رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حددها ​​رئيس الوزراء السابق لأوكرانيا: عناصر نحو انتصار أوكرانيا وإحلال السلام مع روسيا

فى قراءة مستقبلية يظهر عليها الطابع الأمنى، عدا السياسى والاقتصادى وضع رئيس منتدى كييف الأمنى ​​ورئيس الوزراء السابق لأوكرانيا (2014-16)، «أرسينى ياتسينيوك»، رؤيته لأزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وتحت عنوان [خمس خطوات نحو انتصار أوكرانيا وإحلال سلام دائم مع روسيا]، تحدث «ياتسينيوك» فى دراسته التى نشرها المجلس الأطلسى، عن الأوضاع الدولية، وطبيعة التعاون الدولى والأمنى، وتدحرج الأزمات نتيجة الحرب.

 يقول هذا السياسى، إن هناك 5 عناصر أساسية تحسم الحرب، ومستقبل روسيا كقوة عالمية لها مكانتها التى لن تنهار بسهولة، مشيرًا إلى أنه: قبل بضع سنوات، على خلفية الانتفاضة الوطنية المؤيدة للديمقراطية فى بيلاروسيا، دعوت القادة الأوروبيين إلى تطوير استراتيجية واضحة لأوروبا الشرقية. كان هذا يتوخى عضوية الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى لأوكرانيا ومولدوفا وجورجيا وبيلاروسيا الحرة. للأسف، فضل العديد من السياسيين الأوروبيين الانتظار والترقب». 
 

*.. دلالات أمنية لقرارات الانتظار والترقب.

«ياتسينيوك» يؤكد أنه: من خلال الفشل فى دمج أوكرانيا وإخراج بلدان أوروبا الشرقية من المنطقة الرمادية الجيوسياسية، مهد القادة الغربيون المسرح لغزو روسى واسع النطاق عام 2022»، فى إشارة ذكية لحال المجتمع الدولى الأوراسى، والأوروبى، وحلف الناتو من النتيجة التى أوصلت العالم، إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التى دخلت عامها الثانى، وسط متغيرات وأحداث دراماتيكية.

.. لتدارك ذلك يرى هذا الرجل السياسى الأمنى: «هناك الآن إجماع متزايد فى جميع أنحاء الغرب على أن النصر الأوكرانى فقط هو الذى يمكنه إنهاء أزمة الأمن العالمية التى أثارها الغزو الروسي. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الوضوح بشأن ما يمكن أن يشكل النصر وكيف يمكن لأوروبا تحقيق سلام دائم».

* متطلبات الهزيمة!

.. فى حدود رؤيته، يقول: «تتطلب هزيمة روسيا وتأمين السلام سلسلة من الإجراءات المترابطة التى تتجاوز ساحة المعركة. لقد حددت خمسة عناصر رئيسية لتسوية مستدامة تنهى المذبحة الحالية وتمنع أى تكرارات فى السنوات المقبلة».
.. والعناصر هى:

* العنصر الأول: تسليح أوكرانيا بما يكفى لتحقيق النصر. 
 

.. عمليًا يلفت إلى أن: هذه العملية تسير على قدم وساق، ولكن لا تزال هناك قضايا خطيرة من حيث الكميات والتوقيت. كل تأخير فى المساعدة العسكرية يكلف أرواح الأوكرانيين ويشجع روسيا. يجب على شركاء أوكرانيا الغربيين التغلب على خوفهم فى غير محله من استفزاز بوتين، وعليهم بدلًا من ذلك السعى إلى تبسيط تسليم الأسلحة. بعد كل شىء، من المعترف به الآن على نطاق واسع أنه يجب هزيمة روسيا فى ساحة المعركة».

* العنصر الثانى: الردع الاستراتيجى لروسيا وإنشاء بنية أمنية جديدة.

يؤكد أن الردع الاستراتيجى لروسيا وإنشاء بنية أمنية جديدة؛ تتمحور حول حلف شمال الأطلسى «الناتو» فى أوروبا، إذ يجب ألا تكون هناك أوهام الآن، لافتا إلى أنه: يمكن لحلف الناتو وحده أن يوفر لأوروبا نظامًا أمنيًا موثوقًا وفعالًا. هذا يعنى عضوية الناتو لأوكرانيا. لا شىء أقل من ذلك سيجبر موسكو على التراجع. ينبغى أن تختتم قمة الناتو المرتقبة فى فيلنيوس بدعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف. لا يمكن لأى ضمانات ثنائية أو إجراءات توفيقية أخرى أن تأمل فى استبدال المادة الخامسة لحلف الناتو أو إيقاف روسيا».

* العنصر الثالث: العضوية الأوكرانية فى الاتحاد الأوروبى واستعادة الاقتصاد الأوكرانى. 
.. وفى هذا العنصر، الذى يبدو فى إطار سياسى أمنى، يدعو «ياتسينيوك»، إلى تحقيق العضوية الأوكرانية فى الاتحاد الأوروبى واستعادة الاقتصاد الأوكرانى. انسجام وثيق مع الاقتصاد الأوروبى الأوسع. كان هناك تقدم كبير نحو هذا الهدف منذ اندلاع الغزو الروسى الشامل، لكن النتائج الإجمالية لا تزال مخيبة للآمال ولا ترقى إلى مستوى التصريحات السياسية العديدة حول أهمية التكامل الأوروبى لأوكرانيا.

