رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان يوجه رسالة للمشاركين في اللقاء الرابع لاقتصاد فرنسيس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

وجّه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسالة إلى المشاركين في اللقاء السنوي الرابع لاقتصاد فرنسيس الذي يُعقد في أسيزي

وقال البابا فرنسيس في رسالته: من الجميل أن ألتقيكم مرة أخرى بعد عام واحد من حدث أسيزي، وأن أعرف أن عملكم في إحياء الاقتصاد مستمر بنجاح وحماس والتزام. لقد سمعتم مني كثيرًا قولًا مفاده أن الواقع أسمى من الفكرة. 

وتابع: ومع ذلك، فإن الأفكار تُلهم، وهناك فكرة محددة تسحرني منذ أن كنت طالبًا شابًا في اللاهوت. يُطلق عليها باللغة اللاتينية اسم "coincidentia oppositorum"، وتعني وحدة الأضداد. وفقًا لهذه الفكرة، يتألف الواقع من أقطاب متضادة، من أزواج تتعارض فيما بينها.

تابع البابا فرنسيس: كل نظرية هي جزئية ومحدودة، لا يمكنها أن تدعي أنها تستطيع أن تحتوي أو تحل الأضداد بشكل كامل. وهكذا هو الحال أيضًا بالنسبة لكل مشروع إنساني. إنّ الواقع يهرب على الدوام.

وأوضح: لذلك، كشاب يسوعي، بدت لي هذه الفكرة عن وحدة الأضداد كمفهوم فعّال لفهم دور الكنيسة في التاريخ. ولكن إذا فكرتم جيدًا، فهي مفيدة أيضًا لكي نفهم ما يحدث في اقتصاد اليوم. الكبير والصغير، والفقر والغنى، والعديد من الأضداد الأخرى موجودة أيضًا في مجال الاقتصاد. 

الاقتصاد هو جناحات السوق

وأكد البابا أن الاقتصاد هو جناحات السوق بمحلات بيع البضائع، وكذلك عقد العمليات في الأسواق المالية العالمية. هناك الاقتصاد الملموس المكوّن من وجوه ونظرات وأشخاص، من بنوك وشركات صغيرة، وهناك الاقتصاد الكبير لدرجة أنه يبدو مجردًا وهو اقتصاد الشركات الكبيرة والدول والبنوك وصناديق الاستثمار. 

مضيفًا: أن هناك اقتصاد المال والمكافآت والرواتب العالية بجانب اقتصاد الرعاية والعلاقات الإنسانية والرواتب المنخفضة جدًا للعيش بشكل كريم. أين تكمن وحدة هذه الأضداد؟ تكمن في الطبيعة الحقيقية للاقتصاد: أن يكون مكانًا للإدماج والتعاون، وإنتاج مستمر للقيمة التي يجب إنشاؤها وتداولها مع الآخرين. إن الصغير يحتاج إلى الكبير، والملموس يحتاج إلى المجرد، والعقد يحاج إلى العطية، والفقر إلى الغنى المشترك.

وأضاف أن الاقتصاد المتكامل هو الاقتصاد الذي يُصنع مع الفقراء والمستبعدين، وغير مرئيين، والذين ليس لديهم صوت ليتم سماعهم، ولصالحهم. علينا أن نكون هناك، على هوامش التاريخ والحياة، وبالنسبة للذين يكرسون أنفسهم لدراسة الاقتصاد، أيضًا على ضواحي الفكر، التي لا تقل أهمية.

واختتم: “أيها الشباب الأعزاء، لا تخافوا من التوترات والصراعات، حاولوا أن تعيشوا معها وتؤنسنوها يوميًا. أنا أوكل إليكم مهمة أن تحافظوا على البيت المشترك وأن تتحلوا بالشجاعة للمضي قدمًا في المسيرة. إنها مهمة صعبة، ولكنني أعرف أنكم قادرون على التغلب عليها لأنكم تفعلون ذلك. أعلم أنه ليس من البديهي أن تُدرجوا جهودكم وتشاركوا أحلامكم داخل كنائسكم وبين الوقائع الاقتصادية في المناطق التي تعيشون فيها. إنَّ الواقع يبدو معقدًا، وغالبًا ما يكون كالتربة التي لم يمطر عليها لفترة طويلة. لا ينقُصنّكم الصبر والتصميم لكي تسمحوا للعالم بأن يعرفكم ولكي تقيموا علاقات أكثر استقرارًا وخصوبة. إنّ الرغبة في عالم جديد هي أكثر انتشارًا مما يبدو. لا تنغلقوا على ذواتكم: الواحات في الصحراء هي أماكن يجب أن يتمكن الجميع من الوصول إليها، مفترقات طرق حيث يمكنكم أن تتوقفوا فيها وتنطلقوا مجدّدًا مختلفين”.