رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان يستقبل المشاركين في الجمعية العامة ومؤتمر رابطة الآباء الأوروبيين 

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم السبت في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة ومؤتمر رابطة الآباء الأوروبيين.

وقال بابا الفاتيكان: أنه  يسعدني أن ألتقي بكم بمناسبة جمعيّتكم التي أتمنى لها أفضل الثمار، وهذا الأمر يتيح لي الفرصة لأشارككم بعض الأفكار حول دعوة الوالدين ورسالتهم.

تابع البابا فرنسيس: أن نُصبح والدين هو أحد أعظم أفراح الحياة. إنه أمر يولِّد طاقة جديدة وزخمًا وحماسًا لدى الأزواج ولكننا نجد أنفسنا على الفور أمام مهام تربويّة غالبًا ما نجد أنفسنا غير مستعدين لها.

الاعتراف بالدور الاجتماعي للوالدين

موضحًا: من المؤكد أن الرسالة التربوية للوالدين ليست مفضلة اليوم في السياق الثقافي، على الأقل في أوروبا. في الواقع، هي مطبوعة بالذاتية الأخلاقية والمادية العملية. يتمُّ التأكيد دائمًا على كرامة الشخص البشري ولكن في بعض الأحيان لا يتم احترامها فعليًا. وسرعان ما يدرك الوالدون أن أبناءهم منغمسون في هذا الجو الثقافي. 

تابع وهنا نجد أيضًا جذور المجتمع السليم. ولذلك فمن المهم أن يتم الاعتراف بالدور الاجتماعي للوالدين على جميع المستويات. إن تربية الأبناء هي عمل اجتماعي حقيقي، لأنها تعني تنشئتهم على العلاقات، واحترام الآخرين، والتعاون لتحقيق هدف مشترك، والمسؤولية، والشعور بالواجب، وقيمة التضحية من أجل الخير العام. قيم تجعل من الشاب شخصا يمكن الوثوق به ومخلصا، قادرا على أن يقدم مساهمته في العمل، في التعايش المدني، وفي التضامن. بخلاف ذلك، سينمو الأبناء مثل "جزر"، منعزلين عن الآخرين، وغير قادرين على التحلّي برؤية مشتركة، ومعتادين على اعتبار رغباتهم الخاصة كقيم مطلقة؛ وهكذا يتفكك المجتمع ويفتقر ويصبح ضعيفًا وغير إنساني. ولهذا السبب من الأهمية بمكان حماية حق الوالدين في تربية وتعليم أبنائهم بحرية، دون أن يضطروا في أي مجال، ولاسيما في القطاع المدرسي، إلى قبول برامج تربوية تتعارض مع معتقداتهم وقيمهم.

مختتمًا:  الكنيسة هي أم، وهي تسير إلى جانب الوالدين والعائلات لكي تدعمهم في مهمتهم التربوية. في هذه السنوات نحن نسير قدمًا بـ "ميثاق تربوي عالمي" من أجل تعزيز الالتزام المشترك مع جميع المؤسسات التي تهتمّ بالشباب. وفي الوقت عينه أيضًا بـ "ميثاق من أجل العائلة" بين فاعلين ثقافيين وأكاديميين ومؤسساتيين ورعويين، لكي نضع في المحور العائلة وعلاقاتها: الرجل والمرأة، الوالدين والأبناء، والروابط الأخوية. والقصد من ذلك هو التغلب على بعض "الثغرات" التي تضعف العمليات التربوية حاليا: الثغرة بين التربية والتعالي، والثغرة في العلاقات بين الأشخاص، والثغرة التي تبعد المجتمع عن العائلة وتخلق عدم المساواة وأشكال الفقر الجديدة.