوالعلاء المعري) قبل الشك الديكارتي (نسبة للمفكر الفرنسي رينيه ديكارت)، مؤكدًا أن الجامعة تعتد بذكرى طه حسين، مثمنًا فعاليات استعادة فكره للأكاديميين وشباب الباحثين علاوة على القراء من غير المتخصصين. 


ولفت إلى الدور الذي يقوم به من أسماهم "أحفاد طه حسين" الذين يجلسون على كرسيه في الجامعة وما يقدمونه للأدب العربي والمصري، وكذلك أبناء طه حسين وأبرزهم الدكتور شوقي ضيف، الذي كان يستشهد بمواقف طه حسين باستمرار ويسترشد بها في أبسط المواقف. 


وأكد أن طه حسين علم الأجيال التالية الدقة اللغوية وأهميتها في البحث العلمي والدراسات البحثية، وتشديده على ضرورتها لضبط النتيجة العلمية النابعة من البحث. 


بدوره، قال الدكتور سامي سليمان، أستاذ النقد العربي الحديث ورئيس المؤتمر: "حين نتحدث عن طه حسين فنحن نتوقف أمام مؤسسة لعبت الدور الأبرز في صياغة الثقافة الحديثة وخاصة العلوم الإنسانية". 
وأضاف: "حين نفكر فيما صنعه طه حسين يبدو أنه يعمل في الحاضر، ويسعى لتحديد حاضر ثقافة العربية كي يكون وسيلة لنهضة المجتمع العربي، لكنه في اللحظة ذاتها يفكر في المستقبل الأفضل الذي تتحقق فيه القيم الإنسانية التي يؤمن بها".


وتابع: "من يقرأ طه حسين يجد أن الحلم بالمستقبل كامن في كل ما كتبه على أنه وهو يفكر ويحلم بالمستقبل كان يبحث في الماضي والتراث، ومن يطالع مؤلفاته يجده في كل كلمة وجملة قالها يحاور التراث العربي محاورة لا تتوقف منطلقًا من إيمانه بامتداد التراث العربي في حياتنا المعاصرة". 


وأشار إلى أن طه حسين ترجم من الفرنسية ويشرف على ترجمات ويبحث في الوقت نفسه التراث ويناقش أفكارًا أدبية معاصرة له، مؤكدًا أن استيعاب طه حسين الآن يتطلب إجابة عن بعض الأسئلة منها كيف ننظر لطه حسين؟ هل نفرط في الإعجاب به أم نعيد النظر لأفكاره في سياقها؟ وهل يمكن أن نجعل استعادة طه حسين استعادة للقيم التي عمل من خلالها وحرص على إرسائها؟.


من جانبه، قال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب: "نحن هنا في أحضان الفكر والثقافة والإبداع، عندما فكرنا في طه حسين نبع ذلك من ذكرياتنا معه أثناء قراءته للمرة الأولى، وعندما بدأنا البحث والدراسة الأدبية". 


وأضاف أن استعادة طه حسين هي مناقشة أفكار لم تهدأ بعد، لافتًا إلى أنه "يمثل حالة المعلم والمترجم والمفكر والمؤلف وواضع لقواعد مناهج التعليم ومكتشف المواهب الأدبية ومقدم الكتب المهمة لمؤلفين آخرين".


وبيّن أن قراءة طه حسين فتحت له باب فهم كيف للشعر الشفهي أن ينتقل في البيئات المختلفة، لذلك استعادته هو استعادة التفكير في منهجيته. 


كما بيّن أن طه حسين كان دائم البحث في جذور الحضارة في الحضارات اليونانية والعربية والمصرية، مؤكدًا: أننا "استفدنا كثيرًا من العمل مع أحفاد طه حسين، وعلينا أن ننقل ميراثه لمن بعدنا، لاستشراف مستقبل جديد من خلالها". 


بدوره، قال الشاعر محمد أحمد بهجت: "سأتحدث عن طه حسين صاحب العزيمة القومية والشخصية الفريدة، الذي من خلال سيرته الذاتية ألهم جموع القراء في الوطن العربي والعالم"، لافتًا إلى أن شخصيته تحتاج لمزيد من الدراسة رغم كثافة ما كتب عنه.


وأشار إلى أن رواية "الأيام" كتاب نادر من كتب السيرة الذاتية في الأدب العربي والعالمي، ملمحًا إلى أن "الأيام" تتضمن مصارحة مدهشة غير مسبوقة في الأدب العربي.


وبيّن أن رواية الأيام أظهرت شخصية عنيدة شديدة القوة تصر على النجاح مهما كانت العوائق، عبقريته في شخصيته توافق عبقرية أدبه وفكره وميراثه المكتوب.