رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اسمها منة عماد

من وقت لآخر يرسل الله لنا رسائل مختلفة.. لى ولك وله ولها ولأى مخلوق من مخلوقات الله.. هذه الرسالة قد تكون فى شكل خبر تقرؤه.. قصة تسمع بها.. إنسان تقابله... إلخ.. أنا أظن أن قصة طالبة الإعدادية منة عماد هى رسالة للكثيرين.. مثلًا.. هل أنت فتاة تافهة تشكو أنها توقفت عن شرب القهوة السويسرية بسبب غلاء الأسعار.. وأنها مضطرة للأسف للتنازل طبقيًا وشرب «النسكافيه»!.. لو أنت هذه الفتاة فاقرئى قصة منة عماد.. هل تعانى من أن الظروف لم تسمح لك بشراء سيارة جديدة فى آخر خمس سنوات؟، وتعتبر هذا تراجعًا طبقيًا مثيرًا للقلق؟ إذن اقرأ قصة منة عماد.. هل تشكو من أن فاتورة الكهرباء عالية لأن الأولاد يتركون التكييف مفتوحًا طوال الوقت؟ اجعلهم يقرأون قصة منة عماد.. هل أنت طالب فى مدرسة لغات يرفض والدك أن تسافر فى رحلة المدرسة لأوروبا وتشعر بالظلم فى داخلك؟ اقرأ قصة منة عماد.. هل تشكو من مؤامرة دبرها ضدك مجموعة من التافهين وتشعر بالظلم؟ اقرأ قصة منة عماد لتعرف كيف يكون التغلب على الظلم.. إن منة لمن لا يعرفها هى الأولى على الشهادة الإعدادية.. فى محافظة كفرالشيخ.. إنها زهرة مصرية تفتحت رغم أن كل الظروف كانت تجبرها على الموت والذبول.. إنها ضحية لخلاف أسرى ولأب غير مسئول أنجب أبناءه ورفض أن يتحمل مسئوليتهم.. رغم أنه هو صاحب قرار مجيئهم للعالم وليس هم.. إنها ضحية جحود الأب لأبنائه وعقوقه لهم.. إن صورتها مع والدتها وأخيها الأصغر تقول كل شىء.. إن ملامحها وأخيها تنطق بالذكاء والأصل الطيب، لكنهم يجلسون فى شقة على البلاط حرفيًا.. إنها تلخص قصتها فى سطور قليلة وتقول إن والدها انفصل عن والدتها فامتنع عن الإنفاق عليهم وهرب إلى دولة عربية.. وإن أسرة والدها استولت على أثاث المنزل! أو ربما اضطرت والدتها إلى بيعه وأنهم يعيشون حرفيًا على البلاط.. أما شقيقها الثالث الذى لم يبلغ العامين فيعيش فى كنف جدتها لأمها لأن هذه الظروف قد تقضى على حياته لو عاش فيها.. كل هذه المأساة والظلم والجحود لم تمنع منة الله عماد من أن تتفوق وأن تصبح الأولى على محافظة كفرالشيخ.. كل هذه الظروف لم تمنع والدتها الفاضلة من تشجيعها على التفوق وبذل الجهد وطلب العلا وسهر الليالى.. لأن هذا هو السلاح الوحيد الذى يملكه الشرفاء فى مصر، وهم كثيرون جدًا والحمد لله.. فى ظروف أخرى كان يمكن لأم أخرى أن تهمل أبناءها.. أو تسعى لتزويج ابنتها فى سن صغيرة لتتخلص من عبئها.. فى ظروف أخرى كان يمكن لأم أخرى أن تنحرف عن رسالتها تحت وطأة الظروف.. أو أن تتزوج لتجد من يساعدها فى تربية أبنائها.. لكن أم منة عماد هى نموذج عظيم ومكرر لملايين المصريات.. إنها الأم التى «تشقى على عيالها» وتجوع ليشبعوا.. وتكافح ليتفوقوا.. وتنتصر بهم على كل من ظلمها وأساء إليها.. إن قصة منة عماد التى هرب والدها من مسئوليتها هى أكبر رد على من هاجموا فكرة صندوق الأسرة التى دعا لها الرئيس السيسى، وفكرتها ببساطة أن يمول الصندوق حالات مثل منة عماد.. كل الذين حاولوا تشويه الفكرة عليهم أن يعتذروا وأن يلزموا الصمت.. اتصال السيدة انتصار السيسى بمنة عماد وتبنى الدولة لها هو جزاء الصابرين الذين حدثنا الله سبحانه وتعالى عنهم فى كتابه الكريم.. وتفوق هذه الزهرة المصرية اليانعة هو خير رد على جحود والدها الذى شاء الله أن تكون ابنته سببًا فى شهرته ومعرفة الملايين به.. ألم أقل لك إنها رسائل الله لعباده يرسلها فى صور شتى.. تحية لمؤسسة الرئاسة التى ربتت على كتف هذه المصرية المكافحة، وتحية لمنة عماد التى أضاءت شمعة بدلًا من أن تلعن الظلام.