رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان: هدرنا للغذاء سلب له من أيادي الفقراء

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

 وجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة إلى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة السيد شو دونيو، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بفقد الأغذية وهدرها.

 و شكر البابا فرنسيس "دونيو" في بداية رسالته على توفيره هذه الفرصة، كي يوجه تحية قلبية إلى جميع المشاركين في اللقاء الذي تعقده المنظمة بمناسبة هذا اليوم.

 وقال، إن فقراء العالم ومعوزيه، الذين يجمعون بقايا الغذاء الذي يلقي به آخرون، هم مَن ينظرون اليوم إلى هذا اللقاء، وأن الشباب هم مَن يطالبوننا بوضوح بأن نقضي بشكل نهائي على فقدان وهدر الغذاء من تبعات على الأشخاص وعلى الأرض، كما أننا مطالبون بوعي أكبر كي لا تتكرر هذه الأفعال الضارة.

 وأكد قداسته أن ما نلقي به في القمامة هو غذاء نسلبه بظلم من أيادي مَن هم محرومون منه، كما وشدد على ضرورة إنعاش وعينا بالانتماء إلى عائلة بشرية واحدة.

 وتابع بابا الفاتيكان، أن آفة فقد الغذاء وهدره تثير القلق مثل آفة الجوع التي تضرب البشرية بقسوة، وقال إنه يربط بين هاتين المأساتين لأنه يعتبرهما مشتركتين في جذر واحد، ألا وهو الثقافة السائدة التي نزعت عن الغذاء قيمته جاعلة منه مجرد سلعة تبادلية، وتضاف إلى هذا اللامبالاة العامة إزاء الفقراء، إلى جانب غياب العناية بالخليقة وما لذلك من تبعات ضارة.

الأنانية تجعل كثيرين يتصرفون بشكل غير مسؤول 

وتابع البابا فرنسيس أن كل هذه التصرفات، التي يمكن اعتبارها ناتجة عن الأنانية، تجعل من جهة كثيرين يتصرفون بشكل غير مسؤول ومبالغ فيه من خيور أساسية، وتؤدي من جهة أخرى إلى عدم الاستياء أمام رؤية أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لا تتوفر لهم ضروريات العيش

وأضاف قداسته ان هذه الأنانية تَبرز أيضا في منطق الربح السائد الذي يحدد العلاقات الاجتماعية، وفي الاستغلال غير العقلاني والشرس للموارد الطبيعية.

 انتشار الجوع في العالم هي غياب رغبة سياسية ملموسة في توزيع خير الأرض بشكل عادل

وشدد البابا فرنسيس، في رسالته على أنه لا يمكن أبدا اعتبار الغذاء مشكلة، كما ولا يمكننا الاستمرار في اعتبار النمو السكاني في العالم سبب عجز الأرض عن تغذية الجميع بشكل كافٍ، وذلك لأن الأسباب الحقيقية لانتشار الجوع في العالم هي غياب رغبة سياسية ملموسة في توزيع خير الأرض بشكل يجعل الجميع يستفيدون مما تهبنا الطبيعة، وأيضا التوزيع المستهجَن للغذاء انطلاقا من التطلع إلى المكاسب الاقتصادية.

وعن كيفية إنهاء فقد الغذاء وهدره قال البابا فنسيس إن من الضروري استثمار موارد مالية وتوحيد النوايا والانتقال من التصريحات إلى اتخاذ قرارات بعيدة النظر وحاسمة، ولكن يجب في المقام الأول تعزيز قناعتنا بأن الغذاء الملقى به هو إساءة إلى الفقراء. 

وتابع قداسته أن من الضروري أن يدفع حس العدل إزاء المعوزين كل واحد منا إلى تغيير حاسم في العقلية وفي التصرفات.