رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار حرب أكتوبر.. وثائق أمريكية تكشف فشل الـ“CIA” في التنبوء بالعبور

انتصارات حرب أكتوبر
انتصارات حرب أكتوبر

يكشف كتاب  أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية، للباحث الأمريكي ويليام بير، الأستاذ بجامعة جورج واشنطن، عدد كبير من الأسرار، مثل إخفاق وتخبط المخابرات المركزية الأمريكية في التنبوء بـ حرب أكتوبر 73، ووصول تحذيرات مبكرة لإسرائيل عن هجوم مصر ونصيحة كيسنجر لها بتفادي القيام بعمليات استباقية وغيرها.   

إخفاق المخابرات الأمريكية في التنبوء بحرب أكتوبر

يشير مؤلف كتاب أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية، ويليام بير، إلي الهزيمة المدوية التي منيت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو ما تعرف بــ “CIA”، في قراءة المشهد الإقليمي قبيل حرب أكتوبر 73، فوفقا لما ذكره رئيس رئيس قسم المخابرات في وزارة الخارجية الأمريكية “راي كلاين”: كانت الصعوبة التي واجهتنا تعود في جانب منها إلي أننا تعرضنا لعملية غسيل مخ من جانب الإسرائيليين الذين قاموا أيضا بعملية غسيل مخ لأنفسهم".

ويستشهد  “بير” علي تحليله عن إخفاق المخابرات الأمريكية بالوثيقة “1” مذكرة من مجلس الأمن القومي الأمريكي بعنوان “دلائل علي وجود نيات عربية لبدء الأعمال العدائية بتاريخ الأول من مايو 1973.

وتشير الوثيقة إلي حديث الرئيس السادات مع مجلة “نيوز ويك” الأمريكية والذي قال فيه: "إن الوقت قد حان لإحداث صدمة”، ولكن أحدا لم يكن يعتقد في ذلك الوقت أنه كان لديه خطة عملية للحرب ولكن الواقع أن السادات كان قد توصل إلي هذا القرار في نحو أكتوبر 1972، وهو الأمر الذي احتفظ به سرا بإتقان حتي موعد وقوع الحرب.  

 

ما أغفلته المخابرات الأمريكية 

ويلفت “بير” في كتابه “أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية، إلي وجود عدة مؤشرات تفيد بوجود حالة من عد الاستقرار في المنطقة مثل احتمال وقوع أزمة في الشرق الأوسط بعد تلميح السعودية بإنها قد تستخدم سلاح النفط في غياب تسوية سياسية في الشرق الأوسط وهجوم إسرائيل علي مقار منظمة التحرير في لبنان.

 وفي نفس الوقت بدأت الدول العربية في اتخاذ تحركات عسكرية تفيد باحتمال وقوع تحرك ما. ولكن المحللين في مجلس الأمن القومي الأمريكي الذين أعدوا هذه الوثيقة رأوا أن المؤشرات المختلفة التي وصلت إليهم من أجهزة المخابرات قبيل تحريك صواريخ أرض ــ جو ومقاتلات ورفع حالة استعداد القوات ووجود خطط للحرب، كلها تفيد بأن هذه الدول ”تعد للحرب"، ولكنهم في نفس الوقت لم يكونوا علي يقين إذا ما كانت هذه التحركات تفيد وجود نية حقيقية للهجوم أو أنها حيلة لممارسة الضغط النفسي علي تل أبيب وواشنطن.

ويضيف “بير”: اعتبر التقرير أنه يمكن التوصل لخلاصة آمنة مقتضاها “أنه مهما كانت نيات القادة المصريين والعرب في هذه المرحلة، فإن إطار تصرفاتهم حتي الآن، لا يوفر أساسا عقلانيا للعرب لكي يقوموا بشن هجوم في موعد مبكر”. 

وأضاف أنه من المستبعد أن يقوم السادات بأي تحرك ــ وفق المذكرة ــ “خلال الستة أسابيع القادمة”، وغالبا ليس قبل “اجتماع الجمعية العامة المقبل”، والذي كان مقررا في نهاية سبتمبر.

مذكرة قسم رعاية المصالح الأمريكية بالقاهرة

ويتضمن كتاب أسرار حرب أكتوبر في الوثائق الأمريكية، عدد كبير من الوثائق والمذكرات التي لم يلتفت لها صناع القرار الأمريكي فيما يخص استعدادت مصر لـ حرب أكتوبر 73 بعكس السوفيت، حيث يذكر “بير” أنه وخلال الأسابيع التي سبقت الحرب، كان السوفيت يرون أن الموقف يزداد خطورة، ولكنهم كالأمريكيين والإسرائيليين لم يروا أن “استئناف القتال كان محتملا بالمرة”، ولكنهم بدءوا في إجلاء رعاياهم بعد أن علموا بقرار الحرب، ولكن ليس التوقيت المحدد، قبل أيام من وقوعها. 

ومع تقدم الحرب، تمكن الدبلوماسيون الأمريكيون في القاهرة من التقاط بعض الشائعات حول المعرفة السوفيتية المسبقة والجدل الذي دار في مصر حول قرار الحرب من أحد الروس والمشتبه في أنه يعمل لصالح المخابرات السوفيتية، وهو “ليو يدراشينكوف”. وكان غطاؤه الرسمي هو عمله كنائب لمدير مكتب وكالة أنباء تاس الروسية.