رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرصد المصرى: الدولة تنظر لملف الهوية الوطنية باعتباره "ملفًا حيويًا"

المركز المصري للفكر
المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

أكد المرصد المصري، التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الدولة تنظر لملف الهوية الوطنية باعتباره ملفًا حيويًا، لا يمكن أن ينفصل عن قضية الحفاظ على الأمن الوطني بالكامل، وعلى هذا الأساس، بذلت الدولة عددًا من الجهود التشريعية في هذا السياق، من ضمنها ما جرى تنفيذه في غضون العشر سنوات الماضية، ومن ضمنها أيضًا ما أقرته الدولة فيما قبل ذلك، لكنها تظل متمسكة بالعمل على ضمان فاعلية الدور المصري في تحقيقه، مثل المعاهدات والمواثيق الدولية.

واستعرض المرصد في دراسة له بعنوان "المواطنة والهوية الوطنية المصرية في عشر سنوات"، للباحثة داليا يسري، أبرز جهود الدولة تشريعية في مجال الهوية الوطنية والثقافة، ومنها التعهدات الدولية الكبرى، والتنوع في الهوية الثقافية، وضع رؤية خاصة بحالة الثقافة والهوية الوطنية في هذه الفترة، في استراتيجية مصر 2030، وضع ملف الثقافة والهوية الوطنية على قائمة أولويات جلسات الحوار الوطني، وذلك لما تمثله هذه الملفات من أهمية قصوى في مجال بناء وتشكيل الوعي، حيث أدرك مجلس أمناء الحوار أن هذه ستكون فرصة عظيمة للاستماع إلى كل الآراء ووجهات النظر، بخصوص المنظومة الثقافية والهوية الوطنية. 

كما تطرقت الدراسة إلى جهود الدولة المصرية في المسار الثقافي وتحقيق النجاحات التالية خلال السنوات الماضية، منها تم إدراج الثقافة لأول مرة في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة، وذلك ضمن أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في ديسمبر 2015، وبدأت الدراما المصرية، من حيث المحتوى، تتخذ منحى تصاعديًا بدءًا من العام 2019.. ونجحت بالفعل في تحقيق بعض الأهداف المرجوة منها، كما وافق مجلس النواب في أغسطس 2020، على مشروع قانون تقدمت به وزارة الثقافة لاستحداث جائزة جديدة تحت مسمى "جائزة الدولة للمبدع الصغير"، تمنح على أساس سنوي لمن يقدم منتجًا فكريًا ولم يتجاوز عمره 18 عامًا، في مجالات الثقافة والفنون. 

ومن ضمن النجاحات أنه في عام 2020، تم اختيار القاهرة باعتبارها عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي، من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيكو"، ونجحت مصر في 2021، في ضم مجموعة من الفنون التراثية إلى قائمة التراث العالمي غير المادي لدى منظمة اليونسكو: وهي؛ "السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنخلة، والنسيج اليدوي، والخط العربي"، كما أعدت وزارة الثقافة أجندة فاعليات إبداعية، بالاشتراك مع الجهات المعنية، بغرض إبراز معالم الهوية المصرية بمشتملاتها الثقافية والتراثية المتعددة، وتم تنفيذها ابتداء من شهر رمضان الكريم 2022، فيما تعكف الدولة على تنظيم مهرجانات مسرحية ناجحة، مثل "المهرجان القومي للمسرح، المهرجان التجريبي والعربي".

وحول المبادرات والفعاليات الثقافية، أوضحت الدراسة أنه خلال الفترة الممتدة ما بين 2015- 2023، قامت وزارة الثقافة بتنفيذ ما أكثر من 250 ألف نشاط ثقافي، بالإضافة إلى العديد من البرامج والمبادرات الثقافية التي تتبنى كل منها اتجاهات وأهدافًا، تصبو جميعها في اتجاه تعزيز الهوية الوطنية ونشر الثقافة.

وحول تلك المبادرات منها مبادرة صنايعية مصر، ومبادرة "خليك في البيت: الثقافة بين إيديك"، ومسرح المواجهة والتجوال، وتراثك أمانة، ومبادرة "اعرف جيشك"، ومبادرة "ابدأ حلمك"، ومبادرة "ذاكرة المدينة"، ومشروع "عاش هنا"، ومشروع "حكاية شارع"، ومشروع "سينما الشعب"، والهوية والثقافة في مبادرة "حياة كريمة".

وأكدت الدراسة، أن القيادة السياسية عكست إدراكًا عميقًا بالدور الذي تقوم به الهوية الوطنية والحفاظ على قيم المواطنة في بناء الدولة، لذلك يتبنى مفهوم الجمهورية الجديدة العمل على ركيزتين أساسيتين؛ أولاهما الحقوق الاقتصادية للمواطن، وثانيتهما الحقوق الاجتماعية، وتكون الهوية الوطنية والمواطنة أسس بناء تقوم عليها الجمهورية الجديدة، في إرساء المساواة بين المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم.. حيث يعيش الجميع في وطن، يُنتمي إليه، ووطن لا يعرف تمييزًا بين أبنائه.