رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى الاحتفال بالحبل الطاهر بمريم البتول

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى الاحتفال بالحبل الطاهر بمريم البتول، وأعلن البابا بيّوس التاسع، في الثامن من شهر ديسمبر سنة 1854، «أَنّ مريم البتول قد نُزِّهت عن الخطيئة الأصليّة، وأَنّ اللّه وقّى نفسها من الخطيئة الأصليَّة، منذ الدقيقة الأُولى، وذلك منّة خاصّة منه، بفضل استحقاقات ابنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص البشر». هذه العقيدة تؤكِّد تعلّق المؤمنين بأمّ الله منذ تكوين الكنيسة. فهم يعترفون بأنّ مريم العذراء، منذ اللَّحظة الأُولى لتكوينها عُصِمَت، بنعمة من اللّه، من الخطيئة الأصليّة. عاشت حياتها دون أن ترتكب خطيئة واحدة تشبّهًا بابنها الذي تشبّه بالإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. فإن عاشت مريم حياتها «ممتلئة نعمة» من اللّه، فلا يمكن للخطيئة أن تتغلغل فيها أو أن تؤثّر على مسيرتها المقدّسة.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا ابن الله، هبني نعمتك الرائعة، لكي أحتفل بجمال أمّك الحبيبة المذهل! لقد ولدت العذراء ابنها وحافظت على بتوليّتها؛ أرضعَت مَن يغذّي الأمم، وحملَتْ في حشاها الطاهر ذاك الّذي يحمل الكون في كفّه. هي عذراء وهي أمّ، فما يمكن ألاّ تكونه بعد ذلك؟ مقدّسة في الجسد، جميلة النفس، نقيّة النّفس، مستقيمة في الذكاء، كاملة في المشاعر، عفيفة وأمينة، طاهرة القلب ومليئة بكلّ فضيلة.

لتفرح بمريم قلوب العذارى، لأنّ منها وُلد مخلّص الجنس البشريّ من عبوديّته الرّهيبة. ليفرح بمريم آدم القديم، الّذي لسعته الحيّة؛ فمريم أعطت لآدم نسلًا يجعله يسحق الحيّة اللعينة ويشفيه من لسعتها المميتة (راجع تك 3: 15). ليفرح الكهنة بمريم المباركة، فقد ولدت رئيس الكهنة الّذي جعل نفسه ذبيحة، وأنهى ذبائح العهد القديم... ليفرح بمريم جميع الأنبياء، ففيها اكتملت رؤاهم، وتحقّقت نبوءاتهم، وتأكّد كلامهم. ليفرح بمريم جميع الآباء الأقدمين، لأنّها حصلت على البَرَكة التي وُعِدوا بها، وجعلتهم كاملين، بابنها...

مريم هي شجرة الحياة الجديدة، التي أعطت الإنسان ثمرةً حلوةً جدًّا تغذّي العالم كلّه، بدلًا من الثمرة المُرّة التي قطفتها حوّاء.