رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ربّ ضارة نافعة".. قيود "بنما" التي فرضتها "النينو" مكاسب لقناة السويس

قناة السويس
قناة السويس

ربّ ضارة نافعة ذلك ما ينطبق عليه القول في الأزمة الأخيرة التي تشهدها قناة بنما، والتي كانت التغيرات المناخية هي المتسبب الرئيسي بها، وذلك بسبب ما شهدته القناة من جفاف شديد نتج عن ظاهرة "النينو" التي أدت إلى إعاقة الملاحة بها فأصبحت بذلك قناة السويس هي المستفيد الأول من تلك الأزمة بوصفها البديل الوحيد.

وقناة بنما تعاني نقصًا في مياه الأمطار اللازمة لنقل السفن عبر سلسلة من البوابات الضخمة وهي التي تعمل بمثابة مصاعد مائية تتيح رفع السفن من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى البحر، وهو الأمر الذي جعل هيئة القناة تقيد حركة الملاحة فيها لمدة عام كامل، وذلك بعدما بدأت منذ فترة وجيزة اتخاذ إجراءات بسبب الجفاف الذي أدى لانخفاض مستوى المياه اللازمة لتشغيلها.

عدد السفن التي تعبر يوميًا خلالها خفضت من 40 إلى 32

إذ خفضت القناة التي يمرّ عبرها ستة بالمئة من حركة التجارة البحرية العالمية وتحديدًا في 30 يوليو الماضي عدد السفن التي يُسمح لها بالعبور من خلالها يوميًا من 40 إلى 32، كما دفع الجفاف الذي زادته سوءًا ظاهرة "إل نينيو" المناخية، إدارة القناة إلى السماح بعبور سفن لا يتجاوز عمق هيكلها تحت سطح المياه 13,11 مترا.

وقناة بنما هي ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتُعد واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم.

قناة السويس هي البديل الوحيد والقادر

من جانبه أكد عادل لمعى رئيس غرفة ملاحة بورسعيد ورئيس لجنة النقل فى جمعية رجال الأعمال المصريين في حديثه لـ"الدستور"، أن التغيرات المناخية التي أصابت العالم وما نتج عنها من حدوث ظاهرة "النينو" تسبب في جفاف شديد أصاب القناة وأعاق الملاحة فيها، وهو ما نتج عنه أن أصبح في الوقت الحالي هناك أكثر من 200 سفينة بها تنتظر العبور، مشيرًا إلى أن هذا العدد يعد ضخمًا للغاية ويوضح مدى الأزمة التي تشهدها تلك القناة.

وتابع لمعي أن ذلك العدد الكبير من السفن المنتظرة أيضًا جعل أصحابها يجهلون الوقت الذي  ستعبر سفنهم خلاله بل أطال من فترة العبور لتصبح أسابيع على سبيل المثال بعد أن كانت يومين مثلًا.

وأضاف رئيس غرفة ملاحة بورسعيد أن هذا التعطيل للسفن داخل القناة بفعل تأثيرات المناخ عليها، مثّل كذلك عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على أصحاب هذه السفن، وهو ما جعلهم يفكرون باللجوء إلى البديل مشيرًا إلى أن البديل الوحيد هنا هو قناة السويس، وهو الأمر الذي جعل أزمة بنما تصب في صالح البلاد.

وأكد لمعي على أن قناة السويس قادرة على استيعاب أعدادًا هائلة من السفن، وبارتفاعات ضخمة، موضحًا أن 95% من السفن العابرة في العالم هي بالفعل تمر عن طريقها، وهو ما يعني أنها مؤهلة للقيام بدور قناة بنما بكل سهولة.

وكانت قد قالت نائبة مدير هيئة القناة إيليا إسبينو لوكالة فرانس برس، إن تمديد هذه الفترة في القيود سيستمر إلا في حال تساقط أمطار غزيرة في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر بشكل يتيح ملء الحوض الذي يغذي القناة ويملأ البحيرتين.

وقالت إسبينو: "الهيئة قادرة على التعامل بسهولة مع صف انتظار من 90 سفينة... لكن 130 أو 140 تتسبب لنا بمشكلات وتأخيرات".

 

يُذكر أن كل من بحيرتي ألاخويلا وغاتون الصناعيتين يزودا القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم،  لكن مستواهما انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف تعاني البحيرة من انخفاض منسوب المياه فيها بسبب موسم جفاف يضرب بنما، إذ أنه على مدار السنوات منذ 2015 وحتى 2023، كان أعلى معدل للمياه في البحيرة 88 قدما، بينما يتجه المنسوب حاليًا في البحيرة إلى حدود 78 قدمًا.

وهو الأمر الذي أدى إلى إعلان قناة بنما، خفض عمق غاطس  السفن المارة عبرها عدة مرات، إذ أنه منذ مايو الماضي تم خفض الغاطس من 45 قدمًا إلى 44.5 قدم، ثم تم خفضه مرة أخرى إلى 44 قدماً، ثم إلى 43.5 قدم.

قناة السويس أعلى إيرادات وأكثر أعداد سفن

وعلى الجانب الآخر فحسب الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس شهدت قناة السويس زيادة كبيرة في أعداد السفن العابرة ، وفي عام 2021 تحديدًا وصل إجمالي أعداد السفن إلى 22032 سفينة مقابل عبور 19047 سفينة خلال العام المالي 2020-2021، بفارق 2985 سفينة، بنسبة زيادة قدرها 15.7%.

كما سجلت قناة السويس أعلى معدل عبور يومي في تاريخها، يوم 13 مارس الماضي، بلغ 107 سفن، بحمولة 6.3 مليون طن، كما كما سجلت إيراداتها 802 مليون دولار في يناير 2023، محققة أعلى إيراد شهري في تاريخها.

وتعد قناة السويس هي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، كما أن إيراداتها أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر.

 

أقرأ أيضًا: