رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يتحدث عن ضرورة التأمل في المذود والاندهاش أمام سر الميلاد

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أجرى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس في الفاتيكان مقابلته العامة مع المؤمنين، وتمحور تعليم قداسته حول المذود الحي الذي نفذه القديس فرنسيس الأسيزي في غريتشو الإيطالية احتفالا بالميلاد سنة ١٢٢٣ أي ٨٠٠ سنة مضت.

 وقال البابا إنه من المفيد أن نعيد اكتشاف أصول المذود بينما يتم الآن في أماكن كثيرة إعداد المذود لمناسبة عيد الميلاد.

وتوقف بابا الفاتيكان عند ما كان يقصد القديس فرنسيس من تنفيذ المذود من أشخاص، وذكَّر في هذا السياق كلمات القديس الذي تحدث عن رغبته في تصوير طفل بيت لحم وأن يرى بأعين الجسد ما عانى منه بسبب غياب الأشياء الضرورية لطفل وليد. وواصل البابا أن القديس فرنسيس لم يكن يريد أن يصنع عملا فنيا جميلا، بل أن يثير من خلال المذود الاندهاش أمام هذا التواضع الكبير للرب وما عانى منه في مغارة بيت لحم الفقيرة انطلاقا من محبته لنا.

 وعاد بابا الفاتيكان إلى كلمات كاتب سيرة القديس فرنسيس والذي قال إن في هذا المشهد المؤثر تبرق البساطة الإنجيلية ويُكرَّم الفقر ويوصى بالتواضع. وشدد الأب الأقدس على أهمية الاندهاش باعتباره الفعل الضروري لنا كمسيحيين أمام سر تجسد الكلمة، أمام ميلاد يسوع، فبدون هذه الدهشة أمام الأسرار يكون إيماننا سطحيا.

وتابع “فرنسيس” إن المذود قد تأسس كمدرسة للقناعة، وهو أمر يقول لنا نحن أيضا الكثير اليوم. وأشار قداسته إلى أن هناك اليوم خطر إضاعة ما يهم بالفعل في الحياة، مضيفا أن هذا الخطر يتزايد، وياللمفارقة، في فترة الاحتفال بالميلاد، حيث ننغمس في استهلاكية تصيب بالتآكل معنى الميلاد. وتابع البابا أن تقديم الهدايا أمر جيد ولكنه حذر من اللهاث من أجل الشراء لأن هذا يحوِّل الانتباه إلى اتجاه آخر بعيدا عن اعتدال الميلاد. وكرر قداسته هنا ضرورة النظر إلى المذود والاندهاش أمامه مشيرا إلى أنه لا يكون هناك في بعض الأحيان مكان في داخلنا للدهشة بل نهتم فقط بتنظيم الاحتفال.   

لقد وُلد المذود ليعود بنا إلى ما هو جوهري، واصل قداسة البابا، أي إلى الله الذي جاء ليسكن بيننا، ولهذا فمن الأهمية النظر إلى المذود لأن هذا يساعدنا على أن ندرك ما يهم. وتحدث قداسته هنا عن علاقات يسوع الاجتماعية في ذلك المشهد، أي العائلة الممثَّلة في يوسف ومريم والأشخاص الأعزاء الذين نجدهم في الرعاة. وشدد البابا هنا على أولوية الأشخاص، الأشخاص قبل الأشياء، قال قداسته مشيرا إلى أننا نضع مرات كثيرة الأشياء قبل الأشخاص.

ثم عاد قداسة البابا إلى مذود غريتشو، مذود القديس فرنسيس، فقال إنه وإلى جانب القناعة يكشف لنا شيئا آخر، يحدثنا أيضا عن الفرح. وأراد قداسته إيضاح الفرق بين الفرح والمتعة فقال إن الاستمتاع بشيء ما ليس أمرا سيئا إن كان في الاتجاه الصحيح، قهو أمر إنساني، إلا أن الفرح هو أكثر عمقا، كثر إنسانية. وأشار إلى أن هناك في بعض الأحيان الميل نحو الاستمتاع بدون فرح من خلال الضجيج، ولكن لا يكون هناك الفرح. وذكَّر البابا في حديثه بما ذكر كاتب سيرة القديس فرنسيس حول مذود غريتشو حين تحدث عن يوم فرح وبهجة بالنسبة للقديس فرنسيس وتوجُّه الأشخاص إلى الوقوف أمام هذا المذود ورؤية شيء غير مسبوق، وعاد كل منهم إلى بيته مفعما بالفرح. القناعة والدهشة تقودان إلى الفرح الحقيقي.