رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع احتفال الكاثوليك بذكراها.. أبرز المعلومات عن الراهبة ماريا لقلب يسوع الأقدس

القديسة ماريا
القديسة ماريا

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم، بذكرى رحيل القديسة ماريا لقلب يسوع الأقدس، وتزامنًا مع إحياء ذكراها ترصد "الدستور" في السطور التالية أبرز المعلومات عنها.

ولدت ماريا شينينا أريتسو في 10 ابريل 1844 في  راغوزا، ونالت سر العماد المقدس في يوم ولادتها، كانت من عائلتين من نبلاء صقلية القديمة والدها كان جيامباتيستا شينينا ، من مركيز سانت إيليا وبارونات سان فيليبو وديل مونتي ، بينما كانت والدتها روزاليا أريتسو جريمالدي ، من دوقات سان فيليبو ديلي كولون فكان ترتيبها الخامسة من بين ثمانية أخوة. 

تلقت التعليم المسيحي بمساعدة القس فينسينزو دي ستيفانو، وهو معلم للعائلات النبيلة في شبابها وكانت تهوى الرقص والغناء والموسيقى، في سن السادسة من عمرها نالت سر التثبيت واحتفلت بالمناولة الأولى في العام التالي، في عام 1860، عندما كانت تبلغ من العمر 16 عامًا، احتفلت بتوحيد إيطاليا وظلت ترقص طوال الحفل، كما قادت الفرقة الموسيقية بالعصا الصغيرة التي يستعملها قائد الأوركسترا لضبط العزف الموسيقي في الحفل المقامة في الساحة المجاورة للكاتدرائية.

- تكريس حياتها لمساعدة الفقراء 

 ورفضت طلبات الزواج عدة مرات من شباب كثيرين أرادوا الارتباط بها، رأت كثير من الفقراء الذين يعانون من الجوع والفقر بسبب الحرب، فقررت أن تكرس حياتها لخدمة أولئك الذين يعانون مادياً وإجتماعياً بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية، ثم تجردت من ملابسها الأنيقة، وارتدت ملابس النساء العاديات، واضعة ذاتها في خدمة الفقر، وكان ذلك خيارًا صادمًا للمجتمع في ذلك الوقت، لأنها كسرت الجدار القائم بين الأغنياء والفقراء والنبلاء وعامة الناس، لخدمة الفقراء والمرضى في أكواخهم الفقيرة المتهدمة. 

دعتهم ماريا باسم " حدقة عين يسوع" ورأت فيهم وجه يسوع المتألم. عينها الأب الكرملي سلفاتوري ماريا لا بيرلا كأول مديرة لجمعية بنات مريم، التي تأسست في راغوزا عام 1877، فاجتمعت كثير من الفتيات للعمل مع ماريا للتنشيط الحياة والرسالة المسيحية في إيبارشية راغوزا.

 فقامت بعدة أنشطة رسولية مثل التعليم المسيحي والاستعداد للمناولة الاحتفالية للأطفال، ومساعدة الفقراء في منازلهم ونشر عبادة قلب يسوع القدس بين الاكليروس والمؤمنين، وكان ذلك استعداداً لولادة جماعة القلب الأقدس الرهبانية الجديدة عندما توفيت والدتها في عام 1884، أعربت عن رغبتها في أن تصبح راهبة من الراهبات الحبيسات. ولكن نصحها رئيس أساقفة سيراكيوز ، بأن تبقى في المدينة لمواصلة أعمال الرحمة الرسولية . 

في عام 1885 ارتبطت ببعض الرفيقات اللواتي شكلوا الجماعة الرسولية الأولى، في 9 مايو 1889 انضمت إلى الجماعة أول خمس شابات، وبالتالي أسست جماعة القلب المقدس، بهدف توفير المأوى للأيتام المهجورين والفقراء ونشر التعليم المسيحي في راغوزا والمدن المجاورة، وتأسيس دار لرعاية كبار السن والمعاقين ، ومساعدة الأسرى والعمال الذين عملوا في المناجم  والفلاحين، و كانت حياتها مرتبطة بالصلاة والإيمان العميق لدرجة أنها قامت بكتابة اسم يسوع على صدرها حديد ملتهب. 

- استقبال البابا لاوون الثالث عشر 

استقبلها البابا لاوون الثالث عشر في عام 1890، وقام بمباركة رسالتها المقدسة، وفى عام 1892 بدأت ببناء أول دير، الذي أصبح بعد ذلك الدير الرئيسي للجماعة الرهبانية، تم استدعاؤها لتنظيم جمعية سيدات الأعمال الخيرية في راغوزا واستضافت في معهدها، من 1906 إلى 1908، أول راهبات كرمليات وصلن إلى المدينة. الذين أرادوا تأسيس دير في راغوزا، أصبح المبنى نفسه لاحقًا ملجأً لسكان ميسينا وريجيو كالابريا ، ضحايا الزلزال الكارثي عام 1908 الذي دمر مدنهم .

 بعد أن عززت جماعتها، شعرت ماريا للقلب الأقدس أنها مستعدة للقاء الرب، وفي مساء يوم 3 يونيو 1910  عيد القلب الأقدس في ذلك العام ، أرادت أن تجمع حولها الفتيات اليتيمات في بيت الأم ، ثم غادرت للذهاب إلى الكنيسة. 

في الأيام التالية، شعرت بالتعب أكثر من المعتاد، حتى يوم 9 يونيو، شعرت بألم حاد في صدرها واتصلت الراهبات بالطبيب وأيضا بمعرفها الأب برانشينا، بعد أن عهدت وصية الحب إلى راهبات القلب الأقدس، توفيت الأم ذات القلب الأقدس في 11 يونيو 1910، كانت تبلغ من العمر 66 عامًا.