رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعتذار إسرائيل وضمانات القاهرة.. ما وراء قذيفة "كرم أبوسالم" الطائشة

معبر رفح البري
معبر رفح البري

في السادسة والنصف من مساء يوم الأحد 22 أكتوبر، فوجئ المصريون باعتذار رسمي من جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قذيفة ضلت الطريق، وقصفت موقعًا مصريًا قرب الحدود مع قطاع غزة المحاصر من نصف شهر، مخلفة أضرارًا طفيفة.
الاحتلال سارع بتوضيح أن القذيفة خرجت من دبابة قرب الحدود في منطقة كرم أبوسالم، مؤكدًا استعداده للتحقيق مبديًا أسفه.

ورغم الاعتذار وتقدير قوة مصر والاحتياط لرد فعلها، إلا أن الحادث أثار غضبًا واسعًا وتساؤلات عديدة لدى المصريين، قبل أن يخرج المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، موضحًا أنه خلال الاشتباكات القائمة في قطاع غزة أُصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية، بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ؛ مما نتج عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية.
وأفاد المتحدث العسكري للقوات المسلحة بأن الجانب الإسرائيلي قد أبدى أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه وجارٍ التحقيق في ملابسات الواقعة.

مسارعة إسرائيل إلى الاعتراف بما حدث والاعتذار، دليل على أنها تخشى من تأثير الحادث على الموقف المصري الراهن وعلاقته بإسرائيل التي تواجه انتقادات دولية بسب جرائمها في غزة.

والحوادث على الحدود واردة خاصة في ظل التصعيد الجاري في قطاع غزة، ولذلك أدركت مصر ذلك من البداية وحذرت من التصعيد وتداعياته.

ويعلم المصريون أن جاهزية الدولة للتعامل مع مثل هذه الاعتداءات "لا شك فيها"، كما أن إدراك الطرف الآخر لخطورة خطئه في ظل تلك الجاهزية هى الدافع وراء إعلانه الاعتذار بتلك السرعة، حتى دون انتظار طلب مصري في هذا الشأن.

وتعلم إسرائيل وغيرها أن "الحادث العارض" لن يثني مصر عن مواصلة ما تقوم به لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين وحماية القضية الفلسطينية من التصفية، ومنع تهجير أهالي غزة.

وهو أمر أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارًا آخرها في قمة القاهرة للسلام 2023، حيث قال إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا، مضيفًا: "سأكرر للعالم بوضوح لن يحدث تصفية للقضية الفلسطينية على حساب مصر".

ورغم الاعتذار الاسرائيلي إلا أن مصر ستطلب إجراء تحقيق كامل للوقوف على ملابسات الحادث، والأهم الحصول على كل الضمانات لعدم تكرار تلك الحادثة طبقًا لما تم في سوابق عديدة على الحدود بين مصر وإسرائيل بعضها كان من الجانب المصري وبعضها من الجانب الإسرائيلي.