رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تسرق فيلم "الخروج من الجنة" عبر تركيا.. ما القصة؟

هند رستم والأطرش
هند رستم والأطرش في فيلم الخروج من الجنة

فيلم "الخروج من الجنة"، بطولة المطرب فريد الأطرش والنجمة هند رستم، وأخرجه محمود ذو الفقار عام 1967، من الأفلام التي لا يعرفها، أو لم يشاهدها الكثيرين، ولهذا الفيلم قصة تستحق أن تروى.

هكذا سرقت إسرائيل فيلم “الخروج من الجنة”

وقصة سرقة إسرائيل لفيلم "الخروج من الجنة"، كما كشفتها مجلة “الموعد” اللبنانية، في عددها الـ 375، والمنشور بتاريخ 13 نوفمبر 1969، مليئة بالإثارة والتشويق.

يستهل محرر الموعد كشفه لحقيقة سرقة "الخروج من الجنة"، قائلا إن سرقة الفيلم ليست بالقصة الجديدة، لكن أهميتها تكمن في تعاون بعض المجهولين مع إسرائيل لسرقة الكنوز الفنية العربية والمصرية خاصة، من قبل عصابات مجهولة تسرق الأفلام وتبيعها مهربة إلى إسرائيل.

ويلفت محرر الموعد إلى أن خبر سرقة فيلم الخروج من الجنة"، كان قد أثير منذ عامين علي وجه التحديد ــ أي أن وقت سرقة الفيلم كانت في العام 1967 ــ فقيل أن عددا من الأفلام العربية واللبنانية بدأت تعرض في أراضي فلسطين المحتلة، ويومها ثار موزعو هذه الأفلام ومنتجوها، وطالبوا بالتحقيق في أمرها، ثم في ظروف غامضة جدا، لفقت القضايا، فلم يعد هناك من تحقيق ولا من يحققون، لماذا؟ لا أحد يدري؟

وكان المبرر للقلق في ذلك الوقت وفيما بعد، أن تلك الأفلام كانت في القدس عند وقوع الاحتلال الصهيوني، وطبعا استولت سلطات العدو على مكاتب التوزيع السينمائي، وعلى تلك الأفلام، وهناك من أكد أن عملية الاستيلاء لم تتم، ولكن هناك من عرض تلك الأفلام على دور العرض السينما الإسرائيلية، وباعها أياها بدون وجه حق، ولمجرد الكسب المادي.

ويمضي محرر الموعد في قصته عن سرقة إسرائيل لفيلم الخروج من الجنة"موضحا: والحكاية اليوم أدهي وأمر، فقد تطورت الحكاية إلي شكل أسوأ بكثير من قبل، وأدت إلي قرصنة جديدة، أو سرقة جديدة، أو تلاعب جديد، تقوم به كما يبدو عصابة تخصصت في سرقة الأفلام العربية وبيعها إلى العدو، فإن الدوائر المسئولة في القاهرة اليوم تحقق في فضيحة قد يكون لها أثرها في وضع قواعد جديدة للتوزيع السينمائي، بعد أن ثبت لديها أدانة بعض الموزعين وقيامهم بنشاط مشبوه لصالح العدو.

ويوضح: كانت مؤسسة السينما في القاهرة قد باعت أحد الموزعين الأردنيين فيلم الخروج من الجنة"، وهو بطولة: فريد الأطرش، وهند رستم، وليلى شعير، وأرسلت للموزع المذكور ثلاث نسخ من هذا الفيلم عن طريق مطار بيروت. وفي المطار، وقبل أن تسلم هذه الأفلام، فقدت إحدى النسخ، ولم يعثر لها على أثر، وبعد البحث والتفتيش والتدقيق، تبين أن هذه النسخة أخذت إلى طائرة مسافرة إلى تركيا بطريقة ما، وأنها انتقلت من تركيا إلى إسرائيل، وبعد أيام، وربما قبل أن يعرض هذا الفيلم في عدد من الدول العربية، عرض في صالات فلسطين المحتلة.

ومن جديد فتحت هذه الحادثة العيون على الطرق التي تهرب بها الأفلام العربية لإسرائيل، وعلي أكثر هذه الطرق تلاعبا، وبالتالي علي الخطط التي رسمتها إسرائيل لكي تستطيع استيراد الأفلام العربية وعرضها في نفس الوقت الذي تعرض فيه بالصالات العربية تقريبا.

ويشدد محرر الموعد على أن خطورة هذه الطريقة لا تنبع فقط من أنها طريقة سهلة جدا للتهريب، بأن الموزع حين يرسلها إلى تركيا، لا يجد موانع في طريقه، خاصة وأنها ترسل عن طريق الترانزيت، ولكنها تنبع من المضاعفات الأخرى التي قد تشير بشكل أو آخر إلى أن عملية التعاون بين بعض الموزعين وبين إسرائيل لا تعتبر عملية عابرة، بل هي مدروسة ولها أسس كثيرة.

ويدخل ضمن هذه الدراسة والأسس موضوع الأفلام المشتركة مع تركيا، سواء أكانت مصرية أو لبنانية، أو تدخل أيضا فيها إيران كطرف ثالث، ذلك لأن تهريب الأفلام المشتركة ممكن جدا من إيران، فهذه الأفلام تصور عادة في تركيا، وأي مانع لدي الموزع التركي، سواء أكان رغبته فقط، أو باتفاق سري مع الموزع العربي أو المنتج، علي أن تباع هذه الأفلام إلي إسرائيل وما الذي يضمن عدم بيعها إليها؟

ويتساءل محرر الموعد: ما الذي يمنع أن تكون إسرائيل ممثلة في مموليها في الشركات التركية هي التي وراء هذا الإنتاج المشترك، أي أنها تتولى تمويل الشركات التركية، أو إعطاء السلفيات للموزعين الأتراك وشركائهم لكي يتفقوا مع الممثلين العرب بحيث تعرض أفلامهم في إسرائيل في نفس الوقت الذي تعرض فيه في تركيا والدول العربية، بل وربما قبل ذلك؟ ومن يستطيع أن يعرف مدي علاقة بعض بعض الموزعين العرب، ومنهم صاحب حقوق عرض فيلم "الخروج من الجنة"، في هذا الموضوع بالذات، وهل يستبعد أن تكون إسرائيل علي علاقة وطيدة معهم. بطريقة غير مباشرة. لقد فتح تهريب فيلم الخروج من الجنة"، بهذه الكيفية العيون علي هذه الحقيقة، وعلي بعض الخطط التي تؤدي إلي تهريب الفيلم العربي إلي إسرائيل، ولا يستبعد أبدا أن يتغير كل نظام التوزيع السينمائي نتيجة لهذه الحقائق المؤلمة؟.