رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماع مفاجئ بين نتنياهو ولابيد.. هل ناقشا بدء عملية عسكرية على غزة؟

نتنياهو ولابيد ورئيس
نتنياهو ولابيد ورئيس الأركان هاليفي

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزعيم المعارضة يائير لبيد في قاعدة كيريا (وزارة الدفاع الإسرائيلية) اليوم الأحد، لمناقشة تطور الأوضاع الأمنية، حيث دعا نتنياهو لابيد إلى الاجتماع مساء أمس السبت في أعقاب الهجمات التي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، التي أعقبت التصعيد الخطير الذي تضمن إطلاق صواريخ على إسرائيل من لبنان وغزة وسوريا خلال الأيام الأخيرة.

شارك رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي في الاجتماع الأمني مع نتنياهو ولابيد، ويذكر أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها نتنياهو ولابيد منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة في نهاية ديسمبر الماضي، مما أعطى أنطباعاً بأن الاجتماع قد يتطرق إلى احتمال شن عملية عسكرية على غزة في الأسابيع القادمة، إذ أن عملية كهذه تتطلب إجماعاً واسعاً من أعضاء الكنيست، ويجب على الحكومة أن تحصل على موافقة المعارضة.

استعدادات أمنية 

بالتزامن مع الاجتماع المفاجئ، أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، تعليمات إلى المؤسسة الأمنية بتخصيص تعزيزات لقوات الجيش الإسرائيلي لأنشطة المنطقة الوسطى من شرطة إسرائيل، وذلك في ختام تقييم للوضع الأمني تم إجراؤه مساء أمس السبت في أعقاب الهجمات الأخيرة ضد المواطنين الإسرائيليين وقوات الأمن.

إذ جُندت أربعة فرق عسكرية من عناصر الاحتياط التابعة لشرطة حرس الحدود اليوم الأحد إلى الخدمة بهدف تعزيز ودعم القوات النظامية ودعم فرق شرطة حرس الحدود الاحتياط الستة الأخرى التي تقوم تتحرك في مراكز المدن.

وستعمل الوحدات العسكرية في مناطق المركز والشمال الساحل والجنوب في المواقع المزدحمة بالأشخاص، إلى جانب القوات النظامية في القدس، غلاف القدس ومركز إسرائيل. 

وفي خطوة بدت كأنها تهيئة سكان بلدات غلاف غزة لتطور في الأيام المقبلة، أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لرؤساء البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة، وتلك القريبة من الحدود مع لبنان: "أننا في فترة اختبار أمني وأن أعداءنا أخطأوا عندما اعتقدوا أن مواطني إسرائيل ليسوا موحدين خلف الجيش الإسرائيلي. نحن جميعًا متحدون وراء أمن البلاد وسنبذل قصارى جهدنا لضمان سلامنا وأمننا جميعًا". وأعرب نتنياهو عن تقديره للموقف الحازم لمواطني إسرائيل في قطاع غزة، ويذكر أن هذه الخطوة هامة في حال شن عملية عكسرية، لأن بلدات غلاف غزة هي المرمى الأول والأكثر تضرراً للصواريخ التي تنطلق من القطاع.

تصريحات للتهدئة

بالتزامن مع الاجتماع المفاجئ والاستعدادت الأمنية، اتسمت تصريحات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالهدوء، وبإيضاح أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في حديثه مع  موقع "i24news" إن "إسرائيل غير معنية بالتصعيد، ومعنية بالحفاظ على الوضع الأمني المستقر في كل الجبهات"، ولكنه شدد في الوقت نفسه أن إسرائيل مستعدة لكافة الاحتمالات.

أوضح "أدرعي" أن حركة حماس تتحمل المسؤولية في غزة كونها الجهة المسؤولة عن القطاع، كما قال إن الجيش يرى أن الجهة التي أطلقت الصواريخ من جنوب لبنان هي جهة حمساوية ويحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية ذلك. 

 عملية عسكرية قريبة

بفحص المتغيرات الحالية، فيما يخص الاجتماع الأمني المفاجيء بين نتنياهو ولابيد، والتحركات العسكرية على الأرض التي تتعلق بتعزيز القوات بكتائب إضافية، وتصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول عدم رغبة إسرائيل في التصعيد فإن الفرضية هي أن القيادة في تل أبيب وضعت سيناريو شن عملية عسكرية على الطاولة وتنفيذ القرار مرتبط بتصعيد الأحداث خلال الأيام المقبلة وتحديداً حتى إنتهاء عيد الفصح اليهودي.

من ناحية أخرى، فإن إسرائيل غير معنية ببدء مواجهة عسكرية على غزة، ولكنها في الوقت نفسه عليها الاستعداد لكافة الاحتمالات، إذ يظل شن عملية عسكرية على القطاع هو الحل الأقرب في حال استمر إطلاق الصواريخ من الجبهات الثلاث غزة ولبنان وسوريا، أو في حال تسببت الصواريخ في أضرار لايمكن التغاضي عنها. 

بيد أن سياسة الاستيعاب التي تبتعها حكومة نتنياهو والتي تعتمد على توجيه ضربات خاطفة قد تتغير في حال استمر التصعيد.