رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مريم فخر الدين.. تتعرض لخدعة "مسبوكة" من سعيد أبو بكر

مريم فخر الدين
مريم فخر الدين

مريم فخر الدين، والتي غني لها العندليب عبد الحليم حافظ، “لو شفتم عينيه حلوين قد أيه..”، هي واحدة من أجمل نجمات السينما المصرية في النصف الأول من القرن العشرين. عرفت بأداءها لأدوار الفتاة الرقيقة البريئة. ووقف أمامها كبار نجوم الفن من جانات السينما المصرية.

 

 مريم فخر الدين..  تتعرض لخدعة "مسبوكة" من سعيد أبو بكر 

 

تحدثت الفنانة النجمة الرقيقة مريم فخر الدين، إلي مجلة الكواكب الفنية، حول الرجال في حياتها، وذلك في العدد الـ 534، والصادر بتاريخ 24 أكتوبر 1961، لم أكن أدري سببا لتلك المخاوف التي كانت تسيطر علي حياتي، ولكنه شئ مجهول كان يبعث في نفسي الخوف والقلق. حتي أن تصرفاتي أتسمت بعصبية شديدة، كثيرا ما لفتت أنظار زملائي وأصدقائي، لعلها الوحدة. لقد انفصلت عن زوجي لأول مرة وبلا مقدمات، وكانت أمي قد سافرت إلي أوروبا، وفجأة أصبحت وحيدة.

 

ولم يدخر زملائي وسعا في إزالة أسباب الخوف عني، وذات يوم سألني أحدهم مداعبا: يعني خايفة علي أيه؟ عندك مثلا فلوس خايفة عليها؟ وتذكرت أنني فعلا أدخر مائتي جنيه في البيت، فضحكت قائلة: أبدا دا كل الحكاية مبلغ بسيط. يعني كام؟، فقلت 200 جنيه.

 

وتضيف مريم فخر الدين: ومضت الأيام، وبينما كنا نعمل في أحد الأفلام فوجئنا برجل يجلس القرفصاء أمام باب الاستديو وهو ينادي علي بضاعته: "نضرب الودع.. ونشوف البخت". ولاح للزملاء أن نكشف طالعنا واحدا.. واحدا، فاتجهنا إلي حيث يجلس ضارب الودع، وبدأ بأحد الزملاء، فإذا به يكشف أسرارا من حياته، ويبشره بأنباء سارة جعلت صاحبنا يطير من الفرح.

 

وتتابع مريم فخر الدين: وأدهشني أن ضارب الودع استطاع أن يكشف حياة الصديق، فتعجلت دوري، وألقيت إليه ببعض المال، وبدأ في كشف طالعي، وإذا به يصيح قائلا: "يا ساتر يارب.. يارب يا ساتر"، وتجمدت الدماء في عروقي، وتسابقت دقات قلبي هلعا وأنا أسأل الرجل عما أكتشف، فإذا به يقول في إشفاق: "فيه مصيبة، إنت راح تروح منك حاجة مهمة، فلوس، بيت". وأخذ الرجل يخطط في الرمل أمامه، ثم أستطرد قائلا: واحد عدوك ماسك حاجة في حتة مخفية، بيحاول يا خدها وأنت بتصرخي وتزعقي وتستغيثي.

 

وتستدرك مريم فخر الدين: وهنا تذكرت المائتي جنيه، فنظرت إلي شكري سرحان في هلع وأنا أتوسل إليه أن يسرع بمرافقتي إلي البيت بسيارته، ولم يكذب شكري خبرا، فانطلق يقود السيارة بأقصي سرعته، وأنا أتكلم دون توقف. 

وعندما وصلنا إلي باب الشقة سبقني شكري إلي اقتحامها ومسدسه في يده، ولكن كل شئ كان هادئا مرتبا، ليس من بادرة توحي بأن أحدا عبث بشئ في البيت. أسرعت إلي الدولاب فإذا بالمائتي جنيه حيث أخفيتها.

 

وتستكمل مريم فخر الدين: وفي تلك اللحظة قفزت رعبا عندما انطلق صوت الرصاص متتابعا، فصرخت اسأل شكري عما حدث. وإذا بشكري يرد متهللا: قتلته.. قتلته. وأسرعت إليه لأجده شاهرا مسدسه وهو ينظر بابتهاج إلي ركن البهو حيث رأيت فأرا صغيرا صريعا برصاص شكري سرحان.

 

وتختتم مريم فخر الدين حديثها مشيرة إلي: وتنفست الصعداء، وعدت مع شكري إلي الاستديو لنجد الزملاء في انتظارنا يسألون في لهفة عما حدث، فقل لهم شكري: خير.. خير كله تمام مافيش حاجة أبدا. وأشار أحد الزملاء بأن أنفح الدجال شيئا من المال نظير كشفه لطالعي، ولم يكن في حقيبتي سوي ورقة بخمسة جنيهات فأعطيتها له وكم كانت المفاجأة رائعة عندما خلع الدجال عمامته ونزع باروكة الشعر من فوق جبينه، فإذا به يسفر عن زميلنا سعيد أبو بكر. كانت تمثيلية أعدها الزملاء بإتقان واشتركوا فيها جميعا، حتي مسدس شكري سرحان لم يكن إلا مسدسا خادعا من المسدسات التي تستعمل في المشاهد السينمائية. 

لقد كان لهذه التمثيلية أكبر الأثر في إزالة الخوف والوهم من حياتي.