رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام الدولى يكذب ادعاءات الاحتلال: لم يقدم دليلًا يبرر مجزرة مستشفى الشفاء

مستشفى الشفاء الدولي
مستشفى الشفاء الدولي في غزة

سلطت الصحف الدولية خلال الساعات الماضية الضوء على مقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي وادعى خلالها أنها دلائل تُفيد باستخدام حركة حماس مستشفى الشفاء في قطاع غزة كمركز لعملياتها، ولكن يبدو أن دلائل إسرائيل لم تجد دعما لها في الإعلام الدولي، ما يضع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام اتهامات جديدة بارتكاب مجزرة وجرائم إنسانية في مستشفى الشفاء.

نيويورك تايمز: إسرائيل فشلت فى تقديم دليل قوى يبرر اقتحام مستشفى الشفاء 

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إسرائيل نشرت مقاطع فيديو أمس الأحد لأحد الأنفاق طوله تقريبًا 55 مترًا ادعت أنه تم العثور عليه تحت مستشفى الشفاء في غزة، في محاولة أخيرة لتعزيز مزاعمها بأن حماس استخدمت أكبر مركز طبي في القطاع الفلسطيني قاعدة لعملياتها العسكرية.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إنه لا يمكن التحقق من صحة مقاطع الفيديو، وانتهزت الفرصة لتجديد انتقاداتها لإسرائيل بسبب الحصار الذي أدى إلى انهيار الخدمات الصحية في القطاع ووفاة مئات المرضى والجرحى.

وقالت الوزارة: "نظرًا لما أفاد به الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا يؤكد أن مستشفيات وزارة الصحة تقدم خدماتها الطبية لكل من يستحقها، بغض النظر عن جنسه وعرقه".

وأوضحت الصحيفة أنه بعد مرور 6 أيام على اقتحام إسرائيل للمجمع الطبي الأكبر في غزة، لم تنجح القيادة الإسرائيلية في تقديم دليل قوي على استخدام حماس للمستشفى كمركز لعملياتها العسكرية.

وتابعت أن إسرائيل لم تكشف حتى الآن عن دليل يؤكد وجود مركز قيادة موسع لحماس تحت المستشفى كما ادعت، لتواجه من جديد غضب المجتمع الدولي في ظل وجود قرابة 300 مريض وبعض من الطواقم الطبية في المستشفى في حالة حرجة للغاية.

فاينانشيال تايمز: إسرائيل تواجه الغضب الدولى بعد اقتحام المرافق الطبية

بينما أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة في غزة تأتي في الوقت الذي تقوم فيه القوات الاحتلال بتفتيش مستشفى الشفاء، بحثًا عن أدلة تدعم مزاعمها بأن حماس قامت ببناء مركز كبير للقيادة والسيطرة تحت الأرض تحته.

وتابعت أن الدلائل الضعيفة التي قدمتها إسرائيل بشأن استخدام حماس لمستشفى الشفاء أو مستشفى الرنتيسي أثارت انتقادات واسعة النطاق وغضب المجتمع الدولي لقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتعريض حياة الآلاف للخطر وارتكاب جرائم جديدة في المرافق الطبية المكتظة من أجل لا شىء في النهاية.

وأضافت أنه في الشفاء، عثر الجيش حتى الآن على مدخل نفق ومخبأ صغير للأسلحة وبعض أجهزة الراديو وجهاز كمبيوتر محمول، حسب مقاطع فيديو نشرتها القوات الإسرائيلية، وهي مقاطع فيديو لم يتسن لأي جهة التحقق من صحتها.

وقال مسئولون في الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنهم يشعرون بالإحباط بسبب الضغوط العالمية لتقديم المزيد من الأدلة.

ونصح حلفاء إسرائيل الغربيين بالحذر مع قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته إلى جنوب غزة، حيث طلب الجيش الإسرائيلي في البداية من المدنيين الفرار- أثناء غزوه- من الشمال.

وقال شخص مطلع على المناقشات إن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل إبقاء العمليات في الجنوب "موجهة ودقيقة" لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين والسماح للناس بالانتقال إلى مناطق آمنة.

بى بى سى: دلائل إسرائيل لاقتحام الشفاء لا تبرر الجرائم الكبرى فيها

فيما أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن كافة مقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال وزعم أنها تعود لمركز قيادة حركة حماس أسفل المستشفى لم يتسن التحقق منها، كما أنها ليست بالقوة الكافية لتبرر اقتحام المرفق الطبي الأكبر في قطاع غزة.

وتابعت أنه مع ضعف الأدلة يتعرض الجيش الإسرائيلي لضغوط لإثبات ادعائه بأن حماس تدير مركز قيادة موسعا تحت المجمع الطبي الضخم في شمال القطاع.

وأضافت الإذاعة البريطانية أن مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي أمس الأحد لا يشكل الدليل الذي تم الوعد به على نوع العملية الواسعة والمعقدة التي تم تصويرها في محاكاة الكمبيوتر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي سابقًا، والتي تظهر ما يعتقد أنه يمكن أن تبدو عليه أي قاعدة لحماس تحت الأرض في الشفاء.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن المستشفى، الذي كان في يوم من الأيام أحدث مستشفى في غزة، لم يعد منشأة طبية، وقالت الولايات المتحدة إن لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن حماس استخدمت المستشفيات في قطاع غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، كمراكز قيادة ومخازن أسلحة، واستشهدت إسرائيل بالاستخبارات الأمريكية لإثبات ادعائها بوجود مقر رئيسي في المجمع، لكن استخدام الأمريكيين لمصطلح "العقدة" قد يوحي بعملية أصغر.

وأضافت الإذاعة البريطانية، أن إسرائيل تعتقد أنها تبني قضية ذات مصداقية وتحرص على تقديم الأدلة عندما تجدها، ولكن يبدو أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.