رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جثث الشهداء تبدأ فى التحلل وثلاجات الموتى ممتلئة بالكامل.. غزة عاجزة عن إكرام موتاها (فيديو)

جثث الشهداء
جثث الشهداء

عجز مستشفى الشفاء في قطاع غزة عن استقبال جثامين جديدة لثلاجاته، وأصبحت  جثث الشهداء  أضعافا مضاعفة خارج أروقة المستشفى، لا تسعها سوى الأرض، مكشوفة فوقها، حتى إنها بدأت في التحلل بدلا من أن تحتضنها قبورها، وتُكرم بعد ارتقائها شهداء جراء القصف والغارات الإسرائيلية على قطاع غزة المستمر في عدوانه منذ 8 أيام.

امتلاء ثلاجات مستشفى الشفاء بقطاع غزة بالجثث

الشاحنات بانتظار دفن الأكياس البيضاء الملطخة بالدماء على الرصيف خارج مبنى الإدارة العامة للطب الشرعي، حتى إنه تعذر نقل الجثامين للمساجد للصلاة عليها ودفنها بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة.

 

ما يزيد من الحزن والقهر، أن وكالة أنباء العالم العربي، أوضحت أن بعض الجثامين عبارة عن عائلات بأكملها، الأمر الذي حال دون وجود شخص لتسلمها تمهيدًا لدفنها، وبعض الأكياس الصغيرة تشير إلى أن أصحابها أطفال صغار.

تحلل جثث الشهداء في قطاع غزة

في الخارج، العشرات أمام المستشفى يبكون على هذا المشهد المؤلم، وآخرون يحاولون مواساتهم، وفي الداخل، وغرفة الثلاجة تحديدا، وُضع الكثير من الجثث على الأرض بعد أن امتلأت الثلاجة بالجثث الأخرى.

 

من بين مواطني غزة، روى جمال المصري ما حدث في الحي الذي كان يقطن فيه والذي تم قصفه بالكامل، معربا عن صدمته مما فعلته إسرائيل.

أشلاء الجثث جراء القصف

وأوضح جمال المصري لقناة العربية، أن الحي بالكامل أصبح تحت القصف في وقت خلودهم للنوم،  ليدمر منزله ومنزل أخيه وجميع أهله وعدد من الجيران، ليشاهد بعينه موت الجميع وتحولهم إلى أشلاء، حتى إن أطفاله باتوا جثثا أمام عينه.

 

رغم ما حدث لجمال المصري، فإنه أكد صمود الفلسطينيين في أرضهم وعدم خروجهم من منازلهم، بقوله "هذا قدرنا" وفقا ما نقلته فرانس برس.

 

لم تكن قصة هذا الرجل الوحيدة في غزة، فهناك مئات الملكومين والثكلى، ضمنهم أم ظلت تقلب في الجثث الملقاة في مستشفى "شهداء الأقصى"، في المنطقة الوسطى من القطاع، لكنها ما لبثت أن انهارت بعد عدم في تعرفها على نجلها رامي حسين، البالغ من العمر 24 عامًا، الضابط في الشرطة الفلسطينية مع أن زملاء رامي أبلغوها بأنه على الأرجح، نقل إلى هذا المستشفى.

أطفال مفقودة بين الجثث

لم تنجح الأم بالتعرف على ابنها، بسبب تغير معالم جميع وجوه ورءوس هذه الجثث التي كان بعضها دون رءوس، لكن إحدى بناتها أشارت إليها أن تفحص الجثث من جديد وتركز على أصابع الرجل اليسرى، حيث إن أحد أصابع رامي قد بتر قبل عامين جراء حادث، وبالفعل أعادت الوالدة المنتحبة الكرة لتتأكد أن جثة رامي كانت الجثة السادسة من حيث الترتيب. 

فشل أم رامي أولا كان بسبب احتراق وجهه وتحول الجزء العلوي من جسمه إلى ما يشبه الفحم. وبعد وقت طويل من الصراخ والعويل قام أحد الممرضين بلف جثة رامي ببطانية ونقلها إلى سيارة الأجرة التي وصلت بها أمه وأخواته الثلاثة للمستشفى لكي يعود لبيت العائلة وليدفن بعد ذلك. 

 

استخدام إسرائيل في معظم عمليات القصف قنابل تزن الواحدة منها طنا، يؤدي إلى تشويه الجثث إلى درجة يصعب معها التعرف على القتلى. وبسبب العدد الكبير من القتلى، حتى إن هناك رءوسا كثيرة مقطوعة، وأجزاء من رءوس وأطراف وأشلاء لأجزاء مختلفة من الجسم، وبعض هذه الرءوس تم وضعها إلى جانب الجثث التي تعود لها، وبعضها من الصعب المواءمة بينها وبين بقية الجثث.

 

 

وشرح محمد الداعور، مراسل الغد، الوضع من أمام مجمع الشفاء الطبي بغزة، ليخبره أحد مغلسي الشهداء بأن ثلاجات الموتى امتلأت بشكل كامل، وهناك جثامين للشهداء بدأت بالتحلل، نظرا لعدم استطاعة أهاليهم الوصول إلى المستشفى لتشييع جثامينهم ودفنهم، أو لعدم تعرف أهاليهم عليهم، أو لأن إسرائيل مسحت هذه العائلات من السجل المدني.

 

وأضاف خلال مداخلة عبر الصوت والصورة في النشرة الإخبارية على قناة "الغد"، اليوم الأحد، أن المغسلين أخبروه أن رائحة الموتى الآن باتت صادمة، بسبب تحلل الجثامين بشكل كبير جدا، موضحا أن الجثامين بداخل ثلاجات الموتى، يوجد أضعاف أضعافها موجودة على الأرض تنتظر وصول من يعرفهم لتشييع صلاة الجنازة عليهم ودفنهم.

 كاميرا بي بي سي، رصدت تكدس جثامين القتلى من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في مستشفى الشفاء، وذلك بسبب امتلاء ثلاجات الموتى وعدم وجود أماكن لهذا العدد المتزايد من الجثث.

 

وحسب مدير مستشفى الشفاء، فإن انقطاع الكهرباء في القطاع سيؤثر على المستشفيات بشكل كبير، ويضع القطاع الصحي في حالة خطر شديد، حيث توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود منذ الأربعاء.

 

المثير للحزن في كثير من المواقع التي تعرضت للقصف المدمر، أن الناس الذين قاموا بعمليات نقل الجثث، تركوا خلفهم الكثير من الأشلاء، وهم يحاولون الانسحابَ من الأمكنة بأقصى سرعة خشية أن تتعرض لعمليات قصف جديدة، كما حدث أكثر من مرة.