رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان يستقبل المشاركين فى مؤتمر «العائلة والحياة»

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم السبت، المشاركين في مؤتمر نظمته الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة، ووجه لضيوفه خطابا أكد فيه أن المسؤولية المشتركة بين الرعاة والعلمانيين تسمح بتخطي المخاوف والشكوك المتبادلة، معتبرا أنه آن الأوان كي يسير الرعاة والعلمانيون معاً في مختلف مجالات الحياة الكنسية.


وقال البابا إن الحاضرين جاؤوا للتفكير في المسؤولية المشتركة للرعاة والمؤمنين العلمانيين في الكنيسة، لافتا إلى أن المؤتمر المذكور يسلط الضوء على أهمية الدعوة وضرورة السير معا وذلك أيضا في السياق السينودسي وأكد أن الله يدعو الكنيسة إلى تخطي الانقسامات القائمة بين الإكليروس والمكرسين والعلمانيين، وانقسام الكوريا الرومانية عن الكنائس الخاصة، والأساقفة عن الكهنة والشبان عن المسنين. واعتبر أن الطريق لا تزال طويلة أمام الكنيسة كي تعيش فعلاً كجسد واحد، وشعب واحد، متحد بالإيمان في المسيح المخلص، ويحركه الروح القدس نفسه الذي يوجه رسالة إعلان رحمة الله الآب.

بعدها لفت البابا إلى أن السينودسية تجد مصدرها وهدفها في الرسالة، إذ إنها تولد من الرسالة وتوجّه نحو الرسالة. كما أن تقاسم الرسالة يقرب الرعاة من العلمانيين، ويخلق شركة في النوايا، ويولد رغبة في السير معا. وأشار فرنسيس إلى أن المؤتمر تناول أيضا مسألة تنشئة العلمانيين، التي هي ضرورية من أجل عيش المسؤولية المشتركة. 

وشدد البابا فرنسيس على ضرورة أن تكون التنشئة موجهة هي أيضا نحو الرسالة، وينبغي ألا تقتصر على الأفكار النظرية، بل يجب أن تولد من الإصغاء وتتغذى بكلمة الله وبالأسرار، وتسمح بنمو التمييز الفردي والجماعي، وتفسح المجال أمام عمل الرسالة والاقتراب من الآخرين. ويجب أن تكون تنشئة ميدانيةً وفي الوقت نفسه درباً ناجعة للنمو الروحي.

وأضاف البابا أن تثمين العلمانيين لا يعتمد على حداثة في اللاهوت ولا يأتي استجابةً لتراجع عدد الكهنة، بل يرتكز إلى نظرة صحيحة للكنيسة: الكنيسة كشعب الله، والذي ينتمي إليه العلمانيون وخدام الكنيسة على حد سواء. وشدد فرنسيس هنا على أهمية العودة إلى ما كانت عليه الكنيسة في القرون الأولى، عندما كان كل شيء يتحد بفعل الانتماء إلى المسيح متخطين النظرة المجتمعية التي تميّز بين الطبقات والفئات الاجتماعية. وقال إنه ينبغي اعتبار المؤمن العلماني شخصا معمدا، وفرداً من شعب الله المقدس.

وتابع البابا مذكراً الحاضرين بأن انتماءنا المشترك إلى المسيح يجعل منا أخوة. والعلمانيون لديهم القدرات والمواهب والكفاءات التي يمكن أن يقدموا من خلالها إسهامهم في حياة الكنيسة، في مجالات التنشئة والتعليم المسيحي، والبرامج الرعوية وغيرها. وأكد أن المسؤولية المشتركة بين الرعاة والعلمانيين تسمح بتخطي المخاوف والشكوك المتبادلة، وقد آن الأوان كي يسير الرعاة والعلمانيون معاً في مختلف مجالات الحياة الكنسية وفي أنحاء العالم كافة. العلمانيون ليسوا ضيوفا في الكنيسة، وهم مدعوون للاعتناء ببيتهم هذا. ولا بد أن يُثمن العلمانيون، لاسيما النساء، بسبب كفاءاتهم ومواهبهم الإنسانية والروحية من أجل حياة الرعايا والإبرشيات. ويمكن أن يتعاونوا مع الكهنة في تنشئة الأطفال والشبان، وفي الشهادة المسيحية في بيئات العمل والثقافة والسياسة والفن والتواصل الاجتماعي. وشجع ضيوفه في الختام على أن يستمروا في تجديد الكنيسة وارتدادها الإرسالي ومنح الكل بركاته الرسولية.