رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد خسائره الفادحة.. لماذا سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلى من غزة؟

الدبابات الإسرائيلية
الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة

كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن  أن إسرائيل تخطط للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب في الأسابيع المقبلة، من خلال إنهاء العمليات البرية والانسحاب من قطاع غزة، والتركيز على الغارات الجوية المكثفة على كامل القطاع، وتأتي هذه التقارير في ظل الخسائر الكبرى التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة وسقوط العشرات من جنوده ما بين مصاب وقتيل.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن جيش الاحتلال يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة في الأسابيع المقبلة.

لعنة غزة تطارد جنود الاحتلال وتدفعهم لإنهاء الغزو البري

وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن هذه المرحلة ستشمل إنهاء العملية البرية في القطاع، وتقليص القوات، وتسريح قوات الاحتياط، على أن تركز المرحلة الجديدة على القصف العنيف وإنشاء منطقة عازلة بالقرب من حدود القطاع بما يتماشى مع هدف إسرائيلي طويل الأمد.

بينما زعمت المصادر أن الجيش الإسرائيلي "سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة"، إلا أن المعارك مع المقاومة الفلسطينية لا تزال مستمرة في شمال وجنوب القطاع.

وأوضحت الشبكة، أن أنباء إنهاء العملية البرية في غزة وانسحاب القوات من الشمال، تأتي بعد أيام من انسحاب لواء جولاني من غزة لإعادة تنظيم صفوفه، حيث تكبد لواء جولاني خسائر فادحة أثناء قتاله لكتائب القسام التابعة لحماس ولواء القدس ومجموعات أخرى متحصنة في أنحاء القطاع، وفقًا لجنرال إسرائيلي متقاعد، والذي أكد أيضًا أن لواء جولاني المعروف باسم قوة النخبة فقد ما يقرب من ربع قوته.

وأشارت الشبكة الإسرائيلية، إلى أن الجيش الإسرائيلي تعرض لعدة كمائن بشكل يومي في شمال غزة من قبل مقاتلي حركة حماس، من ضربات صاروخية من مسافات قريبة وعمليات قنص واستهداف بمدافع الآر بي جيه، لكل من الدبابات والمركبات والجرافات.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" في 22 ديسمبر بعض شهادات الجنود الإسرائيليين حول الأفخاخ "القاتلة" و"السريالية" التي نصبها مقاتلو المقاومة، وتشمل بعض هذه الكمائن استخدام مكبرات الصوت، التي تبث أصوات أشخاص يبكون أو يتحدثون العبرية، بهدف إغراء الجنود وجعلهم يعتقدون أنه قد يكون هناك سجناء في مكان قريب.

وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي واجه قتالًا حضريًا مكثفًا، حيث يندلع القتال فوق الأرض وتحت الأرض، ويندفع مقاتلو حماس بسرعة غريبة من مبنى لآخر بملابس مدنية، ويخرجون من أنفاقهم من تحت الأرض ويختفون في لمح البصر، ويوقعون الجنود في أفخاخ متفجرة.

وأشارت الشبكة الإسرائيلية، إلى أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدعي سيطرتها العملياتية على عدة مناطق في شمال غزة بما في ذلك حي الشجاعية سيئ السمعة والذي تحول لما يشبه اللعنة لجنود الاحتلال، ورغم هذه الادعاءات لا تزال حماس تسيطر بشكل شبه كامل على غزة، وتطلق الصواريخ على تل أبيب، ما يشير إلى أن قرابة شهرين من العمليات البرية في غزة لم يكن لها تأثير ملموس على حركة حماس.

أبرزت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في 21 ديسمبر أن الهجوم الإسرائيلي على غزة "أحدث دمارًا أكبر من تدمير حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو بشكل متناسب، قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية".