رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يستقبل الفنانين المشاركين فى الذكرى الخمسين لتدشين مجموعة الفن بالمتاحف الفاتيكانية

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الجمعة، في كابلة السكستين بالفاتيكان الفنانين المشاركين في لقاء نُظم لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لتدشين مجموعة الفن الحديث في المتاحف الفاتيكانية.

ووجه البابا كلمة إلى ضيوفه، مشيرا إلى أن الكنيسة ربطتها دوماً علاقة مع الفنانين يُمكن وصفها بالطبيعية والمميزة خصوصا أن الفنان يأخذ على محمل الجد عمق الوجود والحياة والعالم، على الرغم من تناقضاته ونواحيه المأساوية. كما أن الفنان يذكّر الجميع بأن البعد الذي نتحرك فيه هو بعد الروح، والفن يأتي بمثابة شراع يملأه الروح ويدفعنا إلى الأمام. كما أن الفن الذي عرفناه على مر التاريخ هو جزء من التراث الخاص بالجميع، المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.

بعدها تحدث البابا عن أوجه الشبه بين الفنان والطفل، لأن الفنان هو شخص يتحرك في مجال الابتكار والحداثة والإبداع، ويقترح على العالم شيئاً جديداً لم يسبق له مثيل. وهو يجعل الإنسان يُدرك أنه لم يُخلق كي يموت بل كي يحيا. ولفت فرنسيس إلى أن الفنان يضع جزءاً من ذاته في الأعمال التي يصنعها، وعندما تساعده الموهبة يستطيع أن يُغني العالم بواقع جديد. وقال إن فكره يتجه نحو ما جاء في سفر النبي أشعياء وسفر الرؤية، عندما قال الرب إنه يصنع شيئاً جديدا، ويجدد كل الأشياء. من هذا المنطلق يبدو أن عمل الفنان يشكل مشاركة في عمل الله هذا، ويتمتع الفنانون بعيون تنظر وتحلم في الآن معا.

ومضى البابا إلى القول إن الكائنات البشرية تطوق إلى عالم جديد وتحلم به، وللفنانين القدرة على أن يحلموا بأشكال جديدة لهذا العالم وأن يُدخلوا على التاريخ الحداثة. ومن هذا المنطلق لا بد أن يبتعدوا عن الجمال الاصطناعي والسطحي المنتشر اليوم والذي يتواطأ غالباً مع الآليات الاقتصادية التي تولّد انعدام المساواة.

 وشدد البابا على ضرورة أن يكون الفن بمثابة ضمير نقدي للمجتمع، وأن يبرز ما يحمل الإنسان على التفكير، وأن يميط اللثام عن الواقع بكل تناقضاته وأبعاده. ومن خلال تبنيهم هذا الموقف اعتبر البابا أن الفنانين قادرون على الإسهام في قضايا هامة شأن الدفاع عن الحياة والعدالة الاجتماعية والأشخاص المهمشين، والاعتناء بالبيت المشترك، وتعزيز الشعور بالأخوة.