رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتباسات من كتاب 25 قصة نجاح لـ رءوف شبايك (1)

25 قصة نجاح
25 قصة نجاح

هل النجاح ضربة حظ، أو شيء نادر يحدث مرة ولا يتكرر، هل الناجحون ولدوا ليكونوا كذلك، وهل الفاشلون في الحياة مقدر لهم الفشل، تأتي على كل واحد منا فترات يشعر فيها بأشد درجات الإحباط، ويتشح له فيها كل شيء بالسواد ويصور له تفكيره أن ما حدث هو نهاية الطريق، فهل الأمر كذلك؟ 

في كتاب 25 قصة نجاح لـ رءوف شبايك، قصص لأشخاص تخطوا الصعاب والعقبات واستمروا في العمل الدؤوب حتى أدركوا النجاح، وفي السطور التالية نستعرض ثلاثة من الشخصيات التي تناولها الكتاب:

ديفيد ساندرز – مخترع خلطة كنتاكي - ولد ساندرز لأسرة فقيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والده يعمل في مناجم الفحم، توفي والده عندما بلغ السادسة من عمره  فاضطرت والدته للخروج إلى العمل وترك ساندز يهتم بأخيه ذي الثلاث سنوات وأخته الرضيعة، وفي سن السابعة كان ساندرز قد أتقن طهي العديد من الأطباق منها الدجاج المقلي في الزيت ثم تنقل في صباه في عده وظائف حتى بلغ سن الأربعين عندما بدأ يطهو الدجاج للمارين على محطة وقود وبدأت شهرته تزيد وعلى مدار تسع سنين تالية تمكن ساندز من إتقان فن طهي الدجاج وتمكن من إعداد خلطته السرية المكونة من 11 نوع من التوابل ، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى أن محافظ مدينة كنتاكي أنعم على ساندرز وعمره 45 سنة بلقب كولونيل تقديرًا لإجادته للطهي ولكن حدثت كارثة عندما تم تحويل الطريق العام فلم يعد يمر على البلدة التي يوجد بها مطعم ساندرز فانصرف عنه الزبائن واضطر لبيع كل ما يملكه بالمزاد وكان عمره وقتها 65 عامًا ،لم ييأس ساندرز وقرر أن يطهو الدجاج ويعرض على ملاك المطاعم الحصول على مقابل مادي لكل دجاجة  يبيعها  المطعم وبعد مرور 12 عام كان هناك أكثر من 600 مطعم في الولايات المتحدة الأمريكية يبيعون دجاج كولونيل ساندرز، وفي عام 1964 عندما بلغ ساندرز سن 77 قرر أن يبيع كل شئ بمبلغ 2 مليون دولار وألف كتابه بعنوان "الحياة كما عرفتها كانت شهية بدرجة تدفعك للعق الأصابع" والذي نشر عام 1974، وهكذا نجد أنه رغم طفولته البائسة اتقن فن الطهي ورغم أنه لم تبدأ شهرته إلا في سن الأربعين لكنه لم ييأس حتى عندما بيع مطعمه في المزاد وكان عمره 65 عاًما لم يفكر في التقاعد واصل العمل الدؤوب والاطلاع على كل جديد في مجال الطهي حتى أصبح علامة مميزة، وصاحب أشهر خلطة دجاج عرفها التاريخ.

كلايد بيزلي، مخترع لعبة جولف الطاولة: يُعتبر كلايد بيزلي واحدًا من أشهر الأثرياء في العالم والذي استطاع أن يتحوّل من سجينٍ في أحد السجون الأمريكيّة إلى واحد من أشهر الأثرياء في العالم، كان كلايد يعشق الرياضة ويتابعها باستمرار وذات يوم كان يتابع تصفيات لعبة الجولف في السجن وتوقفت اللعبة بسبب سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار .. فكر كلايد كيف يمكن لشخص أن يمارس اللعبة متحديًا سوء الأحوال الجوية فقام باستخدام قطعة ورق وبدأ يرسم مخطط لتصميم طاولة خاصة للعب الجولف تشبه لعبة البلياردو مع ادخال تعديلات بسيطة عليها، وبعد مرور 3 سنوات خرج كلايد من السجن نتيجة حسن سلوكه وبدأ في تنفيذ مشروعه، فاشترى قطعة خشب وبعض الأدوات البسيطة التي لا تتجاوز قيمتها 200 دولار ووجه دعوة لأصدقائه وأفراد عائلته ليتشاركوا معه هذه التجربة الفريدة، وبمرور الوقت فكر كلايد كيف يمكن استغلال اختراعه لتسويق الفكرة وجني أرباح، واتجه للأندية الرياضية ليعرض عليها مشروعه، بعضهم وافق والبعض الآخر رفض، وفي إحدى المرات اقترح عليه مالك إحدى المحلات الرياضية أن يعرض فكرته الخاصة في معرض البلياردو الذي يقام سنويًا في ولاية لاس فيجاس وبالفعل نالت الفكرة إعجاب احدى شركات البلياردو وبدأت تصنيع طاولة الجولف، وهذه المرحلة كانت نقطة تحول فاصلة في حياة كلايد بيزلي الذي تحول من شخص منبوذ من المجتمع إلى شاب مبدع وثري.

