رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تحول الأرض المقدسة لقطعة جحيم.. أرض المسيح بدون احتفالات عيد الميلاد

مشاهد الدمار تسيطر
مشاهد الدمار تسيطر على بيت لحم في عيد الميلاد

لم تكن بيت لحم مهد المسيح في الضفة الغربية من فلسطين بعيدة عن الحرب في قطاع غزة، حيث ألقى العدوان الإسرائيلي الغاشم بظلاله المخيفة على الأراضي الفلسطينية كافة، فلم يعد أي منها محصنًا ضد تبعات هذه الحرب، حيث حولت إسرائيل الأرض المقدسة لقطعة من الجحيم وكابوس إنساني غير مسبوق.

إلغاء الاحتفالات في مهد المسيح ببيت لحم

وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن القادة المحليين في بيت لحم قرروا إلغاء جميع الاحتفالات العامة بعيد الميلاد، حيث تم اتخاذ القرار تضامنًا مع السكان الفلسطينيين، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتابعت أنه بدلًا من شجرة عيد الميلاد المزخرفة، نظمت بلدية بيت لحم عملًا فنيًا بعنوان "الميلاد تحت الركام" في ساحة المهد، يصور العمل الفني مشهد المهد داخل مبنى مهدم، والمقصود منه أن يرمز إلى النضالات والمعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضافت أن عادة ما تعج مدينة بيت لحم، التي يعتبرها المسيحيون مسقط رأس السيد المسيح، بالسياح الأجانب في ديسمبر، وتاريخيًا، كانت الشوارع مليئة بزينة الأعياد والباعة الذين يبيعون الحلي والتماثيل الاحتفالية، حيث تقع مدينة بيت لحم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وأشارت إلى أن مشهد الميلاد للطفل يسوع ملفوفًا بالكوفية وموضوعًا في كومة من الأنقاض يعكس التضامن مع شعب غزة، وقال القس الدكتور منذر إسحاق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية: "هذا هو شكل عيد الميلاد في فلسطين".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن العمل الفني قدمته رولا معايعة، وزيرة السياحة الفلسطينية السابقة، وهناء حنانية، رئيس بلدية بيت لحم، وقالت حنانية إن تهجير العائلات الفلسطينية يشبه هروب يسوع ومريم ويوسف من مرسوم الملك هيرودس.

بينما قالت رولا معايعة: "هذه رسالة للعالم أجمع مفادها أن العالم كله يحتفل بعيد الميلاد، ولكن ليس بيت لحم، التي تحتفل بعيد الميلاد بطريقة مختلفة مع رسالة للعالم أجمع مفادها أن فلسطين تعاني، وأن بيت لحم تعاني وتحتفل من تحت الأنقاض ليس مثل كل الأفراد حول العالم".

وأفادت المجلة الأمريكية بأنه من المفترض أن يكون عيد الميلاد وقتًا للفرح والاحتفال، لكن بالنسبة للمسيحيين في غزة الذين قُتل أفراد من عائلاتهم أو شوهوا، ودُمرت منازلهم وكنائسهم، فإن عيد الميلاد هذا العام سيكون بمثابة حزن وحداد، ودعوة وصلاة من أجل السلام ورفع الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي، والذي يدمر هذا المجتمع القديم.

وأعلن البابا فرانسيس، يوم الجمعة، أنه سيرسل راعي البابوية الكاردينال كونراد كرايفسكي إلى الأراضي المقدسة كعلامة على تضامنه وسط مأساة الحرب، النفقة البابوية مسئولة عن أداء أعمال الرحمة نيابة عن البابا.

مهد المسيح بدون احتفالات هذا العام

وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن في بيت لحم عادة ما تنبض بالحياة في عيد الميلاد، ولكن ليس هذا العام، ففي الأراضي المقدسة، تم إلغاء الاحتفالات، لا مسيرات ولا أسواق ولا إضاءة أشجار عامة، وفي الأردن، حيث تعمد اليسوع، اختار المسيحيون والكنائس اتباع نفس النهج الفلسطيني.

وتابعت أنه في غضون شهرين فقط من اندلاع الحرب، حولت إسرائيل غزة لقطعة من الجحيم، مع استشهاد قرابة 20 ألف فلسطيني منهم ما لا يقل عن 8 آلاف طفل، وهو عدد أكبر من عدد القتلى في بيرل هاربور وهجمات 11 سبتمبر وإعصار كاترينا مجتمعين.

وأضافت أنه تم تهجير حوالي 2 مليون من سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتحول جميع السكان تقريبًا إلى لاجئين، كما أصيب أكثر من 50 ألفًا من سكان القطاع بجراح مميتة، في ظل عمل 8 مستشفيات فقط من أصل 36 مستشفى من القطاع.

وأشارت إلى أنه في ظل الدمار، يعاني نصف سكان غزة من الجوع، في خطوة أثارت غضب المجتمع الدولي، الذي اتهم إسرائيل بتجويع الفلسطينيين عمدًا كنوع من العقاب الجماعي.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن المنظمات الدولية تصف غزة الآن بأنها مقبرة للأطفال، وتحولت الأرض المقدسة في غضون عدة أسابيع إلى مقبرة واسعة، وتوقفت احتفالات عيد الميلاد في أرض المسيح، وأصبحت فلسطين كابوسًا إنسانيًا وسابقة مرعبة لحروب العصر الحديث.