رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمانى محمد ليست الأولى».. بطولات زائفة صنعها جنون الشهرة

أماني محمد
أماني محمد

يخدعهم ذكاؤهم ويتملكهم جنون الشهرة فتذهب قواهم العقلية وتحلق آفاق عقولهم إلى ما هو ليس بكائن أو سيكون، حتى يتمنوا الشهرة فيسوقهم التضليل والكذب وافتعال البطولات سعيا وراء الترند، وأن تصبح أسماؤهم لامعة في سطور المواقع الصحفية حتى ولو لمجرد ساعات.

وفي السطور التالية نرصد أبرز الأسماء التي ساقتها أفكارها سعيا وراء الترند والشهرة الكاذبة، والتي كان آخرها فتاة الشرقية التي عرفت قبل التأكد من عدم صدق روايتها بـ"سوبر وومان الشرقية"، أماني محمد، والتي خدعت العالم بقصة مفتعلة عن بطولة واهية لم تحدث من الأساس.

أمانى محمد 

ادعت أماني محمد (28 عاما)، أنها استطاعت إنقاذ 4 أطفال وسيدتين بعد أن كانوا على وشك الغرق، فاخترقت المياه وحدها لإنقاذهم، وذلك على مرأى ومسمع من الرجال الواقفين لتصوير ما يحدث حسب روايتها.

وبعد أن ضربت أماني محمد مثالا للشهامة والقوة والشجاعة، أصبحت حديث الجميع كمثال للتضليل وجنون الشهرة على حساب أي شيء لمجرد أن تصبح "ترند".

وبعد رصد القصة البطولية الزائفة، أكدت مديرية أمن الشرقية أن مركز شرطة منيا القمح لم يتلقى إخطارًا بهذه الواقعة، لتتحول الحفاوة التي دامت يوما كاملا إلى لعنة لصاحبتها المدعوة أماني محمد، والتي تعاني من حالة نفسية نتيجة فصلها من عملها وسفر زوجها بعيدا عنها.

 

سارة أبوالخير 

لم يكن هناك حديث في وسائل الإعلام المصرية والعربية والأميركية في أكتوبر 2018، سوى عن قصة سارة أبوالخير، التي خدعت العالم كله برواية غير حقيقية، عن شواء لحوم على نيران صواريخ الفضاء، وزعمها أن الفكرة لاقت موافقة وكالة "ناسا" للفضاء، وبدأت القصة عندما نشرت وسائل إعلام خبراً عن فتاة تواصلت مع وكالة «ناسا» لعلوم الفضاء، واقترحت شواء اللحوم والدواجن على نيران صواريخ الفضاء قبل انطلاقها ما سيؤدي، حسب قولها، إلى فوائد جمة منها الحفاظ على البيئة.

ونقلت وسائل الإعلام عن الفتاة أن مسئولي «ناسا» ردوا عليها ورحبوا بالفكرة وقدموا لها عرضا بالسفر لمناقشتها وبدء تنفيذها، وما ذكرته وسائل الإعلام كان نقلاً عن حساب الفتاة على موقع «إنستجرام»، وأضافوا نقلاً عن الحساب أن الفتاة قالت لمسئولي «ناسا» إنه كلما أطلقوا صواريخ كان متاحاً عمل حفلات شواء أكثر وتصدير منتجاتها للعالم، باعتبار أن هذه لحوم تم شواؤها على نيران صديقة للبيئة.

ونشرت سارة أبوالخير العديد من الرسائل، وقالت عنها إنها متبادلة بينها وبين الوكالة والمواقع والصحف العالمية التي تواصلت معها بسبب الفكرة، كما فوجئت بتداول شخصيات شهيرة القصة، وباتصال عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية والعربية للحصول منها على تصريحات حول الفكرة وتواصل مسئولي «ناسا» معها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كانت المفاجأة أن شركات كبيرة تواصلت مع الفتاة للحصول على فكرتها وتنفيذها، لتخرج الفتاة في النهاية وتؤكد لهم أن الأمر كله مجرد دعابة ومزحة، وأن الرسائل التي نشرتها على حسابها كانت مجرد "فوتوشوب"، مؤكدة أن مسئولي «ناسا» لم يتواصلوا معها، وأن رسائلهم لها مفبركة.

وحتى الآن ترفض سارة الظهور أو الحديث مع وسائل الإعلام خشية تعرضها لمضايقات أو عقوبات، لكن قصتها كشفت عن حقيقة مؤكدة، وفق ما تقول، وهي أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر تأثيراً مهما كانت حقيقة ما ينشر عليها.

إنقاذ طفل من الغرق بالبحيرة

وعلى غرار شهامة فتاة الشرقية أماني محمد، افتعل شباب من محافظة البحيرة نفس قصة إنقاذ شخص من الغرق، بعد أن ألقوا طفلاً في المياه لتصوير فيديو له وهو يستغيث، من أجل نشره على موقع فيسبوك، وتحقيق نسب مشاهدة عالية لصفحاتهم، سعيا للربح المادي من وراء ذلك.

وبعد رصد أجهزة الأمن تداول مقطع فيديو على بعض الصفحات في "فيسبوك"، يظهر خلاله شخصان يمسكان بأحد الأطفال ويلقيانه بأحد المجاري المائية بدائرة قسم شرطة دمنهور في محافظة البحيرة، أثبتت التحقيقات أن مرتكبي الواقعة ثلاثة أشخاص، حيث قام اثنان بإلقاء الطفل المجني عليه في مياه المجرى المائي لترعة المحمودية، بينما قام الثالث بتصويرهما بهاتفه المحمول، ثم قفز أحدهم في المياه عقب إلقاء الطفل واستخرجه.

وقال المتهمون الثلاثة إن الهدف هو بث مقطع الفيديو على "فيسبوك" لتحقيق نسب مشاهدة والاستفادة مادياً، أما الطفل المجني عليه فأكد عدم معرفته بالمتهمين، وأنه فوجئ بما فعلوه معه، وأكدوا له عقب استخراجه من المياه أنهم ارتكبوا الواقعة على سبيل المزاح معه.

عبدالرحيم راضى 

في فبراير 2016، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بحكاية للشاب الأزهري الصيدلي عبدالرحيم راضي، الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم، وأقامت محافظة سوهاج حفلا لتكريمه، واستعدت مشيخة الأزهر لتكريمه أيضا، لولا أن اتضح كذبه.

وبعد انتشار خبر فوزه، استدعاه الدكتور رمضان عبدالله، عميد كلية الصيدلة حينها بجامعة الأزهر، للتأكد من صحة ادعاءاته، لكنه لم يلبِ الاستدعاء، وذلك لعدم تصريح الجامعة له بالسفر، حيث يجب إعطاء الطالب "عبدالرحيم راضى" تصريحا من الجامعة ووزارة الأوقاف للمشاركة فى هذه المسابقة.

وتمت إحالته لمجلس تأديب، نظرا للتأكد من عدم إقامة المسابقة من الأساس، وأن المسابقة لم يتم إقامتها منذ 10 أشهر من تاريخ الواقعة، وأن الجامعة لم يكن لديها أى علم بسفر الطالب أو مشاركته فى المسابقة إلا من خلال وسائل الإعلام.