أنتوني برجيز، قاهر مرض السرطان: هى قصة رجل كان يهمل موهبته الأدبية وانشغل بالحياة العملية فكان يعمل بمهنة التدريس حتى سن 43، وذات يوم ذهب ليمارس مهنته كأستاذ وفجأة وقع على الأرض وبعد ذهابه إلى المستشفى، أبلغه الأطباء بأن لديه ورم خبيث و سوف تنتهي حياته بعد عام أو أقل .. عندما عاد انتوني إلى بيته جلس يفكر فيما سيتركه لزوجته زميلة دراسته الجامعية من بعده ولم يجد انتوني حلًا أفضل من أن يجلس ويكتب ويؤلف رواياته لتستفيد هي من عوائد بيعها بعد موته ، وحين انتهت مهلة العام كان أنتوني قد انتهى من تأليف خمس قصص ونصف ولكنه لم يمت كما كان متوقعًا له !لقد ضمر الورم السرطاني حتى اختفى واعتقد الأطباء بأن تشخيص انتوني ربما كان خاطئًا.

وفي السطور التالية نتعرف على قصة حياة أنتوني برجيز:

ولد أنتوني برجيزعام 1917. بمدينة مانشستر ،كان والده يعمل” صرافًا “وبجانب ذلك كان يعمل عازف بيانو في أوقات الفراغ، أما والدته فقد توفيت بعد أن أنجبته بعامين فقط.

بدأت حياة انتوني بجهوده الشخصية فكان يقوم بتعليم نفسه بنفسه واستطاع أن يلتحق بالجامعة وبعد أن تخرج منها عمل انتوني عامل اسعاف للمصابين في الحرب العالمية الثانية وكان شغوفًا جدًا بالموسيقى فكان يشارك في الفرق الموسيقية التي يقوم بها الجنود من أجل الترفيه.

في عام 1942 تزوج انتوني برجيز من سيدة كانت معه في الجامعة ” لين ” ..  لين كانت تشعر بحب انتوني للكتابة فكانت دائمًا تقف بجانبة وتشجعه على أن يكون كاتبًا ولكن في عام 1968 أصيبت لين بمرض التليف الكبدي وتوفيت على أثره 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انتقل انتوني إلى العمل بالتدريس وانشغل به ولكنه كان  ينتظر الوقت الذي يجلس فيه حاملًا ورقة وقلم من أجل الكتابة،وحين علم من الأطباء أنه لم يعد لديه سوى عام واحد ليعيشه ترك التدريس وكرس كل طاقته وجهده في التأليف 

في عام 1949 استطاع انتوني ان ينتهي من أول رواية له وأطلق عليها اسم ” رؤية المعركة ” ولكنه لم يقم بنشرها إلا في عام 1965.

في عام 1964 استطاع أن يقوم بتأليف 11 قصة، تحول الكثير منها  فيما بعد إلى أفلام سينمائية وكان أشهرها قصة ” A Clockwork Orange ”و هي قصة عن لندن وحتى وفاة انتوني عن 76 عامًا بمرض سرطان الرئة كان قد ألف أكثر من 70 قصة ونشر ما لا يحصى من المقالات الصحفية بأسماء كثيرة مختلفة ومستعارة، وكان أنتوني يكتب في اليوم مالا يقل عن 1000 كلمة .. ولم ينسى شغفه بالموسيقى فاستطاع أن يقوم بتأليف قطع موسيقية سيمفونية أوبرالية.

وهكذا نرى كيف تعامل أنتوني برجيز مع محنة المرض التي حولت حياته من مجرد أستاذ كان من الممكن أن ينتظر قدوم الموت إلى كاتب مبدع غزير الإنتاج وكيف تحول كلايد بيزلي من مجرد سجين إلى شخص مرموق في المجتمع من خلال التصميم والإرادة ووضع خط،ة وكيف استطاع ساندرز أن يتغلب على كل ما واجهه من صعاب .. جميعهم أتقنوا العمل ولم يستسلموا لليأس فكانوا نماذج مشرفة وللحديث بقية.