رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تأثرت المواقع الأثرية بصراع ميليشيا الدعم السريع فى السودان؟

السودان
السودان

أدى الصراع المستمر منذ تسعة أشهر في السودان، الذي اتسم بالاشتباكات بين الجيش السوداني ضد تمرد قوات الدعم السريع الذي يشكل الآن تهديدًا مثيرًا للقلق لمواقع التراث العالمي لليونسكو، خاصة مملكة كوش القديمة، حسبما تحذر الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية، حيث أدانت المنظمة بشدة التوغل الأخير الذي قامت به قوات الدعم السريع، وهي قوات شبه عسكرية بقيادة محمد حمدان دقلوحميدتي، في الموقعين التاريخيين في النقعة والمصورات الصفراء.

الصراع على المواقع الأثرية 

وحسب تقرير عبر صحيفة وي نيوز الدولية، فإن قوات الدعم السريع وتصعيدها في البلاد، منذ أبريل من العام الماضي، وسعت الآن صراعها إلى المواقع الأثرية المدرجة في قائمة اليونسكو، ويعد الحادث، الذي وقع يوم الأحد، المرة الثانية خلال الأشهر الأخيرة التي يندلع فيها القتال في هذه المواقع الدينية الواقعة في ولاية نهر النيل الشمالية.

وأفادت سلطات الولاية بتوغل قوات الدعم السريع، لكن القوات الجوية صدته، وادعت أن الهدوء قد عاد، رغم أنها لم تحدد ما إذا كانت المواقع قد تعرضت لأضرار. 

كما أعربت الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية، بالاعتماد على مصادر موثوقة وصور من شبكات التواصل الاجتماعي، عن مخاوفها بشأن احتمال حدوث أعمال تخريب وتدمير ونهب وسرقة أثناء النزاع.

وفي السياق ذاته، تعترف اليونسكو بالمواقع الأثرية في جزيرة مروي، التي تقع على بعد حوالي 220 كيلومتر من الخرطوم، باعتبارها قلب مملكة كوش، حيث يشمل موقع التراث العالمي هذا أهرامات ومعابد ومساكن يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتعكس جزيرة مروي، الواقعة بين نهري النيل وعطبرة، الاندماج الثقافي للحضارة القديمة، التي تستمد تأثيرها من مصر الفرعونية واليونان وروما.

كما أن تعدي الصراع على هذه الكنوز التاريخية لا يشكل تهديدًا لتراث السودان الغني فحسب، بل أيضاً للتراث الإنساني الجماعي، تقف جزيرة مروي شاهدًا على إنجازات الحضارات السودانية القديمة.

وتسبب الصراع المستمر في السودان في خسائر فادحة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 13,000 ضحية منذ بدايته في أبريل، وفقًا لتقديرات مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه، وتسلط الأمم المتحدة الضوء على نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة، كما أن الحاجة الملحة للتدخل الدولي لحماية التراث الثقافي ومعالجة التداعيات الإنسانية الناجمة عن الصراع في السودان تتجلى في الخسارة المحتملة لكنوز تاريخية لا يمكن تعويضها.