* العنصر الرابع: تقويض قدرة روسيا على التصرف بقوة
 

.. فى هذه الرؤية المستقبلية، قال رجل السياسة الأوكرانى السابق، فى ما أطلق عليه بـ«المهمة الرئيسية»، هى تقويض قدرة روسيا على التصرف بقوة ذلك أنه: «من الصعب تقييم المدة التى ستظل فيها روسيا قادرة على شن الحرب الحالية، لكن القضايا المالية ستلعب دورًا مهمًا فى أى عملية صنع قرار. فى العام الماضى، بلغ الإنفاق العسكرى الروسى الرسمى حوالى 85 مليار دولار. هذا العام، من المقرر أن يصل الرقم إلى 108 مليارات دولار على الأقل. بشكل غير رسمى، من المرجح أن يكون المبلغ الإجمالى الذى يتم إنفاقه على الحرب أعلى بكثير. من الواضح أن العقوبات يجب أن تستمر ويجب تكثيفها. يمكن أن تشمل الخطوات الإضافية منع عبور البضائع ذات الغرض المزدوج عبر روسيا والتنفيذ الأقصى للعقوبات الثانوية».

.. ويشير إلى أنه: من الضرورى أيضًا حماية الاقتصاد الأوكرانى وتقويته، عبر مزيد من التدابير ضرورية لتسهيل الصادرات الأوكرانية، ويجب على القوافل البحرية التى يقودها الناتو كسر الحصار الروسى على البحر الأسود وتمكين أوكرانيا من استئناف الصادرات الدولية عبر الموانئ الجنوبية للبلاد،مع إعادة هيكلة الديون الخارجية لأوكرانيا.

* العنصر الخامس: النصر الحقيقى ممكن إلا إذا لم تعد الإمبريالية الروسية تشكل تهديدًا للمنطقة

من بديهيات السياسة المستقبلية فى أفق حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، بحسب «ياتسينيوك»، أن الضرورة تحتم، رؤية الكيفية الدولية لتحقيق سلام دائم فى أوروبا الشرقية، وأن هذا الأمر هو: «العنصر الأكثر أهمية برغم أنه من «غير الملموس» فى نفس الوقت، مشيرا بقوة: «لن يكون النصر الحقيقى ممكنًا إلا إذا لم تعد الإمبريالية الروسية تشكل تهديدًا للمنطقة»، وربما للسياسة الدولية والأمنية.

يخلص السياسى، من موقعه الأمنى، أنه بمجرد أن تتحرر أوكرانيا وتأمينها تحت المظلة الجماعية لعضوية الناتو، ستكون: «الأولوية القصوى للمجتمع الدولى هى معالجة الأيديولوجية الإمبريالية التى تشجع الروس على ارتكاب أعمال عدوانية دولية مع الإفلات من العقاب وازدراء الحياة البشرية. يجب أن تتحمل روسيا المسؤولية القانونية والمالية الكاملة عن عدوانها على أوكرانيا وعن الإبادة الجماعية للأمة الأوكرانية. إن عصر الإفلات الروسى من العقاب على جرائم الحرب يجب أن ينتهى».

*.. هل فى راحة مؤقته فى المفهوم السياسى العميق؟


حتمًا، فى أفق عشرات التحليلات، التى شغلت العالم أن تكون الرؤية الغربية، لحلف الناتو، أنه: «ما لم يتم التعامل مع القضية الأساسية للإمبريالية الروسية على المستوى الدولى، فإن تحرير أوكرانيا لن يوفر أكثر من راحة مؤقتة. إن مواجهة الهوية الإمبريالية لروسيا هى الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق لنظام أمنى عالمى جديد والإصلاح المطلوب بشدة للهيئات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. سيظل السلام العالمى بعيد المنال حتى يتم إلقاء الإمبريالية الروسية فى مزبلة التاريخ»، بحسب نص رئيس منتدى كييف الأمنى ​​ورئيس الوزراء السابق لأوكرانيا.. وهو غالبًا يرجح حالة من الأفكار المتضاربة، التى تشغل المجتمع الدولى، أوروبا الحلف، والولايات المتحدة الأمريكية، وصولا إلى إفريقيا والصين، والهند، وعمور آسيا الصغرى، وبالتالى المنطقة والإقليم.

.. فى المؤشرات أن نهاية الحرب صعبة مثل شراراتها الأولى وقد تتصاعد تهديدات الرئيس بوتين النووية مع بدء الهجوم المضاد لأوكرانيا، ووضع الجيش الروسى بعد محاولة تمرد شركة فاجنر العسكرية والهزة التى عاشتها روسيا والعالم، جراء نتيجة التمرد.. ننتظر الأشهر الحاسمة فى الشتاء المقبل.

[email protected]