رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخطة البديلة.. ماذا ستفعل إسرائيل إذا قررت الخروج من غزة؟

دبابات إسرائييلية
دبابات إسرائييلية

نهاية حرب غزة لا تبدو واضحة في الأفق، وهناك تقديرات داخل إسرائيل بأنه لا يمكن تحقيق الأهداف التي رسمتها إسرائيل في البداية، والتي تتعلق بالقضاء على حركة حماس، ولا توجد أيضًا خطة واضحة لـ"اليوم التالي للحرب".

الظرف الحالي والضغوط المختلفة على إسرائيل لوقف إطلاق النار قبل تحقيق أي حسم واضح يفتح الباب أمام وجود خطة بديلة قد تلجأ لها إسرائيل.

القضاء على حماس

هناك من يعتقد أن تحقيق هدف القضاء التام على "حماس" ليس هدفًا قابلًا للتحقق في الأفق المنظور. ليس هذا فحسب، بل إن فرص تحقيق هذا الهدف آخذة في الابتعاد كلما استمرت الحرب، وهو ما يطرح تساؤلًا هامًا: إذا كانت هذه هى الحال بعد أشهر طويلة، من مواصلة القتال في غزة، وفي تحقيق أهداف تكتيكية لن تؤدي إلى تقويض "حماس"، أو القضاء على سلطتها؟

مواصلة الحرب

إذا اختارت إسرائيل مواصلة القتال في خان يونس ومخيمات وسط قطاع غزة، فسيسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، بمعدل يتراوح ما بين قتيلين إلى أربعة في اليوم الواحد، فضلًا عن الجرحى الكثر، وضمنهم المصابون بجراح خطِرة. 

الاحتمالات هي أن "حماس" لن تتوفق، وستواصل السيطرة على مخيمات رفح، وستكون لديها حرية الوصول إلى شمال القطاع ووسطه، عبر مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تحتاج إسرائيل إلى سنوات لكي تدمرها، ومسألة إعادة المخطوفين عبر العمليات العسكرية لا تزال محل شك.

الخروج من غزة

الاختيار الآخر أمام إسرائيل هو الخروج التدريجي من خان يونس ومخيمات وسط غزة في المرحلة الثالثة من الحرب، وبدلًا من الاشتباكات العنيفة البرية، تقوم القوات الإسرائيلية بمحاصرة خان يونس من الخارج، مثلما حدث مع مدينة غزة.

وأن تعود إسرائيل من جديد لاستخدام الطائرات الحربية، لمهاجمة قوات "حماس" بطريقة دقيقة وجراحية، وبمساعدة المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، بدلًا من الاشتباكات البرية التي تسبب المزيد من الخسائر ولا تحسم المعركة بشكل واضح.

وعند الخروج البري من غزة- حتى مع خطة حصارها- فإنه سينشأ وضع جديد قد يسهم في التوصل لصفقة لإطلاق سراح المخطوفين، وهو ما يدفع به عدد من التيارات داخل إسرائيل بأن تولي حكومة نتنياهو الأولوية لملف المخطوفين، وبدء تفاهمات مع حماس لتحريرهم حتى لو كان ثمن ذلك وقف القتال، بينما يرى آخرون أن وقف القتال دون حسم واضح لا يعني أن إسرائيل انتصرت في الحرب، وإنه يجب استمرار المعركة لحين القضاء على حماس عسكريًا وسلطويًا.