رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طقوس الكُتاب في العيد.. محمود الشربيني: "العيدية لم تقل عن شلن"

الكاتب الصحفي والناقد
الكاتب الصحفي والناقد محمود الشربيني

“كحك العيد” أبرز طقوس وعادات المصريين للاحتفال بعيد الفطر المبارك، فلا يمر عيد دون أن نضع بصمتنا ونمارس طقوسنا فلا مهرب من “الكحك”، ولا بديل عند الأطفال عن الملابس الجديدة والعيدية من الأقارب، وغيرها من العادات والطقوس التي ارتبطت بالعيد.

 

نرصد عبد التقرير التالي طقوس الُكتاب  في العيد 

 

قال الكاتب الصحفي والناقد محمود الشربيني: “أما عن ذكرياتي مع الأعياد ففيها الروعة في الطفولة والتحول في الصبا والتغير في خريف العمر”.

وتابع الشربيني: “في الطفولة كان أبي وأمي يحرصان على منحي أجمل الأشياء.. فإن كان العيد في الصيف فلا بد من الشورت - بدلة وليس شورت الرياضة- والقميص الجديد المكوي بعناية .. والحذاء النظيف جدا الذي كنت أحرص على نظافته في طرق القرية الممزوجة بالأتربة وبقايا روث الحيوانات”. 

 عيدية العيد لم تقل عن شلن 

ولفت الشربيني إلى أن “العيدية كانت لا تقل عن خمسة قروش .. كان يطلق على ورقة الخمس قروش اسم الـ(شلن) ولكني بنهاية يوم العيد كنت أصل إلى ما يناهز الورقة أم عشرة (نسميها بريزة في ذلك الزمان البعيد وتحديدًا قبل نصف قرن أو يزيد)"، متابعا: ”كانت طقوسي تبدأ بزيارة جدتي واسمها أم علي وجدي محمود (إن كنت في بيتنا في ميت فارس مركز بركة السبع بالمنوفية) أو غرفة جدتي مسعدة التي كنا نخصص لها غرفة في سكننا (إن كنا في قرية طحانوب مركز شبين القناطر قليوبية).

وأضاف الشربيني: “يحين بعد ذلك الذهاب إلى الجزء الخلفي من بيت جدي بالمنوفية، حيث مهرة جدي التي كنت اتحايل لركوبها بشتى الطرق.. كان أبي يرفض خشية وقوعي من على ظهرها، أو أن ترفسني، كما حدث ذات يوم وكادت تقتلع عيني لولا عناية الله.. والمراجيح والألعاب الطفولية لم تكن أبدا في ميت فارس ولم أعرفها إلا عندما انتقلنا نهائيا إلى طحانوب”.

 

وواصل: "السكن أمام محطة القطار كان يمنح لك إطلالة دائمة على كل الجديد من الأزياء والألعاب والشخصيات المهمة.. يضاف إلى ذلك وجود" قهوة سعد" وكان صاحبها أحد أبناء السويس الذين هجروا من بيوتهم بعد النكسة، لكنه بعد مجيئه غيّر شكل منطقة المحطة كلها، كانت البلدة تقضي وقتا طويلا في القهوة في فترة الصيف، فبدأنا نتعلم الطاولة والدومنة (الدومينو) والشطرنج".

 

وواصل: "ومن ركوب "مهرتنا “إلى ألعاب قهوتنا كان العيد في الطفولة لا يخرج عن هذه الوتيرة، ولما خرج دلف إلى باب الفن السابع، حيث بدأنا نذهب إلى المركز، حيث السينما الوحيدة اليتيمة التي كانت بالنسبة لنا واقعا، وليس مجرد خيال سينمائي، فمنا من جعل سعاد حسني فتاة أحلامه ومنا من أعجبته قبضة ملك الترسو فريد شوقى فراح يهتف له على حساب المليجي والدقن”.