رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المكالمة القاتلة.. حقيقة الاتصالات الهاتفية التي تودي بحياة أصحابها بعد مدة زمنية

أرشيفية
أرشيفية

خطر جديد يداهم محبي المكالمات الهاتفية الطويلة ومدمنيها، وهو الإصابة بارتفاع ضغط الدم، الذي قد يؤدي إلى الوفاه في النهاية.

إذ أنه وحسب تصريح للدكتور عبداللطيف المرّ، أستاذ الصحة العامة في إحدى البرامج التليفزيونية أوضح فيه أن الدراسة أكدت خطورة المكالمات الهاتفية الطويلة موضحًا تسببها في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أشار إلى ضرورة ألا تزيد مدة المكالمة عن 30 دقيقة أسبوعيًا.

وتابع أستاذ الصحة العامة، أن الدراسات تؤكد على أن 80% من سكان العالم معرضون لمرض ارتفاع ضغط الدم، كما لفت إلى أن هناك مليار ونصف من سكان العالم مصاب بالفعل بذلك المرض.

أما عن تلك الدراسة فقد أُجريت بالنظر في ملفات نحو 212 ألف بالغ في بريطانيا، متوسط أعمارهم 54 عامًا، ووُجهت إليهم أسئلة عن نمط مكالماتهم الهاتفية الأسبوعية، وتتبعتها على مدار 12 عامًا.

من جانبه قال  طارق توفيق أستاذ أمراض المخ والأعصاب تعليقًا على الدراسة في حديثه لـ"الدستور" أنه لا يمكن الجزم بأن المكالمات الهاتفية الطويلة تسبب ارتفاع ضغط الدم، مشيرًا إلى أن هذا أمر يتوقف على محتوى المكالمة فهناك مكالمات قد تتسبب لأشخاص في زيادة ضغط الدم إذا كان محتواها مزعج لهم، وعلى العكس قد لا تتسبب مكالمات طويلة في ذلك إذا كان محتواها مفرح للأشخاص ومحبب.

وتابع أنه يمكننا القول فقط بأن الهاتف المحمول يصدر منه موجات كهرومغناطيسية قد تضر بالصحة العامة، لافتًا إلى أنها بطيئة التأثير ولكنها في الوقت نفسه تراكمية الأثر، وذلك بمعنى أنه لا يبدو على ضحاياها وقت التعرض لها شيء بسببها، ولكن بعد سنوات من التعرض لها ستبدأ بعض الأعراض في الظهور مثل حدوث بعض الالتهابات في الرقبة كما ستتسبب في حدوث الشعور بالصداع والتنميل والتشويش، كما أشار إلى أنه وإلى الآن لا يمكن الجزم بأن الأشعة الناتجة عن المحمول تتسبب في الإصابة بالأمراض السرطانية.

يُذكر أن تلك الدراسة أوضحت أنه كلما زادت مدة المكالمات الهاتفية، ازدادت المخاطرة بارتفاع ضغط الدم، وأثبتت أن الأشخاص الذين أجروا مكالمات هاتفية أكثر من 30 دقيقة أسبوعيًا، زادت نسبة ارتفاع ضغط دمهم بنحو 12% عن الذين أجروا مكالمات أقل، مؤكدة وجود رابط بين إجراء 4 ساعات من المكالمات أسبوعيًّا وزيادة خطر ارتفاع ضغط الدم بنحو 16%.

وعلى الرغم من أن الدراسة لا يمكن اعتبارها مؤكدة، فإن الباحثين أوضحوا أن التعرض الزائد لموجات الراديو منخفضة التردد، والطاقة المنبعثة من الهاتف، ربما تعملان أيضًا على ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى أن قضاء ساعات طويلة على الهاتف مرتبط بتردي نمط النوم وزيادة التوتر، الأمر الذي يضر بالقلب والأوعية الدموية.

كما ينقل التقرير عن "شيانهوي كين"، المشارك في الدراسة، قوله أن "عدد الدقائق التي يقضيها الناس في مكالماتهم الهاتفية تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، وكلما زادت الدقائق ارتفعت الخطورة".

وأضافت الدراسة أنه يمكن إبقاء خطورة ارتفاع ضغط الدم عند معدل منخفض، طالما كانت ماكلماتنا الأسبوعية أقل من 30 دقيقة، وإن كانت هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات، ولكن يبدو من الحكمة الحفاظ على الحد الأدنى من المكالمات الهاتفية حرصًا على صحة القلب".

كما أشار التقرير إلى أن ضغط الدم المرتفع والتوتر يؤثران على أكثر من رُبع البالغين في بريطانيا، ومن المعروف تسميتهما "القاتل الصامت" لأن الأعراض نادرًا ما تظهر على المريض، رغم أنهما السبب في أكثر من نصف حالات الجلطات والأزمات القلبية، كما يسببان زيادة مخاطر الإصابة بأمراض الكلى والخرف.

وحسب منظمة الصحة العالمية ازداد عدد البالغين المصابين بفرط ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم)، ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً، من 650 مليون شخص إلى 1.28 مليار شخص في الأعوام الثلاثين الأخيرة، وفقاً لأول تحليل عالمي شامل للاتجاهات السائدة في معدلات انتشار فرط ضغط الدم والكشف عنه وعلاجه والسيطرة عليه، وهو تحليل قادته كلية إمبريال في لندن ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة)، ولوحظ أن حوالي نصف هؤلاء الأشخاص لم يكن لديهم أي علم بإصابتهم بفرط ضغط الدم.