رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: الرسول كان رحمة مهداة للعالمين إلى يوم الدين

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي مصر السابق، إن سيدنا النبي- صلى الله عليه وسلم- يصف نفسه، ويقول: «إنما أنا رحمة مهداة» فهدى الله هذه الرحمة للعالمين إلى يوم الدين؛ بل من لدن آدم إلى يوم الدين في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أنه عليه الصلاة والسلام علمنا أن هذا الكون يسبح، ويعبد ربه، ويسجد له، ويبكي ويفرح، وَيُحِب وَيُحَب.


وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسبح الحصى في يديه، فتسمع الصحابة ذلك على سبيل المعجزة والآية. هو لا يبني خطابه للناس على هذا، ولكن كان في هذا تثبيتٌ لقلوب بعضهم، أن يستمعوا إلى الحصى وهو يسبح {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}، ويقول تعالي: {وَلِلهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} نعم، إنهم يسجدون ويعبدون ويسبحون، وكل ما في الأرض؛ من جن وإنس، من حجر ومدر، فارحم نفسك ولا تعارض الكون بما فيه؛ فقد سلم الكون أمره لله فسلم أمرك لله، وسلم الكون عبادته لرب الخلق أجمعين فافعل كذلك حتى تكون في نفس الاتجاه، وفي نفس التيار، وإلا كنت تسبح ضد هذا الكون في تسبيحه وسجوده لرب العالمين، فلا ترحم نفسك، مؤكدًا أنه علمنا أن هذه الكائنات وهذه الجمادات فيها تفاعل، ويجب عليك أن تتفاعل معها، وأن تكون العلاقة بينك وبينها هي الرحمة والعمران، والتعمير لا التدمير.

علي جمعة يوصي الناس بالتراحم

وتابع: "كان سيدنا- صلى الله عليه وسلم- يخطب- فيما أخرجه البخاري- على جذع نخلة، فلما أتاه المنبر، حَنَّ هذا الجذع، وَأَنَّ أنينًا، حتى إنه أشفق عليه، فنزل من منبره الشريف في وقت خطبة الجمعة، وضمه إلى صدره، فسكن، يعلمنا بذلك أن هذا الكون ينبغي علينا أن نرحمه، وإن كنا لا نفقه تسبيحهم".

وطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بأن يتراحم الناس، لأن الرحمة هي التي بدأ الله بها جماله علينا، فقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فالرحمة أساس الحب، وأساس التعاون، وأساس العمران، وأساس الكرم، وأساس كل خير، فلنتراحم ولا تنزع الرحمة من قلوبنا، فإن القلوب القاسية لا ينظر إليها رب العالمين.