رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيتو ضد الإنسانية.. كيف فضحت الحرب فى غزة تناقض المواقف الأمريكية؟

مجلس الأمن
مجلس الأمن

فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في اعتماد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، والذي تمت إعاقته باستخدام حق النقض من قِبل الولايات المتحدة.

وتواجه الولايات المتحدة انتقادات من السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية، وغيرها من الزعماء والمنظمات العربية والعالمية، على إثر استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حماس.

المادة 99.. خطوة نادرة لفرض التصويت

وعقد مجلس الأمن اجتماعًا طارئًا يوم الجمعة الماضي بعد أن قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتفعيل المادة 99، وهي خطوة نادرة لفرض التصويت على الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث نزح مليونا شخص. 

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية، إن 17 ألف شخص قُتلوا في الحملة الإسرائيلية للقضاء على الفصائل الفلسطينية بعد هجومها في 7 أكتوبر.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة وأيدته أكثر من 90 دولة عضوًا في اجتماع في مدينة نيويورك. 

ومقارنة بأصوات 13 من أعضاء المجلس لصالح القرار، كانت الولايات المتحدة هي صاحبة حق النقض الوحيد، وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت. 

وتقول "أطباء بلا حدود" إنَّه بالإضافة إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، فإن مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة يكرر مطالبة مجلس الأمن لجميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين في فلسطين وإسرائيل.

بينما تستمر القنابل في الهطول كالأمطار على المدنيين الفلسطينيين وتسبب دمارًا واسع النطاق، استخدمت الولايات المتحدة مرة أخرى قوتها لعرقلة محاولة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

ومن خلال استخدام حق النقض ضد هذا القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية.

تناقضات أمريكية  

ويتناقض حق النقض الأمريكي بشكل حاد مع القيم التي تدعي أنها تتمسك بها، ومن خلال الاستمرار في توفير الغطاء الدبلوماسي للفظائع الجارية في غزة، تشير الولايات المتحدة إلى أن القانون الإنساني الدولي يمكن تطبيقه بشكل انتقائي، وأن حياة بعض الناس أقل أهمية من حياة الآخرين.

وواصلت إسرائيل مهاجمتها العشوائية للمدنيين والمنشآت المدنية، وفرض حصار يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي لجميع سكان غزة، وإجبارهم على النزوح الجماعي، وحرمانهم من الحصول على الرعاية الطبية الحيوية والمساعدات الإنسانية. 

وتواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم السياسي والمالي لإسرائيل، بينما تواصل عملياتها العسكرية بغض النظر عن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين. 

ويقول المسئولون الفلسطينيون لكي يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الاستجابة للاحتياجات الهائلة، نحتاج إلى وقف إطلاق النار الآن.