رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان: تدمير الخليقة خطيئة تؤثر على البشرية

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

قرأ أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الذي يقود وفد الكرسي الرسولي إلى مؤتمر الأمم المتحدة، الكلمة التي كان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان– الذي لم يتمكن من السفر بسبب التهاب الشعب الهوائية الحاد الذي أصابه الأسبوع الماضي – وجاء فيها للأسف لا أستطيع أن أكون معكم، كما كنت أتمنّى، ولكن أنا معكم لأنّ مستقبل الجميع يعتمد الآن أكثر من أيّ وقت مضى على الحاضر الذي نختاره. أنا معكم لأنّ تدمير الخليقة خطيئة ليس فقط شخصيّة، بل هيكليّة تؤثّر على البشر، ولاسيما على الأشخاص الأشدَّ ضعفًا، خطر جسيم يهدّد الجميع، ويخاطر بأن يطلق العنان لصراع بين الأجيال. 

 

وتابع: أنا معكم لأنّ تغيّر المناخ هو "مشكلة اجتماعيّة عالميّة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكرامة الحياة البشريّة". أنا معكم لكي أطرح السّؤال الذي نحن مدعوّون إلى أن نجيب عليه الآن: هل نعمل من أجل ثقافة الحياة أم الموت؟ أطلب منكم، من كلِّ قلبي، لنختَر الحياة، لنختَر المستقبل! لِنُصغِ إلى أنين الأرض، ولنُصغِ إلى صرخة الفقراء، ولنصُغِ إلى آمال الشّباب وأحلام الأطفال! لدينا مسؤوليّة كبيرة: أن نضمن ألّا يُحرموا من مستقبلهم.

جاء ذلك في إطار مؤتمر الدّول الأطراف في اتفاقيّة الأمم المتّحدة الإطاريّة بشأن تغيّر المناخ الذي يعقد في دُبي 

تابع الكاردينال بارولين يقول من الواضح أنّ التّغيّرات المناخيّة المستمرّة تنبع من ظاهرة الاحتباس الحراريّ، النّاجمة بصورة رئيسيّة عن زيادة الغازات الدّفيئة في الغلاف الجوّي، والتي يسبّبها بدوره النّشاط البشريّ، الذي أصبح في العقود الأخيرة غير مناسب للنّظام البيئيّ. لقد تحوّلت مطامح الإنتاج والامتلاك إلى هوس وأدّى إلى جشع بدون حدود، جعل البيئة موضوع استغلال جامح. إنَّ المناخ المجنون يبدو بمثابة تحذير لوقف هذيان القدرة المطلقة. لنعُد إلى الاعتراف بتواضع وشجاعة بمحدوديّتنا كالدرب الوحيد لكي نعيش بشكل كامل. ما الذي يعيق هذه المسيرة؟ الانقسامات الموجودة بيننا. لكنَّ عالم مترابط، مثل عالم اليوم، لا يمكن أن يفصله الذين يحكمونه، من خلال مفاوضات دوليّة "لا يمكنها أن تتقدّم بشكل حاسم بسبب مواقف الدّول التي تعطي الأولويّة لمصالحها الوطنيّة بدل الخير العام العالميّ". نحن نشهد على مواقف قاسية، لا بل مُتشدّدة، تميل إلى حماية إيراداتها وعائدات شركاتها، وتبرّر نفسها أحيانًا على أساس ما فعله الآخرون في الماضي، مع مرتدات دورية للمسؤولية. لكن واجبنا اليوم ليس تجاه الأمس، وإنما تجاه الغد، الذي، شِئنا أم أبَينا، إمّا أن يكون للجميع أو لا يكون.