رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سفراء الأزهر» فى زيارة لمركز توثيق التراث بالقرية الذكية

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

واصل مشروع «سفراء الأزهر» التابع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، فعاليات البرنامج التدريبي بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، تحت عنوان: «الثقافة وبناء الإنسان» لـ40 من أعضاء هيئة التدريس ومجمع البحوث الإسلامية والطلاب الوافدين، بزيارة إلى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية، التابع لمكتبة الإسكندرية؛ لمطالعة أهم منجزات المشروع.

وتضمن اليوم الثالث من البرنامج سلسلة من المحاضرات التثقيفية حول «الحفاظ على التراث الإنساني»، واختتم بعرض لأهم منجزات المشروع من خلال الواقع المعزز وعروض الهولوجرام وحوائط المعرفة والتوثيق الثلاثي.

وقال الدكتور أيمن سليمان، مدير المركز، إن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية يقوم بدور هام وفريد في توثيق هذا التراث بجوانبه المادية واللامادية من جهة، وتراث مصر الطبيعي من محميات وحياة برية من جهة أخرى.

وساهم المركز على مدار أكثر من عقدين، في توثيق ونشر المعلومات المتعلقة بالتراث المصري عن طريق تنفيذ العديد من مشروعات التوثيق الرقمي، وذلك بالتعاون مع الجهات والهيئات المتخصصة المحلية والدولية.

وأكد أن المركز يحرص على زيادة الوعي بالتراث الحضاري والطبيعي المشكلين للهوية المصرية، فضلًا عن سعيه فى تقديم التدريب المتخصص لبناء قدرات شباب الخريجين.

وأوضح سليمان خلال محاضرته، مراحل تحويل البيانات غير الرقمية بأنواعها المختلفة إلى محتوى رقمي يسمح بمعالجتها وتخزينها بصور عديدة، ومن ثم إتاحتها للنشر بالإضافة لاستعراض وسائل تكنولوجيا المعلومات في التوثيق  كتطبيقات الواقع المعزز وعروض الهولوجرام وحوائط المعرفة والتوثيق الثلاثي الأبعاد والأفلام التوثيقية والتوثيق البانورامي والجغرافي، وعرض كل المشاريع التي تمت بهذه الوسائل التكنولوجية بالشرح وعرضها للمشاركين من خلال جولتهم داخل مركز التوثيق.

من جانبه، أوضح الدكتور لؤي محمود، مدير مركز الدراسات القبطية، أن كلمة التراث القبطي أداة رائعة لترسيخ مفهوم وحدة الشعب المصري الواحد، فهو يعبر عن كل ما أنتجه المصريون وتناقلوه من جيل لآخر من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها مع اختلاف عقائدهم وتوارثوه عبر الأجيال. 
وأشار في محاضرته حول التراث القبطي بين الهويتين المصرية والعربية، إلى أن المصريين جميعهم أقباط وكلمة "قبط" هي كلمة مصرية قديمة تطلق على المسيحي والمسلم؛ ليؤكد بهذا المفهوم أن الهوية المصرية واحدة، لا فرق بين دين أو عقيدة، بل المشترك الوطني بين جميع المصريين يجمعهم، واستعرض خلال محاضرته أنواع التراث القبطي المادي الملموس والتراث الشفهي غير الملموس، وبين معالم هذا التراث وأعلامه والمساهمين في صنعه، كما قام باستعراض الجوانب الثقافية المشتركة بين التراث الإسلامي والتراث القبطي المسيحي.

وحذر الدكتور لؤي من استنطاق ولي عنق التاريخ للوصول لأهداف معينة في عقول أصحابها، فهذا يمثل خطورة كبيرة لاجتذاب عقول الشباب وخلق روح مواجهة وكسب نقاشات لمجرد إثبات صحة فكر طرف عن طرف دون وجود دليل علمي وتاريخي موثق.

كما أشار إلى أن الخطورة الحقيقية تكمن في عدم  التصدي لهذه التيارات الفكرية مما يستلزم على أصحاب العقول الراشدة من العلماء والباحثين والخبراء، توجيه دورهم العلمي لمجابهة هذه الأفكار بالأدلة لبيان وتوضيح ما هو حقيقي وموثق.

وفي نهاية محاضرته أكد أنه لا تعارض ولا تناقض بين فرعونية مصر وقبطيتها، فمصر فرعونية قبطية مسيحية إسلامية عربية.

واستعرض محمد القاسم، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، أهم المصادر التي عنيت بتوثيق التراث الإسلامي وحفظها، وعرّف بكل مصدر وبأهدافه وما يشتمل عليه وجوانب قصوره.

وقام المشاركون بجولة في المركز للتعرف على منجزاته وأهم المشروعات التي قام بتوثيقها منذ إنشائه.