رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في مقابلته العامة.. البابا فرنسيس يتحدث عن زيارته إلى مرسيليا

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أجرى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتطرق خلالها – كما جرت العادة في أعقاب كل زيارة رسولية – إلى الزيارة التي قادته الأسبوع الفائت إلى مارسيليا بفرنسا، وبعد أن شارك في الجلسة الختامية للقاءات البحر الأبيض المتوسط، صباح السبت الماضي، وشدد الحبر الأعظم على ضرورة أن يكون المتوسط مختبرا للحضارة والسلام.


استهل البابا كلمته مذكرا بأنه توجه إلى مارسيليا الفرنسية ليشارك في اللقاءات المتوسطية، والتي شهدت مشاركة أساقفة ورؤساء بلديات من حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى عدد كبير من الشبان بهدف توجيه الأنظار نحو المستقبل. ولفت إلى أن هذا الحدث جرى تحت عنوان "فسيفساء رجاء"، موضحا أن هذا هو الحلم وهذا هو التحدي، أي أن يستعيد المتوسط دعوته، وأن يكون مختبراً للحضارة والسلام.

 

المتوسط مهد الحضارة

بعدها ذكّر فرنسيس بأن المتوسط هو مهد الحضارة، والمهد هو من أجل الحياة، وليس من المقبول أن يتحول إلى مقبرة، ولا إلى فسحة للصراعات، معتبرا أنه يتعين على المتوسط أن يقف في وجه صراع الحضارات والحرب والاتجار بالبشر، خصوصا لأنه يربط بين أفريقيا، آسيا وأوروبا، ويربط بين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب. ويربط أيضا بين الأشخاص والثقافات والشعوب واللغات والفلسفات والأديان.

 

 

ولفت البابا إلى أن البحر يمكن أن يصبح خطيراً، بيد أن مياهه تحتفظ بكنوز الحياة، كما أن رياحه وأمواجه تحمل مراكب متنوعة. 

 وذكّر فرنسيس بأنه منذ ألفي سنة انطلق من ضفافه الشرقية إنجيل يسوع المسيح. ومضى إلى القول إن هذا الأمر لا يتحقق بسحر ساحر، ولا يتحقق بشكل نهائي، بل هو ثمرة مسيرة يتعين على كل جيل أن يجتاز جزءاً منها، وأن يقرأ علامات الأزمنة التي يعيش فيها.

وأشار إلى أن لقاء مارسيليا جاء بعد لقاء باري عام ٢٠٢٠ ولقاء فلورنسا العام الماضي. ولم يكن بالتالي حدثاً منعزلاً، بل جاء كخطوة إلى الأمام في مسيرة انطلقت مع "حوارات المتوسط" التي نظمها العمدة جورجيو لا بيرا في فلورنسا في أواخر خمسينيات القرن الماضي. وجاء اللقاء خطوة إلى الأمام للاستجابة للنداء الذي أطلقه البابا بولس السادس في رسالته العامة "ترقي الشعوب"، داعيا إلى تعزيز عالم أكثر إنسانية للجميع، نكون فيه قادرين على الأخذ والعطاء، دون أن يشكل تقدّم البعض عائقاً أمام الآخرين.

وتساءل عن مخرجات لقاء مارسيليا، مضيفا أن منه انطلقت نطرة إلى المتوسط يمكن وصفها بالإنسانية بكل بساطة، لأنها قادرة على ربط كل شيء بالقيمة الأساسية للكائن البشري وكرامته غير القابلة للتصرف. وقد انطلقت منه أيضا نظرة رجاء، خصوصا عندما يتم الإصغاء إلى شهود عاشوا أوضاعا لا إنسانية وهكذا ينقلون إليها "إعلان رجاء".