رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار جمعة لحجاج بيت الله: أنتم فى نعمة فاعملوا على إتمامها

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

وجّه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام، بأن الحج عبادة بدنية ومالية يضحي فيها الإنسان بجهده وماله، وتحتاج إلى جهد وصبر، وعِظَمُ الأجر على قدر عِظَمِ العمل وتحمل مشاقه، يقول (صلى الله عليه وسلم): "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ".

وأضاف وزير الأوقاف، في بيان له اليوم، الأربعاء، أنه ربما كانت التضحية بالمال هي الأيسر عند بعض الناس، في حين أن التضحية بالجهد هي الأيسر عند آخرين، غير أن هذا الفارق إنما يكون قبل الشروع في النُسُك، أما عند الشروع في النُسُك فشيء آخر، ليس فيه غني وفقير، وقوي وضعيف، إنما هي عزيمة وإرادة وتصميم وفقه وفهم ووعي، بحيث يتحمل كل إنسان مهما كانت قدرته قسطا من الجهد والتعب، فسلعة الله غالية، وسلعة الله هي الجنة، والحق سبحانه وتعالى يقول: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (آل عمران: 142)، ويقول سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلَا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ} (البقرة: 214).

وتابع: ويقول سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 2، 3)، والأجر على قدر المشقة، وعن ابْن عَبَّاس (رضي الله عنهمـا) أَنه سُـئِلَ: "أيّ الْأَعْمَال أفضل؟ فَقَالَ: أحْمَزهـا، يَعْنِي: أمتنـها وأقواها".

وأوضح وزير الأوقاف أنه إذا كان الحاج الراجي رحمة الله (عز وجل) يأمل فضله في تكفير السيئات وغفران الذنوب، وأن يعود من حجه كما ولدته أمه، فعليه ألا يجهل، ولا يصخب، ولا يرفث، ولا يفسق، ولا يضجر من الطاعة، ولا يؤذي حاجًّا، ولا ينفر صيدًا، وأن يكون سلمًا للإنسان والحيوان والطير والحجر والشجر، فالحج مدرسة أخلاقية وتربوية، ومن دروسه التربوية: درس بناء العزيمة والقدرة على التحمل.

نقول لكل حاج أنت في نعمة فاعمل على تمامها على الوجه الأكمل بلا ضجر.